رئيس التحرير
عصام كامل

"دورها يا عم صموئيل".. حكايات الصعيديات عن مدشات ورحى الغلال (صور)

فيتو

"دورها يا عم صموئيل.. واطحن بالرحى غلتنا.. خلاص بقت أطلال من زمننا اللي فات".. عبارة كانت ولا تزال تتردد على مسامع الكثير من أبناء قرى ونجوع الصعيد الذين يحرصون على شراء وزراعة وطحن الحبوب فيما يعرف بالمدشة، والتي كانت تدور رحاها بين حجرين كبيرين بهما خشبة كبيرة توضع أعلاها تقوم سيدة بتحريكها وتضع الحبوب في فتحة بين الحجرين ولا تزال الكثير من بيوت أهالي الصعيد تحتفظ بها.


أطلال وذكرى
يقول على صابر محمود، أحد أبناء مدينة قنا: "كنا نسمع عن المدشة والرحى من الأجداد والآباء، وكانت المدشات موجودة في السوق الفوقاني، وهي مخصصة لطحن الحبوب كالفول أو العدس، وحاليًا الكثير منها تحول إلى ركام ولم يظل منها سوى الرحى وحبات الغلال القديمة التي نخرها السوس".

وأضاف ممدوح صموئيل، أحد أبناء مدينة قوص: "كانت الرحى قديمًا معروفة، وتوفر الكثير من الجهد وخاصة في بيوت العائلات التي تضم أكثر من أسرة وبيت، وكانت تستخدم حتى وقت قريب ولكن بعد ظهور آليات الجرش الحديثة وأيضا عزوف الكثير على الطحن وشراء الجاهز خفض الطلب عليها وبالتالي أغلق الكثير منها فضلًا عن أن أبناء أصحاب المدشات باعوها أو تم هدموها وشيدوا أبراجا وعمارات سكنية بدلًا منها، وكانت هناك مدشة العم صموئيل ومدشة الحاج عرفات ومدشة الشيخ على وغيرها الكثير".

«اشعلها يا جرن الوقيد».. «الفرن البلدي» ملكة بيوت سيدات الصعيد (صور)

رحى العصاري
وقالت تمر حنه سيد محمود، سيدة سبعينية العمر: "كنا زمان نقعد وقت العصاري ونجيب الغلة ونحطها في الرحى وتفضل الست تدور وتجرش الحبوب بين الحجرين وهما دايرين فوق بعضهم لغاية ما تفصل الحبه عن القشر، وطبعا دلوقتي اتغير الحال وتبدل".

وأشارت تمر حنة إلى أن المدشات الكبيرة كانت مخصصة للكميات الكبيرة من الحبوب وهي عبارة عن حجرين كبيرين يقودهما حيوان، لافتة إلى أن الصعيد كان مليئا بتلك المدشات ولكن أغلبها أصبح أطلالا وذكرى انتهت وحتى الموجود منها غير مستخدم كما هو الحال قديمًا.

واستطردت سناء محمود القوصي، ثمانينية العمر، وقالت إن منزلهم القديم لا يزال يحتفظ بالرحى التي كانت تطحن وتشد النساء التي كانت تعمل بها، أما حاليًا فالكثير من النساء تستسهل العمل قائلة: "النساء قديمًا كانت شديدة وتقدر تلف الرحى على الحب حتى لو تقيل وصعب لكن دلوقتي مرفهين وكله بالكهرباء.. وتلاقيهم ميعرفوش يشتغلوا عليها"، لافتة إلى أن السيدة قديما كانت تعلم ابنتها على الرحى عندما تبدأ في العمل بالمنزل، وتدربها على الطبخ والخبز، أما حاليًا الأوضاع فتغيرت كثيرًا ضاحكة: "كله بقى جاهز وملوش طعم زي زمان".
الجريدة الرسمية