رئيس التحرير
عصام كامل

«النجاح مش سهل» 5 عقبات واجهت أحمد زويل قبل التفوق.. خطاب المنحة أول تحديات عالم نوبل.. 20 دولار تحدد مصيره قبل الإنطلاق لواشنطن.. وقصة أوراق البوسطة الأغرب في مسيرة صاحب «الفيمتو ثانية

فيتو

«الغرب ليسوا أذكى منا، ولكنهم يقفون ويدعمون الفاشل حتى ينجح».. كلمات دائما ما كان يرددها الراحل عن عالمنا الدكتور أحمد زويل، صاحب جائزة نوبل، في لقاءاته التليفزيونية أو من خلال ندواته، لتظل تلك الكلمات راسخة في عقول كل من يسمعها وباقية مع إرثه العلمي حتى الآن.




حياة عالم نوبل لم تكن ساحة مزينة بالورد تقوده إلى أن يكون واحدًا من أفضل عشرة علماء متخصصين في الكيمياء في العالم، بل كانت مسيرته مليئة بالكثير من الصعوبات والعقبات التي استطاع أن يتخطاها بكل شجاعة وعزيمة وصبر، وبالمزيد من الاجتهاد والاعتماد على النفس، لكي يصبح اسمه يتردد صداه في كل مكان ليس بمصر فقط بل بالعالم أجمع.



وتحل اليوم الذكرى الثالثة لوفاة عالم الكيمياء المصري أحمد زويل، الذي توفي في 2 أغسطس 2016 عن عمر ناهز 70 عاما، وولد أحمد حسان زويل في مدينة دمنهور في مصر، في السادس والعشرين من شهر فبراير عام 1946، نشأ في مدينة الإسكندرية، والده كان يعمل ميكانيكيًا في تجميع الدراجات في بدايته.


وفي سن الـ4 سنوات انتقل مع أسرته إلى مدينة دسوق التابعة لمحافظة كفر الشيخ، حيث نشأ وتلقى تعليمه الأساسي هناك، التحق بكلية العلوم جامعة الإسكندرية بعد حصوله على الثانوية العامة، وحصل على بكالوريوس العلوم بامتياز مع مرتبة الشرف عام 1967 في الكيمياء، وعمل معيدًا بالكلية، ثم حصل على درجة الماجستير عن بحث في علم الضوء، ثم انتقل مع زوجته «ديمة» إلى الولايات المتحدة للحصول على شهادة الدكتوراه تحت إشراف الكيميائي روبن إم هوشستراسر في جامعة بنسلفانيا، وحصل جائزة الملك فيصل 1989


أولى المحن
أثبت الدكتور أحمد زويل أن النجاح ليس سهلا، والوصول إلى القمة يحتاج إلى الكثير من الجهد، ليتحدث عن التحديات التي واجهته خلال مسيرته العلمية الحافلة بالكثير والكثير، فمن ضمن العقبات التي واجهته هي قبل سفره خارج مصر وذلك عندما وصل خطاب المنحة الخاصة بجامعة أمريكا وكان به اسمه، ليتفاجأ برد المسئولين في مصر له قائلين: «هو عشان الجواب جه باسمك "أحمد حسن زويل" تاخد المنحة؟ وفين سلطتنا احنا"، واشترطوا عليه توقيع تنازل من 29 معيد من أصل 30 حتى يحصل على المنحة التي وصل جوابها لمصر ليتخطى تلك العقبة بنجاح».


قانون جديد
أما بعد إنهاء الماجستير وفي فترة وجيزة 8 شهور فقط، فوجئ بقانون جديد من مجلس الشعب حينذاك، ينص على أنه في حال أن يكون الطالب الأول على دفعته لابد أن يخدم البلد لمدة عامين قبل التقدم لمنحة خارجية، ولكنه استطاع أن يتخطى على تلك العقبة هي الأخري، بتوقيع رئيس جامعة الإسكندرية خطاب السفر حتى يتم الموافقة عليه من قبل الوزارة.

وحتى يحصل على تلك الموافقة عانى الكثير فكما يروى هو، ففي إحدى المرات طلب منه أحد الفراشين أن يحمل له أوراق البوسطة لكي يحصل على ذلك التوقيع، وحينها قال له رئيس الجامعة الدكتور عبد الرحمن صقر وهو يمضي على خطاب سفره «أنا همضيلك على الجواب بس أنت مش راجع تانى».


الـ20 دولارا
أما عن قصة عقبة الـ20 دولارا فيقول: عندما توجهت للمطار ففوجئت بقرار عدم السماح بالمرور لك وأنت تحمل أكثر من 20 دولار ولكي تذهب بذلك المبلغ عليك أن تحصل على شهادة إخلاء طرف من كل الأقسام العلمية بالجامعة وفعلت.

حياته بأمريكا لم تكن كما يتخيلها البعض بأنه سنتهي العقبات والتحديات من إمامة بل واجهة النظرات التي كانت بعقول وأذهان المجتمع الغربي عن العرب والمسلمين السائدة، ولكن عمله هو من كان يتحدث لتغيير تلك النظرة.


حصل زويل على درجات بائسة بأول امتحان له بأمريكا لكنه قرر أن يتحدى نفسه بجانب تحديه لإجادة اللغة الإنجليزية مثل أصحابها، ليبدأ بعد ذلك مسيرة حافلة من العلم والانجازات ورفع علم مصر بجميع أنحاء العالم.

زوجة أحمد زويل تهدي مجموعته العلمية لمكتبة الإسكندرية


وعلى الرغم من حصوله على الجنسية الأمريكية إلا أنه أوصى بدفنه في مصر خلال وصيته.
الجريدة الرسمية