رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الحب والزواج لا يباع بالقطعة


قالت لصديقتها في التليفون، وهي تذكر لها مساوئ زوجها: إنه كثير النوم، قليل العتاب، كثير النظر، يحب الوحدة والتفكير، لا يأكل إلا حينما نشبع، ولا ينام إلا بعدما ننام، يدخل على أبنائنا غرفهم ليطمئن على نومهم، وكلها أمور تستفزني!


أجابتها صديقتها وبعدين، قالت لها إنها تحبه كثيرا فهو حنون عطوف، غيور عليها وعلي أبنائها، وعلي حياتهم إلا أن هذه الأمور ليست وحدها سببا للعيش معها، بل إنها تريد رجلا لا ينام كثيرا، ويعاركها وتعاركه، يطيل النظر إلى جمالها وهيئتها ولا يرفع ناظريه عنها، يجلس معها يلاعبها ويؤانسها، يأكل معهم، ويشاركهم الطعام، يسبقها إلى غرفة نومها ينتظر قدوم الأميرة تجلس بجواره وتؤانسه.

هنا نبهتها صديقتها إلى أن هذه الأمور مجتمعة لن تجدها سوي في خيال المؤلفين والكتاب والشعراء، فالحياة ليست وردية هكذا، لكنها أصرت على وجهة نظرها وراحت تطالبه بالتغيير من طباعه، وتطالبه بما كانت تظن أنه الصواب، وحاولت كثيرا وكثيرا إلا أنها في كل مرة كانت تواجه العديد من المتاعب والصعاب والمضايقات التي جعلتها تتساءل بعد عناء: لماذا كل هذا العناء؟

حملت أسئلتها وأغراضها الزوجية، وذهبت إلى بيت أبيها بعد أن حدث بينهما ما لا تحمد عقباه، بسبب إصرارها على تغييره، وهناك جلست تندب حظها التعس الذي أوقعها في مثل هذا الزوج، وتتحدث عن ضرورة الطلاق منه..

وهنا فوجئت بوالدها يخبرها بأنه غير راض عن سلوكها، وينصحها بأن تقبل زوجها على عيبه، فالحب والزواج لا يباع بالقطعة، بل إن عليها أن تقبل زوجها بكل عيوبه وتحاول تحسينها، أو تقبلها فالاختلاف سنة الحياة.
Advertisements
الجريدة الرسمية