رئيس التحرير
عصام كامل

المدارس الفنية محلك سر.. اقتراب العام الدراسي يكشف فشل خطة الحكومة للتطوير والتوسع في إنشاء الجامعات التكنولوجية.. تكدس طلابي في القليوبية.. وتوقف الترميم بسبب المستحقات المالية أزمة الإسكندرية

فيتو

رغم إعلان الحكومة الاهتمام بالتعليم الفنى وتطويره، وإنشاء جامعات تكنولوجية، إلا أن البنية التحتية للتعليم الفنى لا تزال محلك سر، ما يثير علامات الاستفهام حول مدى جدية الحكومة في هذا الملف.. ففى الإسكندرية، ومع اقتراب العام الدراسي الجديد فإن عددا غير قليل من مدارس التعليم الفني بالمحافظة لا تزال تحت الصيانة ولم يتم الانتهاء منها وتسليمها حتى الآن، ما يهدد بعدم انتظام العملية التعليمية بالنسبة لطلاب المدارس الصناعية بمدارس المدينة، وسط حديث عن وجود أزمة مالية تعوق استكمال عمليات الترميم والصيانة.


برج العرب والعامرية
مدرستا برج العرب الصناعية والعامرية الصناعية لا تزالان تحت الصيانة، بسبب عدم وجود الأموال اللازمة لاستكمال ترميمها ورفض المقاولين استئناف أعمالهم بسبب عدم حصولهم على مستحقاتهم، وهو ما يتكرر أيضا في مدارس: الإسكندرية الفنية المتقدمة بمحرم بك، والورديان الثانوية الصناعية، والرأس السوداء، فلا تزال أعمال الترميم والإنشاءات والصيانة بها لم تنته بعد، رغم إعلان هيئة الأبنية التعليمية عن أنه تم الانتهاء من تلك المدارس والعمل على تسليمها للتعليم الفني.

ورغم إدراجها ضمن خطة الصيانة منذ العام الماضى إلا أن مدرسة محمد على الزخرفية بالشاطبي، لم يتم البدء فيها رغم تهالك مبانيها وخطورة بعضها، وفي مدرسة الشاطبي الميكانيكية يبدو التخبط سيد الموقف رغم انتهاء الصيانة بها، بسبب نظام جديد يطبق أول مرة يسمي "نظام الجدارات".

وشكا معلمو المدرسة من هذا النظام، فلا أحد يعلم ما هو النظام ولا كيفية تطبيقيه، ولا يوجد تدريب للمدرسين رغم وصول مناهج حسب النظام الجديد واقتراب الدراسة، ورغم تأكيد المهندس أحمد عبد الكريم، مدير هيئة الأبنية التعليمية لـ"فيتو" أنه تم الانتهاء بالفعل من ترميم وإنشاء وصيانة المدارس الفنية بالإسكندرية وعدم وجود أزمات مالية، فإن مصدرا مسئولا بالتعليم الفني، تحرج من ذكر اسمه، أكد لـ"فيتو" أنه حتى الآن لم يتم تسليم مدرسة الإسكندرية المتقدمة أو الورديان أو حتى الرأس السوداء وما زالت الأعمال تتم في تلك المدارس، وفي عهدة هيئة الأبنية التعليمية، كما أن هناك أعمالا متجمدة ببرج العرب والعامرية بسبب نقص السيولة المالية بهيئة الأبنية التعليمية، ورفض المقاولين استكمال أعمالهم، بسبب عدم حصولهم على أكثر من دفعة للمستخلصات، وكل هذا يعيق العملية التعليمية ويتسبب في الإضرار بمصلحة الطلاب.

القليوبية
ومن الإسكندرية إلى القليوبية.. تعاني نحو 86 مدرسة تمثل إجمالي مدارس التعليم الفني على مستوى المحافظة والمنتشرة على مستوى 12 إدارة تعليمية في كافة التخصصات الصناعية والتجارية والزراعية والفندقية من عدة مشكلات منها أن تلك المدارس أصبحت غير كافية لاستيعاب الزيادة العددية في الطلاب كل عام، والإقبال المتزايد على المدارس، بالإضافة إلى قلة الإمكانيات ونقص التخصصات المطلوبة للتدريس.

وأبدى عدد من أولياء الأمور تضررهم من سوء حالة تلك المدارس، وعدم تجهيزها على مستوى الترميم أو الأدوات المدرسية حتى الآن لاستقبال الموسم الدراسي الجديد، في الوقت الذي لا تتوقف فيه الحكومة عن إعلان اهتمامها بالتعليم الفنى وتشجيع الطلاب على الالتحاق به باعتباره قاطرة المستقبل، وأجمع أولياء الأمور على أن المدارس الفنية في القليوبية ليست في أحسن حالاتها، وأن بعضا منها لا يزال عنوانا للفوضى وعدم الانضباط في ظل غياب الرقابة اللازمة عنها.

بدوره.. أوضح طه عجلان وكيل وزارة التربية والتعليم بالقليوبية لـ"فيتو" أنه سيتم هذا العام افتتاح مدرستين جديدتين هما: العبور الثانوية الصناعية وأجهور الثانوية الصناعية، مشيرا إلى أنه تم الانتهاء من تأهيل 11 مدرسة صناعية أخرى، كما يجرى تأهيل 9 مدارس أخرى.

وأوضح عجلان أن التعليم الفني تغيرت ملامحه عبر تنفيذ المحافظة للمبادرات الرئاسية وأهمها: مبادرة صنايعية مصر التي تم الانتهاء من المرحلة الأولى بها، حيث تم تخريج 164 طالبا من طلاب التعليم الفني الذين شاركوا في ورش عمل تدريبية كمرحلة أولى بكليات الهندسة والفنون التطبيقية والتربية النوعية والحاسبات والمعلومات وكافة الكليات بالجامعة التي توجد بها تخصصات تتعلق بالتعليم الفنى بهدف الارتقاء بأفكارهم وتدريبهم وإعدادهم ليكونوا نواة وركيزة للصناع المهرة في مصر، بشكل يعود على الوطن بالإيجابية الحقيقية.

وكشف عجلان عن أن المحافظة تعاني من نقص في كافة التخصصات الصناعية والزراعية والفندقية والتجارية، والمديرية تعد دراسة حاليا بنسب العجز لرفعها إلى وزارة التربية والتعليم، مشيرا إلى أنه جار وضع العديد من المخططات بالتعاون مع برنامج دعم وتطوير التعليم الفني والتطوير المهني لربط الطلاب بسوق العمل والتوعية بأهمية هذا النوع من التعليم.

المنيا
ومن القليوبية إلى المنيا، بدأت القيادات التعليمية في محافظة المنيا الاهتمام برفع مستوى التعليم الفني بالمحافظة، ففي البداية كان يعانى من عجز في المدرسين، وبدأت القيادات التعليمية تعمل على على قدر الإمكان لسد هذا العجز، وهذا يرجع إلى كثافة عدد الطلاب المقيدين في التعليم الفنى على مستوياته الثلاث "الصناعى والتجارى والزراعى"، لا سيما أن التعليم الفنى بالمنيا يعد مصدرا أساسيًا ورئيسيا يضخ أموالًا لا بأس بها بصندوق "مشروع رأس المال" التابع للوزارة، وتقدر تلك المبالغ لكل مدرسة ما بين 200.000 جنيه إلى 600.000 جنيه سنويا، الأمر الذي أدى إلى إسناد مشروع "الأدراج المدرسية" لمدارس التعليم الصناعى بالمحافظة والمقدر بـ 2.000.000 جنيه.
الجريدة الرسمية