رئيس التحرير
عصام كامل

محمود درويش: لست راضيا عن شعري

الشاعر وزير الداخلية
الشاعر وزير الداخلية الفرنسي

نشرت مجلة نصف الدنيا عام 2001 حوارا صحفيا أجراه المراسل بسلطنة عمان فخرى صالح مع الشاعر الفلسطينى محمود درويش.

فحول قصيدته عن الانتفاضة محمد الدرة والقربان قال درويش: "إن ما كتبته في سياق الانتفاضة وليس عن الانتفاضة هو تعبير عن الارتباط العضوي بين اللغة الشعرية ومرجعياتها الواقعية وهو استجابة لتأثير عميق بمشهد اغتيال الطفل محمد الدرة على مرأى من ملايين البشر لا تستطيع اللغة أن تبارى حجم الصدمة عليها".


وأضاف: "حاولت في قصيدة محمد الدرة أن أكتب ما قد يكون قصيدة موضوعية خالية من ثراء بلاغى ومن استعارة جمالية أي إن القصيدة تصور ولا تصرخ، أما قصيدة القربان فهي لا تصور حدثا محددا لكنها تصور حالة عامة ولا شخص فيها له ملامح محددة، أن القصيدتين استجابة لضغط الحدث التاريخى على الضمير الشعرى وليستا استجابة إلى الواجب الوطنى كما يفهم منها".

وقال درويش: "علاقتى بالقارئ جدلية وحرة وهو لا يشكل رقيبا على عملى أثناء الكتابة لكنه موجود في انا لأنى أعى تماما أن كتابة بلا قارئ لا تحقق معنى، فالقارئ هو الذي يمنح النص حياته المتجددة، وأنا أفخر بإنجاز واحد حققته في مسيرتى الشعرية وهو اكتساب ثقة القارئ منذ شعرت بأن القارئ يصدقنى بالرغم من أنه في العموم لست راضيا عن شعرى.. وأقول لماذا؟" لأنى أكثر قلقا من الاطمئنان إلى المحقق، ولأنى أنظر اليوم بعيون الغد".

صرت قادرا على تطوير نفسى الشعرية بحرية أكبر دون خوف من صدمة أحدثها عند القارئ الذي عودته أن يقبل مني الجديد دائما فلا يطالبني بالقديم إلا لدلالة واحدة هي أن كل جديد فور تحققه يصبح قديما.

الصورة التي أحافظ عليها ولا أريد أن أخدشها هي صورة سلوكى العام، هذه الصورة هي التي تقيدنى إذ ليس من حقى أن أجلس على مقهى ولا أجرؤ على الذهاب إلى السوق إذ إن العيون الفضولية تحملق في محتويات سلتى لذلك أحيط نفسى بصورة غياب وعزلة ضرورية لتحاشى الخطأ الاجتماعى.

خاصة بعد أن صورنى الخيال المريض لدى البعض من الشعراء والإعلاميين في صورة باذخة دونجوانية مجونية وبعضهم وصف قصورى وأزرار ثيابى الذهبية وسيارتي.
الجريدة الرسمية