رئيس التحرير
عصام كامل

"بيتي تويز".. حكاية أول مصنع مصري لإنتاج "الدباديب" في معرض تراثنا

فيتو

أسرة صغيرة مكونة من أب وأم وطفلتين، كانوا في طريقهم للعبور ناحية الباب الزجاجي لقاعة 4 بمركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة، والذي يحتضن فعاليات معرض تراثنا للمصنوعات اليدوية والتراثية والذي يستمر للفترة من 2 حتى 10 أكتوبر، تهرع الطفلتان ناحية مربع صغير يحوي مئات القطع الملونة المصنوعة من الفرو، يتوسط المربع دب الباندا بلونيه الأسود والأبيض ذو حجم كبير جدا، تهرول الأخت الصغرى ناحيته وتجلس فوقه، بينما تغمرها السعادة وتتعالى ضحكاتها، تهمس الأخرى في أذن أبيها قائلة: "أنا عايزة دبدوب يابابا"، يلتقط أحد الباعة حديثهما الجانبي، يخبر الأب بأن جميع المنتجات صناعة مصرية 100%، أشرف على صناعتهم السيد عصام، صاحب أول مصنع لإنتاج منتجات الفرو الخاصة بالأطفال في مصر، بعد أن كان الأمر برمته يقتصر على ما تستورده مصر من الصين.


قبل عشرين عاما من الآن، ووفقا لما قاله هاني حمادة، مسئول المبيعات بمصنع "بيتي تويز" لصناعة منتجات الفرو بمدينة طنطا في محافظة الغربية، كان العم عصام يشرع في إنتاج أول دبدوب فرو مصري 100%، باستخدام ماكينة الخياطة الخاصة بوالدته، وقطعة صغيرة من القماش، نزل إلى الشارع بعد الانتهاء منه: "وقتها الناس مكنتش بتهتم بموضوع الأدوات الترفيهية دي، كانت بالنسبة له معجزة إنه حد وثق فيه واشترى منه منتج، حب يكبر المشروع واشترى ماكينة وأجر معدات وبدأ يشتغل لوحده وسمى المصنع بيتي تويز"، لم تكن الخامات بالجودة الكافية، لكن ذلك لم يثن عصام من استكمال مسيرته.

وفي غضون سنوات قليلة، تضخم المشروع وزاد عدد المقبلين على شراء منتجات بيتي تويز الفرو: "أصبح المصنع به نحو 80 عاملا، زود المكن والعمالة والخامات وطلع دبدبوب جديد غير اللي نعرفه، كان فيه شوية إحباط بس هو كمل واشترى مكن وخامات وعمالة وأنتج منتجات مختلفة عندنا 80 عاملا و120 منتجا، وعندنا منتجات جديدة بتظهر بمعدل كل شهر أو شهر ونصف سواء شخصيات موجودة أم من أفكارنا".

تتلفت حولك فتجد عشرات الألوان المتداخلة معا، الأطفال يقبلون عليها من كل ركن بالقاعة، فلا يوجد طفل بقاعة 4 إلا وأقدم على المربع الخاص بـ"بيتي تويز"، "بالرغم من أنه لينا منافس قوي وهو الصين، إلا أننا قدرنا نسترد مكانتنا في السوق مؤخرا، فمع القيود اللي فرضت على الاستيراد من الخارج ده شجع صناعتنا وأنعشها بشكل كبير وجعل ناس كتير جدا تلتف لنا وتدرك إنه فيه مصنع من أواخر التسعينيات بيصنع كل منتجات الفرو، لكننا ما زلنا بنستورد الخامات من الصين، أسعارنا أقل من المستورد نفس القطعة ونفس المقاس إحنا نبيع القطعة بـ 25 في حين تباع القادمة من الخارج بـ 35، فيه فرق في الجودة لكن الموضوع تحسن عندنا أيضا".

من خلال جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، تمت دعوة المصنع لأول مرة ليشارك في هذا المحفل الكبير، "إحنا شاركنا في معارض كثيرة في المحلة لأن مصنعنا في طنطا، سمعنا عن المعرض ده من جهاز تنمية المشروعات وكانت تجربة ناجحة جدا، والإقبال كثيف جدا والمعرض أنعش حركة البيع. إحنا بنوزع في الإسكندرية والقاهرة والصعيد، ومدن الساحل وبنصدر لهم منتجات خاصة بالمعالم الساحلية هناك، أيضا بدأنا نصدر للخارج بشكل محدود لكن هي بداية مبشرة وجيدة بتيجي لنا أوردرات من السعودية والإمارات، ويساعدنا المعرض في إننا نتشهر على نطاق أوسع".

يعد معرض "تراثنا" من أكبر المعارض المتخصصة في مجال الحرف اليدوية والتراثية والذي يضم نحو ٥٠٠ عارض في هذا المجال، وذلك في إطار تنفيذ استراتيجية الدولة التي تهدف إلى دعم هذه الفنون الحرفية وعرض منتجاتها المتميزة، وفتح آفاق أوسع لانتشارها وتطورها وكذلك تشجيع الشباب على تعلم هذه الحرف والفنون اليدوية الراقية، وإتقانها وإقامة مشروعات صغيرة أو متناهية في الصغر في هذا المجال توفر لهم فرص عمل مربحة ومستقرة.
الجريدة الرسمية