رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ترامب "يقتل القتيل ويمشي في جنازته"


سيذكر التاريخ أن الرئيس الأمريكي الحالي "دونالد ترامب" هو أكثر الرؤساء الأمريكيين المعاصرين عنصرية، وسيذكر التاريخ أن "دونالد ترامب" هو الرئيس الأمريكي الذي قسم الأمريكيين والذي ساهم بشكل مباشر في قتل مواطنيه.


نعم، خطاب "ترامب" السياسي ساهم في قتل 29 مواطنا أمريكيا في مدينتي أل باسو، بولاية تكساس، ودايتون بولاية أوهاويو. "ترامب" لم يترك مناسبة لم يتهم فيها المكسيكيين لوصفهم بأنهم بأنه قاموا "بغزو" أمريكا. "ترامب" لم يترك مناسبة إلا ودعى لإعادة المكسيكيين من حيث أتوا، "ترامب" يتبنى سياسات عنصرية ضد المهاجرين، والمسلمين. الرئيس الأمريكي الحالي هو من شجع بشكل مباشر في تعزيز راديكالية الأمريكيين البيض.

الخطاب الذي كتبه الإرهابي الأمريكي الذي قاد سيارته لمدة 11 ساعات حتى يصل لمدينة "ال باسو" على حدود تكساس وبها الكثير من السكان اللاتينيين أو ممن يتحدثون الإسبانية، كرر بشكل دقيق أفكار "ترامب".

"ترامب" وضع الأفكار المسمومة والإرهابي نفذها وقتل 22 أمريكيا أبرياء، في متجر "وول مارت" الشهير ثم خرج وسلم نفسه دونما أن يظهر عليه أي ندم.

الرئيس الأمريكي خرج في خطابه ليلوم ألعاب الفيديو، والصحة الذهنية، وضعف البرامج الحكومية المرتبطة برصد مثل هؤلاء الإرهابيين. "ترامب" لم يعتذر للأمريكيين عن خطابه العنصري، ولم يعد الأمريكيين بتشريع لوقف تجارة الأسلحة المتطورة. إذا قبلنا تبريرات "ترامب" يجب أن يتم تبرئة كل الإرهابيين بسبب الاختلال النفسي والعقلي.

تحقيقات الـ "إف بي أي" عن الإرهابي الثاني والذي قتل 9 أمريكيين في مدينة دايتون بولاية أوهايو أثبتت تبنيه لأفكار عنيفة. "ترامب" الذي ظهر كالمنافق محاولا الهروب من أيديولوجيته العنصرية البغيضة لم يستطع أن يضحك على الأمريكيين في ولايتين أوهايو وتكساس حيث يرفض الكثير منهم زيارة "ترامب" لموقعي الحادثتين الإرهابتيين وهي الزيارة المقرر لها اليوم، فالعديد منهم يقول إن "ترامب" غير مرحب به، وبخاصة في مدينة "أل باسو".

المدافعون عن "ترامب" يقولون أن المسؤوليّن عن الحادثتين هما من أطلقا النار على المواطنين وليس "دونالد ترامب". من المؤسف أن يكون في الولايات المتحدة أشخاص يدافعون عن رئيس عنصري، ولأن المدافعين عن "ترامب" على شاكلته يتظاهرون "بالعبط" أو يحاولون "استعباط" الأمريكيين، دعونا نتخيل أن في الولايات المتحدة الأمريكية زعيم مسلم أو مسيحي يخرج على كل شاشات التليفزيون مطالبا بوقف هجرة اليهود، أو الإسرائيليين.

ألن يتم توقيفه والقبض عليه بتهمة معاداة السامية، وبتهمة تهديده للأمن القومي الأمريكي؟

"ترامب" فعل الشيء نفسه. العمليات الإرهابية التي ينفذها البعض باسم الإسلام، تم التأصيل لها في خطابات وتسجيلات أقل علنية من تلك التي ظهر فيها "ترامب". ليس هناك فارق بين الفتاوى التي تتهم غير المسلمين بأنهم غزوا الدول الإسلامية وخطابات "ترامب" التي تتهم المهاجرين من أمريكا الوسطى واللاتينية بأنهم اجتاحوا أمريكا.

لو كان هناك عدل في هذا العالم، وفي بلاد الحلم الأمريكي لتم محاكمة "دونالد ترامب" بتهمتي نشر "الكراهية" ومعاداة "الإنسانية".

"ترامب" سيزور مدينتي أل باسو، بتكساس، دايتون بأوهايو، رغم أنه غير مرحب به، لأن مواطني مدينتي "أل باسو" و"دايتون" يعرفون أن خطاب "ترامب" السياسي ساهم بشكل كبير إن لم يكن بشكل أكيد، في "قتل القتيل" ولكن لأنه رئيس لا يعرف معنى الإنسانية ولا حتى الحياء سيذهب إلى حيث ساهم خطابه السياسي في قتل الأبرياء وأسال دماءهم "ليمشي في جنازتهم".
Advertisements
الجريدة الرسمية