رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«دبكة على الكراسي المتحركة».. تراث فلسطين محفور في قلوب أبناء غزة

فيتو

كانت قنابل غاز الانتفاضة في غزة، سبب ولادة الشابة الفلسطينية عبير الهركلي بعاهة مستديمة في قدميها، جعلتها تكمل حياتها على كرسي متحرك، دون إرادتها، لتواجه الحياة بقوة، وتحاول الصمود أمام نظرات الشفقة التي تراها في عيون كل من حولها.


لم تستلم الهركلي ابنة الـ 25 عاما لواقعها المرير، وفكرت في تغيير نظرة المجتمع لأصحاب الكراسي المتحركة، وكان قرارها بتأسيس فرقة الدبكة للكراسي المتحركة بنادي السلام نقطة تحول في حياتها.


عبير، لم تخجل من وصف نظرة الناس لها، والتعبير عن إحساسها بحديث من حولها، عند إبداء رغبتها في رقص الدبكة منذ الطفولة :«كنت أحلم، بتأسيس فرقة الدبكة لأصحاب الكرسي المتحرك، فكانوا ينظرون لي بشفقة، كلما أبدى رغبتي في تعلمها، ولسان حالهم يستحيل لأن أقدامي لم تكن سوية مثلهم، فلم أجد من يدعمني أو يساعدنى في البداية».


تعود صاحبه فكرة «دبكة الكرسي المتحرك»، بذكريات الطفولة، في حديثها لـ«فيتو»، وتكشف عن سبب حبها لهذه الرقصة: «بحب الفن من صغرى، وأهتم بالتراث الفلسطيني دائمًا، لأنني ممثلة مسرحية وأحب الشعر وإلقاءه، ولدى الكثير من المواهب الرياضية، بداية من أنني لاعبة كرة تنس، وكاراتيه، وباسكت، وعند حضورى عروض فرق الدبكة، كنت أنظر لهم وأتمني أن أكون في مكانهم، وأرقص مثل هؤلاء الشباب والفتيات على أقدامهم، لكن نظل أمام الأفكار الظلامية بأننا غير قادرين، وليس لنا حقوق مثلهم».


الكرسي المتحرك صديق العمر لـ«عبير» ليس لرُبع قرن فقط، فدائمًا تعتبره الصاحب والأخ، تحدثه عن أحلامها وطموحاتها التي يقولون باستمرار إنها مستحيلة :«الكرسي صديقي، منذ أن جاءت للحياة، أتحدث معه كأنه إنسان، لكنه يختلف عن البشر الذين يريدون تهميشنا».



مع طرق أول باب لتنفيذ فكرتها، لم تستلم عبير لكلمة «مستحيل»، لأنها غير متواجدة في قاموس حياتها تقول :«أريد دائمًا تحدى نظرات العجز، وتحقيق الحلم الذي كنت أحلم به، بعد أن وصلت لكل شىء سوى "الدبكة"، فكان نادي السلام البوابة الرئيسية، والمدرب هاني فطاير، أول المساندين والمؤيدين لفكرتي رغم استغرابه منها».


تابعت عبير، حديثها عن المدرب قائلة :«هاني رحب في بداية الأمر والذي دربنا بدون مقابل، لكنه كان مستغربا كيف نرقص دبكة من الكرسي المتحرك، إلا أنه تفهم فكرتي، وحاول مع أعضاء الفرقة بشكل تدريجي، حتى أصبح لنا مكان وسط المجتمع، وتحولت نظرة الشفقة إلى فخر».



 مسيرة يظهر فيها العديد من الأزمات من أجل الوصول لقمة النجاح، يقول على جبريل، صاحب الـ23 عاما، أحد أعضاء الفرقة، الذي تعرض لحادث سير عام 2002، جعلته يجلس على الكرسي المتحرك، «كنت خايف أفشل في البداية، لأنه لم يكن لدي ثقة بالنفس، وفقدت التعامل مع الناس، لكن مع الوقت الرياضىة كانت سببا في تغير شخصيتى، ومن هنا قررت أخوض تجربة رقص الدبكة لأتغير».


يقول عضو فرقة الدبكة للكراسي المتحركة بنادي السلام : «حصلت على جائزة أفضل وأصغر لاعب كرة سلة، في قطاع غزة، عام 2015، 2016، للكراسي المتحركة»

الفيديو



Advertisements
الجريدة الرسمية