رئيس التحرير
عصام كامل

صفقة القرن.. العواصف السياسية في إسرائيل وأمريكا تحولها إلى "فنكوش"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

رغم أن واشنطن أعلنت عن اقتراب موعد الكشف عن الملامح النهائية لصفقة القرن وذلك قبل نهاية عام 2019، إلا أن المؤشرات التي تلوح في الأفق تؤكد عكس ذلك، بل وتثبت أن هذه الصفقة مجرد "فنكوش" ولن تتحقق على أرض الواقع.


ويرجع ذلك إلى عدة أسباب أبرزها أنه مر أكثر من تسعة أشهر منذ أن تم حل "الكنيست الـ 20" وخاضوا الانتخابات مرتين ولكن لا يزال الوضع السياسي والمشهد الانتخابي يحيط به حالة من الضبابية غير المسبوقة والتي تؤكد أن صفقة القرن هي آخر أولويات الجانب الإسرائيلي في الوضع الراهن وخاصة أنه لم يتبق سوى شهرين وينتهي عام 2019 وهذه مدة قصيرة لكي يعيد الإسرائيليون ترتيب أوراقهم لتشكيل حكومة جديدة.

ائتلاف حكومي ضيق
سبب آخر وهو بحسب الإعلام العبري اليوم الجمعة، أن انتخابات الكنيست الـ 22 التي عقدت في 17 سبتمبر ستؤدي إلى تشكيل ائتلاف ضيق أو حكومة ذات فترتين في الأسابيع المقبلة، وتشير التوقعات العبرية إلى أنه في الفترة من يناير إلى فبراير 2020، سيتم جر الإسرائيليين إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى.

وبالإضافة إلى ذلك فإن إسرائيل تديرها مجموعة من الأشخاص الذين يكرسون بحسب الإعلام الإسرائيلي معظم وقتهم وجهودهم للحفاظ على وظائفهم أو تحسين أوضاعهم ولا يهمهم صفقة القرن أو غيرها.

فساد نتنياهو
وقال موقع "المونيتور" العبري أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إجازة ويكرس وقته وطاقته لإظهار براءته من تهم الفساد، وإنه يحصن نفسه في شارع بلفور ويحول إسرائيل إلى حالة من التجمد.

وبدورها قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" إن العامل الرئيسي عند النظر في أفضل وقت للكشف عن الخطة هو تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل، وتراقب الإدارة عن كثب الوضع السياسي لمعرفة ما إذا كان هناك تحالف أو إذا كانت إسرائيل متجهة لانتخابات أخرى.

توقعات بعزل ترامب
التوقعات بفشل إعلان صفقة القرن لا يقتصر على الوضع المرتبك في إسرائيل فقط بل في واشنطن أيضًا حيث تؤكد التقارير أن تعقيدات الوضع السياسي أيضًا في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نتيجة الجدل الدائر بشأن محاولات الديمقراطيين لعزله، في مجلس النواب على الأقل، يجعل فرضية إطلاق صفقة القرن قبل نهاية هذا العام أمرا صعبًا للغاية.

وتشير التوقعات أيضًا إلى أن التغيرات السياسية أيضًا في الدول العربية، وتفاقم الأزمة مع إيران، انعكس سلبا على خطة السلام، وأبعد احتمال إطلاقها وقدرة الأطراف على قبولها وتنفيذها.

نبيل فهمى: صفقة القرن تعكس العبث الأمريكي

ويشكك الخبراء في العديد من مراكز واشنطن البحثية والفكرية في أن خطة "صفقة القرن" ستبصر النور في المستقبل القريب، ويؤكدون أن الدراما السياسية في واشنطن تحول دون التركيز على السياسة الخارجية باستثناء قضايا الأمن القومي الأكثر إلحاحًا، موضحين أن توقيت خطة ترامب للسلام ليس جيدًا في ضوء الدراما السياسية الحالية.
الجريدة الرسمية