رئيس التحرير
عصام كامل

يسكنها مرض السرطان.. سر المستوطنة الملعونة في إسرائيل

فيتو

في الوقت الذي تحوم فيه الاتهامات حول إسرائيل كونها أبرز الدول المصدرة للسرطان خاصة لدول المنطقة، إلا أن طباخ السم لا بد من أن يتذوقه، ورغم إن إسرائيل نشرت في الآونة الأخيرة تقارير عدة تقول أنها حققت نجاحات في علاج للمرض إلا أن هذا لم يمنع انتشار بشكل مخيف في إسرائيل عامة وفي المستوطنات بشكل خاص.


إصابة 50 أسرة

وكشفت آخر التقارير العبرية الصادرة اليوم الجمعة في دولة الاحتلال عن إصابة نحو 50 أسرة إسرائيلية في مستوطنة واحدة في بقعة الأردن وكل أسرة منهم مرت بتجربة مريرة وصراع حاد مع المرض حتى أن بعضهم انتهت قصة مرضه بالوفاة، وهذا يطرح تساؤلات حول سر انتشار المرض في إسرائيل؟ وكذلك لماذا يموت المستوطنون من المرض رغم تباهي الاحتلال باكتشافات متطورة للعلاج منه؟.

التقارير أثبت أن دولة الاحتلال تجري تجارب بيئية خطيرة وتقوم بإلقاء مخلفاتها الكيماوية الخاصة بمصانع المستوطنات على الحدود الأردنية.

هذا الكيان الغاشم الذي يدعي أنه واحة الديموقراطية في الشرق الأوسط يصنف مجتمعه إلى فئات ودرجات فهناك مواطنو تل أبيب الدرجة الأكثر رقيًا التي تلقى اهتمامًا من الدولة بشكل أكبر من المستوطنات الفقيرة القريبة من غزة أو الأردن أو الحدود مع لبنان وسوريا.

تكرار تجربة ديمونا

وهذه التجربة تم تكرارها مع مستوطني ديمونا وهي القاتل الصامت في مدينة الخليل، والتي عانى ولا يزال يعاني الفلسطينيون الأمرين بسبب نشاطات الاحتلال التي لا تتوقف في المفاعل، ما أصاب الكثير من الفلسطينيين بالمرض اللعين، لكن أيضًا المستوطنون كان لهم نصيب الأسد من هذا الخطر، وخاصة أن الخليل هي مكب للنفايات النووية الإسرائيلية، ورغم أن إسرائيل تزعم أن مركز "ديمونا" النووي، الذي تغير اسمه مؤخرًا لـ "مركز شيمون بيريز"، يركز على الأبحاث والطاقة، إلا أن ثمانينيات القرن الماضي كشف الخبير السابق في "ديمونا" مردخاي فعنونو أسرارًا لصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، أكد فيها إنتاج الاحتلال أسلحة نووية، وهو ما تسبب في سجنه 18 عامًا بتهمة التجسس.

لذا سجلت جنوب محافظة الخليل أعلى نسبة في الإصابة بالمرض، وبلغت 25%، من إجمالي معدلات الإصابة بالضفة، يأتي في مقدمتها سرطان الدم، والبروستات، والرئتين، والكبد، والدماغ، والثدي.

مخاوف بين الشباب

وبالعودة إلى مستوطنة بقعة الأردن التي تسلط الضوء عليها هذه الأيام على خلفية انتشار المرض في إسرائيل، فإن المستوطنين أكدوا أنهم لديهم مخاوف كبيرة من انتشار المرض بشكل أكبر من ذلك بين الشباب خاصة أن معظم المصابين فوق سن الأربعين والخمسين.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن المرض يهز سكان الحمرا في وادي الأردن، وهي المستوطنة التي تأسست عام 1971 ويعيش بها عشرات الأسر الإسرائيلية، مشيرة إلى توفي ستة مستوطنين بالفعل جراء المرض، خلال الأشهر الأخيرة، موضحة أن حتى الذين تعافوا من المرض في تلك المستوطنة عاد إليهم المرض مرة أخرى.

ويؤكد سكان المستوطنة أنهم على يقين من أن السبب الرئيس للمرض هي المياه الملوثة بالمواد الكيماوية التي تصل إلى الصنابير؛ لأنه ليس من الطبيعي أن ينتشر بينهم المرض بهذه الصورة، لذا يطالبون بتعزيز البنية التحتية الطبية المناسبة لهم.

وحول أسباب وفاة المستوطنين بالمرض رغم تباهي إسرائيل بالاكتشافات فإن هذا يرجع إلى أن تلك الاكتشافات ليست سوى دعاية صهيونية وخاصة أنه لم يتم التوصل حتى اللحظة لأي علاج في العالم يقضي تماما على المرض، كما أن الاحتلال يروج للعلاج لأنه يريد الاستفادة من أرباحه، فهي تنشر المرض وتزعم أنها تقدم العلاج لجني الأرباح من الدول التي تصدقها.

مصاب بسرطان العظام.. وفاة أسير فلسطيني بسجون الاحتلال

سبب الوفاة الأول

وتشير آخر الاستطلاعات في الشهر الماضي أن مرض السرطان هو السبب الرئيسي للوفيات بين الرجال والنساء في إسرائيل، ووفقا للمعطيات فإن السرطان هو سبب الوفيات الرئيسي منذ عام 1999، وفي السنوات 2014 حتى 2016 كان سبب الوفيات بين النساء من جيل 15 حتى 74 وعند الرجال من جيل 25 فما فوق. في عام 2016 كانت ربع الوفيات بسبب السرطان.
الجريدة الرسمية