رئيس التحرير
عصام كامل

محمود السعدني يكتب حكاية السيد بدير

فيتو

في مجلة "صباح الخير" عام 1967 كتب محمود السعدنى مقالا انتقد فيه المخرج والممثل الفنان السيد بدير (ولد عام 1915 ــ رحل أغسطس 1986) قال فيه:




اندمج سيد بدير في دوره على المسرح واختلطت المسائل في ذهنه، فخلط بين حكايته في الرواية وحكايته في الحياة.

وبدلا من أن يضحكنى سيد بدير أبكانى وأبكى المتفرجين جميعا عندما وقف على المسرح يصرخ في وجه الرجل الذي هربت منه زوجته الصغيرة الشقية.

ولقد بكيت من أجل سيد بدير الممثل وسيد بدير الزوج وسيد بدير الإنسان.

بدا على المسرح شيخا عجوزا وذكرنى بعمى وأستاذى كامل الشناوى في أيامه الأخيرة، ورغم إجادة سيد بدير للدور فأنا أنصحه بعدم التمثيل لأن الصورة التي انطبقت في ذهن الجمهور هي صورة ولد عبد الرحيم كبير الرحيمية قبلي.

هي صورة الرجل الضاحك المضحك الهازل المغفل الذي يواجه الحياة ببطن من دم ولحم وعقل من رخام، وأعتقد أن دور سيد بدير الحقيقى ليس على المسرح ولكن خلف الكواليس، وهو يستطيع أن يعيد فرقة الفنانين المتحدين بعقله المسرحى وليس بصوته المسرحى.

ضاع صوته في زحام السنين ولقد أضحكنى الولد الأراجوز عبد المنعم مدبولى وبدا على المسرح أنه يؤلف ويمثل في نفس اللحظة.

لهذ السبب ضحكت عقيلة راتب وضحك سيد بدير مع المتفرجين وتحول المسرح إلى شادر لأن المسرح هو المكان الوحيد الذي يضحك فيه كل الناس إلا الممثلين.



وياميت ندامة على الممثلة عقيلة راتب تكاد تصرخ على المسرح لأنها لا تجد دورا تؤديه، أما أبو بكر عزت فقد استنفد طاقته في الضحك وطاقته في الإضحاك ليس من نوع طاقة أمين الهنيدى ومدبولى وفؤاد المهندس.

رغم زحام الممثلين على المسرح فإننى لم أرَ غير هؤلاء، والذي لفت نظرى على وجه الخصوص هو المينى جيب وحبذا لو اعتمدت الفرقة في الرواية الجديدة برفع الفستان أكثر إلى الميكروجيب.

أعتقد أنه عندئذ سيصبح المسرح أكثر ازدحاما ما دام الزحام هو الهدف الوحيد.
الجريدة الرسمية