رئيس التحرير
عصام كامل

مؤتمر الإفتاء سيعلن عن وثيقة تسامح.. لماذا؟


أعلن الأمين العام لأمانة دور وهيئات الإفتاء في العالم الدكتور إبراهيم نجم أن المؤتمر العالمي للإفتاء سيصدر عنه بعون الله وثيقة: «التسامح الفقهي والإفتائي» وهو اختيار موفق لكل من يتابع أو ينشغل بمسألة الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي.


وهناك جانب مهم ورئيسي من أهمية هذه الوثيقة آتٍ من توقيتها، حيث يشهد الوضع العربي والإسلامي بعض الصراعات والفتن والخلافات الفقهية بما يحرض على عدم التسامح، أو إثارة الفُرقة والبغضاء، أو تزيين الفتن الفكرية أو الفقهية بين أبناء الأمة الإسلامية، باستحضار صفحات من التاريخ كانت مناسبة لزمانها وإن كانت هذه الصراعات قلت حدتها بفضل الجهود المبذولة، إلا أن القضاء عليها نهائيًا أو التعامل معها حضاريًا أمر حتمي.

ووثيقة التسامح الفقهي والإفتائي، تأتي منسجمة كحل لذلك، كونها تعمل على غرس قيم العيش المشترك والتفاعل الخلاق بين الثقافات المختلفة، فالبشر جميعًا، وفق الفطرة السوية ينزعون نحو التفاهم والمحبة حين تتوفر الظروف والأسباب الضامنة لذلك، وينزعون نحو العكس حين تنشط ظروف مغايرة لذلك.

والتسامح من صفات الأقوياء؛ فالضعيف لا يمكن أن يتسامح ويُسامح، ومسئولية التسامح تقع على من لديهم رؤى شاسعة وأفق أوسع، وأولى طائفة به هم العلماء الربانيين من الفقهاء والمفتين؛ ولذا ستصدر وثيقة التسامح الفقهي والإفتائي عن المشاركين في المؤتمر.

ولا تصطدم هذه الوثيقة مع أي وثائق مشابهة صادرة من مؤسسة الأزهر الشريف أو دولة الإمارات الشقيقة، بل هذه الوثيقة تعزز ما سبق، ولكن بشكل إفتائي متخصص؛ فالتسامح ركن ركين في الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي، ولا عجب في ذلك لأن العرب والمسلمين هم أوّل من علّم العالم كيف تتفق حرية الفكر والتسامح مع استقامة الدين.

فكل التأييد والدعم للمؤتمر العالمي للإفتاء في نسخته الخامسة، والذي يُعقد تحت مظلة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم والتي يرأسها فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي جمهورية مصر العربية، ويتولى أمانتها العامة الدكتور إبراهيم نجم المستشار الإعلامي لفضيلة المفتي، تحت عنوان "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي"، في الفترة من 15 إلى 16 أكتوبر 2019م، برعاية كريمة من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحضور وفود أكثر من 85 دولة في العالم.
الجريدة الرسمية