رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المواطن حيران بسبب تضارب تصريحات المسئولين!


لا شك أننا نمر بأصعب الفترات التي عاشتها مصر في العصر الحديث، فمن قبل كان العدو واحدًا أمامك، وكانت الحكومة في المواجهة وخلفها الشعب وكل القوى السياسية بكل اتجاهاتها، أما الآن فالوضع مختلف؛ لذا أرى أن الالتفاف والوحدة مطلوبة اليوم أكثر مما سبق.


فوجئ الرأى العام بالإحصاءات التي أعلنها الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عن انتشار الفقر، وارتفاع نسبة الفقراء إلى 32.5 % من المصريين في عامى 2017-2018، وتعد مخجلة لأنها تأتى عكس ما تبشر به الحكومة من نتائج السياسات التي تصب (في مصلحة الفقراء وغير القادرين).

الإحصاءات صادرة من جهاز يتبع الدولة، وليس إحدى الجمعيات الأهلية أو أحد مراكز البحوث المشبوهة، ومن هنا تأتى أهميتها وخطورتها، وأيضا مصداقيتها، وبالتالى فإن هذه الإحصاءات تؤكد أن هناك خللًا أو خطأ ما في سياسات الحكومة، بل يمكن تجاوز ذلك بأنها شهادة عدم صلاحية لهذه السياسات!

المواطن يصدق من؟! الحكومة التي تؤكد ليل نهار أنها تعمل من أجله، وأن الفقراء وغير القادرين هم الهدف من كل ما يحدث؟! أم الإحصاءات التي صدرت من جهاز يتبع الدولة؟! مشكلة تفقد المواطن الثقة في كل ما يحدث حوله!

الغريب أن رئيس الوزراء خرج ليعلن أن الإصلاح الاقتصادى يشعر به المواطن وتحسنت حالته! أين يا دكتور مدبولى إذا كانت أرقام الدولة تكذب ذلك تماما؟!، بل لو أننا نظرنا إلى خط الفقر في بلدنا فهو 25 جنيها يوميا للفرد الواحد، أما خط "الفقر المدقع" العالمى، وطبقا للبنك الدولى فإنه 1,9 دولار يوميًّا، أي ما يعادل 34 جنيهًا تقريبًا، فإذا طبقنا المعيار العالمى فإن نسبة الفقراء في مصر ترتفع إلى 36,8%!

لغة الأرقام توضح حجم الفقراء في مصر الذي يتزايد في الوقت الذي يقل فيه في العالم، ويختفي في بعض الدول، الأسوأ من هذا أن البنك الدولى قد حدد خط الفقر للدول النامية بـ 3,2 دولار، أي أكثر من 57 جنيهًا يوميًّا، لو طبقاه فإن نسبة الفقراء تكون ضعف النسبة المعلنة على الأقل، ولا يمكن إلقاء اللوم على حكومة مصطفى مدبولى وحدها، بل الحكومات السابقة كلها مسئولة عن هذا الوضع الكارثى. 

بدأت نسبة تزايد الفقر في عام 2000، ووصلت إلى 16% وتضاعفت، للأسف، بعد 25 يناير2011، وما تلاها من أحداث، وما حدث من تراجع شديد في الأداء، ومن هنا لابد أن تعترف الحكومة أنها في مأزق أمام المواطن، الذي يشعر بالإحباط لتعارض المعلن من رئيس الحكومة مع الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء!

في موضوع آخر لا يقل أهمية عن الأكل والشرب، وهو التعليم الذي أصبح يمثل صداعًا في المجتمع والأسرة، كتب الخبير التربوى د. كمال مغيث مقالًا مهما رأيت أنه خير معبر عن مشكلة التعليم والمعلم.. كتب يقول: الحديث عن مرتبات المعلمين في مؤتمر الشباب الأخير، يستدعى أن أوضح عدة نقاط للرئيس..

أن تدنى مرتبات المعلمين هو السبب الرئيسى في وجود مصر في المرتبة الأخيرة في تقارير جودة التعليم العالمية، وهو السبب الرئيسى الدروس الخصوصية والمذكرات الخارجية.. وهى السبب الرئيسى في ظاهرة الغش!!

مرتب المعلم المصرى هو أفقر مرتب لمعلم على سطح الأرض، فالمعلم المصرى يتقاضى في بداية تعيينه، اليوم، واحدًا على عشرة مما كان يتقاضاه أستاذه حتى منتصف السبعينيات.

كان هذا بعضًا من آراء الدكتور مغيث، أرى أنه لابد من الحوار الجاد بين الحكومة وأصحاب الشأن، وليس مع "كدابي الزفة" والمنافقين، مع التسليم بأن الجميع وطنى وعاشق لتراب مصر..

* برافو الرقابة الإدارية
أشير إلى نجاح الفنان التشكيلى "عز الدين نجيب"، أحد النقاد الرواد، في حملته التي حملت مئات التوقيعات لإنقاذ تراث مصر الموجود في المتاحف، وكانت أولى الثمار هو انطلاق حملة من الرقابة الإدارية للكشف والبحث في كل شيء يخص التراث المهمل في المتاحف، تحية للدولة المصرية التي انتفضت للحفاظ على تراث وتاريخ مصر.. وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.
Advertisements
الجريدة الرسمية