رئيس التحرير
عصام كامل

منتصر عمران يكتب: قراءة متأنية في نتائج الانتخابات الرئاسية بتونس

منتصر عمران
منتصر عمران

المتابع الجيد للمشهد الانتخابي الرئاسي التونسي لا بد له أن يقر، بادئ ذي بدء، بأن نتائج الانتخابات جاءت مغايرة تمامًا لمعظم توقعات المراقبين أو المهتمين بالشأن الانتخابي التونسي.

وإن كانت هناك مؤشرات تدعي أن أتباع حركة النهضة أعطوا أصواتهم لـ "قيس سعيد"، خارج الإطار التنظيمي طبعا، كما أعلنت ذلك بعض جمعيات منظمات المجتمع المدني!

وهناك أيضا تقارير صحفية تذكر أن حركة النهضة أعطت أصواتها للقروي، وبصراحة لا أعلم مدى صحة هذه التقارير؛ هل هي عن متابعة جيدة للتصويت أم أنها تكهنات من المراقبين؟!

ولكن الذي أراه من سماعي لتصريح قيس سعيد عندما سئل: هل توافق على التنسيق مع حركة النهضة في الاعادة، فقال: النهضة فصيل من المجتمع، وإذا أرادت أن تدخل معي فعليها أن تترك برنامجها، وتأتي إليَّ، وتكون تحت توجهاتي أي تكون تابعة لي ولن أكون تابعًا لها.

لذا أرى، وربما لا يكون من باب المبالغة، وصف ما جرى في الانتخابات الرئاسية التونسية التي أجريت مؤخرا بأنه زلزال في المشهد السياسي التونسي برمته، حيث أكدت نتائج هذه الانتخابات هزيمة مدوية للأحزاب والقوى السياسية الرئيسية التقليدية منذ عام 2011، التي وجدت عقب الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن على.. وذلك لصالح شخصيات مستقلة من خارج دائرة الطبقة السياسية الحالية أو المنظومة المحسوبة على الدولة، وهما قيس سعد ونبيل القروي.

فالأول أكاديمي وقانوني مرشح مستقل جاء في المركز الأول بنسبة 19.5 في المائة من أصوات الناخبين، فيما جاء في المرتبة الثانية رجل الأعمال وقطب الإعلام نبيل القروي الذي خاض الانتخابات من السجن، حيث يحاكم حاليا في قضية فساد.. وسيذهبان إلى جولة ثانية من الانتخابات، ينتظر أن تجرى منتصف شهر أكتوبر المقبل، بعد الانتخابات البرلمانية التي ستجرى قبلها بأيام.

عليه أرى أن دور الغنوشي ومورو انتهى من الحركة، بل إن حركة النهضة نفسها ستموت، وتختفي عن المشهد السياسي التونسي، كما انتهى حزب أربكان بعد الإطاحة به على يد الجيش.

كما يذكرني حال الانشقاقات التي تمت عقب الانتخابات في حركة النهضة التونسية، وهم عدد من قادة الحركة جاء على رأسهم مدير مكتب رئيس حركة النهضة.. هذا الحال قريب جدا من الانشقاقات التي حدثت مؤخرا في حزب أردوغان.

الخلاصة أن النهضة في طريقها للانشطار، والوضع الأقرب هو قيام المنشقين بتكوين حزب آخر، أو التحالف مع قيس سعيد، والدخول تحت خططه وتطلعاته.. فعلا نتائج انتخابات تونس هي الزلزال الذي هز عرش الإخوان.
Advertisements
الجريدة الرسمية