رئيس التحرير
عصام كامل

تكريم فريق زراعة الكبد في عيد العلم


الرئيس السيسي منذ توليه المسئولية وهو حريص على إحياء عيد العلم، وتكريم علماء مصر الحاصلين على جوائز الدولة، وهذا يحسب للرئيس لأنه بدون العلم والتعليم والبحث العلمي فلا تقدم ولا تنمية، وكنت أتمنى أن أشاهد على منصة التكريم هذا العام فريق زراعة الكبد بجامعة المنصورة الذي حقق إنجازا يصل لدرجة الإعجاز.


حيث تجاوز 700 عملية زراعة كبد بين الأحياء، وهو في الحقيقة 1400 عملية، حيث يتم إجراؤها بين اثنين "المريض والمتبرع" وهذا الرقم لم ولن تصل إليه أي مؤسسة حكومية في مصر أو المنطقة.

فريق زراعة الكبد بالمنصورة يستحق التكريم في عيد العلم لأنه يعمل في صمت بدون صخب، وهناك في ريف مصر بعيدا عن الإعلام وضوضاء العاصمة، ويقدم إنجازات حقيقية (وليست نظرية) على أرض الواقع يلمسه المواطنين من خلال إعادة الحياة لمرضى كانوا على وشك الموت.

برنامج زراعة الكبد بالمنصورة من أنجح البرامج الطبية الموجودة في مصر حاليًا، بل ومن أهم الإنجازات التي تتحقق وتتطور وما زالت تحافظ على استمراريتها بعيدًا عن الفوضى، التي أصابت الكثير من مؤسساتنا.

فريق زراعة الكبد بالمنصورة يستحق التكريم لأن غرفة عمليات واحدة في الطابق الثانى بمركز الجهاز الهضمى، استطاعت تحقيق هذا الإنجاز العظيم بفريق مصرى خالص، وهو إنجاز لو تعلمون عظيم، ولم يأت من فراغ، ولكن بعد مجهود كبير شاق وعمل متقن يقف وراءه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

فريق زراعة الكبد بالمنصورة يجرى نحو 40% من عمليات زراعة الكبد في مصر، رغم أنه بدأ بعد مؤسسات أخرى كثيرة، ولكنه تفوق عليها بفضل الانضباط والإخلاص ونسبة النجاح، وهو الأول محليًا والثالث عالميًا في عدد عمليات الزرع مع الالتزام الصارم بالأخلاقيات والضوابط التي تمنع تمامًا تجارة الأعضاء البشرية.

فريق زراعة الكبد بالمنصورة يستحق التكريم لأن 80% من المرضى زرعوا مجانًا، فبجانب مساهمة الدولة وتبرعات أهل الخير تحمل عن المريض هموم تكاليفه وأدوية الزرع التي تستمر مدى الحياة، الفريق يستحق التكريم لأنه يقف على قدميه 36 ساعة أسبوعيًا في غرفة العمليات، ثم يقيم بجوار المريض والمتبرع حتى تستقر حالتهما، ونظرًا لقائمة الانتظار الطويلة يضطر لزيادة أيام الزرع إلى ثلاثة بدل يومين. 

وتجربة المنصورة في زراعة الكبد تدرس في المحافل العلمية الدولية وتلقى الإشادة من علماء زراعة الأعضاء في العالم.

علماء زراعة الكبد بالمنصورة يعملون في صمت ودون صخب إعلامي، ويحملون الوطن على أكتافهم ويضربون المثل والقدوة في الإخلاص والانضباط والنجاح، ويمنحوننا الأمل والتفاؤل ويؤكدون أن مصر تستطيع في الطب وجميع المجالات طالما توافرت القدوة والإرادة.

أعلم جيدا حجم المسئولية الجسيمة لمؤسسة الرئاسة وأعبائها ومشاغلها العظيمة، ولكن تكريمها لفريق زراعة الكبد بالمنصورة رسالة هامة لكل طوائف المجتمع، أن الدولة تقدر كل من يقدم خدمات جليلة للبلد وتشجع أيضا الشباب على العمل والاجتهاد، ونقدم لهم قدوة إيجابية تحتذى، وتحيا مصر.
egypt1967@Yahoo.com
الجريدة الرسمية