رئيس التحرير
عصام كامل

أبرزهم يهود الفلاشا.. العنصرية أسلوب حياة ضد الطوائف الإسرائيلية

فيتو

كلمة الأقليات في أي مكان بالعالم تطلق على الفئات قليلة العدد في دولة ما، لكن في إسرائيل الأمر يختلف، فرغم العدد المحدود لسكان الكيان الصهيوني داخل فلسطين المحتلة فإن الجميع يطلق عليهم فيه إسرائيل أقليات، علمًا أن هناك طوائف كثيرة تعيش هناك ولا تلقى سوى التهميش والعنصرية وقانون الغاب، وكان آخر تلك المظاهر ما جرى مع الإثيوبيين خلال الأيام القليلة الماضية إثر مقتل شاب إثيوبي على يد شرطي إسرائيلي.


يبلغ عدد سكان غير اليهود في إسرائيل نحو 1.8 نسمة، ويشكلون نحو 24% من مجموع السكان وهي نسبة غير قليلة ولكنهم، يحظون بالتهميش والعبودية والعنصرية التي تطال الكثير من الطوائف في إسرائيل.

حركة الهجرة

وبالنسبة للطائفة الإثيوبية أو يهود الفلاشا مورا «الفلاشا» وهى حديث الساعة خلال الأيام الأخيرة فيرجع وجودها إلى حركة الهجرة التي قامت بها جماعة «الكيبوتس» اليهودية التي تتبنى الأفكار الصهيونية حيث تم تهجير يهود من إثيوبيا -الفلاشا- إلى الاحتلال، في بداية الأمر صورت لهم الحركة بأن تل أبيب هي الجنة الموعودة للهروب من الفقر المدقع بوطنهم الأم الواقع في أفريقيا، ومع مرور الوقت بدأت تتساقط الأقنعة بعدما أدرك القادمون من بلاد الحبشة، بأنهم وقعوا ضحية لعملية عنصرية بامتياز، وأنهم تم جلبهم كمواطنين درجة ثانية يقومون بالمهن التي تترفع عنها كريمة المجتمع "الأشكناز" ويرونها مهن متدنية، وخلال الأيام الماضية بدأت الشكاوى وأصوات الاحتجاج تتعالى لهؤلاء الضحايا.

كما يبلغ عدد يهود إثيوبيا في إسرائيل نحو 140 ألف شخص، بينهم أكثر من 50 ألفا ولدوا في إسرائيل، ويعيش يهود إثيوبيا الذين يطلق عليهم اسم "فلاشا مورا" منذ سنوات في مخيمات مؤقتة في إثيوبيا، انتظارا للحصول على موافقة "إسرائيل" بالانتقال إليها بعد أن تقدموا بطلبات بذلك ويعيش معظمهم في مدينة "غندر" شمالي البلاد.

مجموعة الفلاشا

وبدأت فكرة تهجير يهود إثيوبيا لدولة الاحتلال عام 1973 عندما أعد وزير الهجرة والاستيعاب الإسرائيلي تقريرًا شاملًا عن مجموعة الفلاشا العرقية، وبحسب عدة تقارير عبرية، فإن الفلاشا كانوا غرباء عن الأمة اليهودية في مختلف جوانب حياتهم، وخلصت إلى أنه لم يكن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات لمساعدة هذه الجماعة للهجرة إلى إسرائيل، ونظرًا لعدم وجود علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل وإثيوبيا، تواصل الموساد الإسرائيلي مع مسئولين في السودان، وسافر الآلاف من يهود الفلاشا سيرًا على الأقدام إلى الحدود مع السودان، وانتظروا هناك في مخيمات مؤقتة حتى نُقلوا جوًا إلى إسرائيل.

العنصرية والمفاضلة في التعامل الإسرائيلي مع يهود الفلاشا تجلت في لجنة قرار وزاري اتخذه سلطات الاحتلال مؤخرًا، بشأن جلب نحو 1000 إثيوبي من أصل يهودي (الفلاشا) من أديس أبابا إلى تل أبيب في ضوء عملية عرفت باسم: "لم شمل الأسر".

هنا بدأ التمييز واضحًا ما جعل المجتمع الإثيوبي بحسب صحيفة "معاريف" العبرية، يشتكي من الموافقة الإسرائيلية على جلب فقط المهاجرين الذين لديهم أطفال في إسرائيل، وتمت الموافقة على 1000 من أصل 1500 طلب.

العرب والبدو

ومن بين من يعانون ويلات العنصرية من جانب الكيان الصهيوني العرب المسلمون البالغ عددهم نحو 1.2 مليون نسمة والذين تنتمي الغالبية العظمى منهم إلى السنّة، في القرى والبلدات أساسا، حيث يقيم ما يزيد عن نصفهم في منطقة الشمال، ويوجد تفرقة عنصرية رهيبة في التعامل معهم شأنهم شأن باقي ما يسمون بالأقليات، حتى وإن كان بعضهم يحمل الجنسية الإسرائيلية وينضم إليهم البدو أيضًا الذين يعيشون حياة غير آدمية فضلًا عن تهجيرهم وتدمير بيوتهم وقراهم.

العرب المسيحيون

كذلك الأمر ذاته ينطبق على العرب المسيحيون ويقدر عددهم بنحو 123 شخصا، يسكنون المدن، ومنها الناصرة وشفا عمرو وحيفا. وينتسب معظمهم إلى طوائف الروم الكاثوليك والروم الأرثوذكس واللاتين، إلا أن العديد من الطوائف المسيحية الأخرى لها أيضا حضور، وإن كان اسميا في بعض الحالات.

طائفة الدروز

الدروز أيضًا طائفة تعاني بشدة من العنصرية وكان آخر مظاهر العنصرية قانون القومية الذي عارضوه بشدة، وكان الدروز الذين يحتلون مواقع متقدمة في الجيش الإسرائيلي من أوائل الرافضين لقانون القومية الذي يشرع حق اليهود في تقرير المصير، وينكر حق الشعب الفلسطيني في وطنه، وأعلن أحد قادة الدروز بإسرائيل ويدعى رفيق حلبي بعد أن اجتمع فريق منهم مع رئيس الوزراء بدولة الاحتلال بنيامين نتنياهو أنهم يرفضون القانون بشكل قاطع لأنه لا يعبر عن حقهم في المواطنة.

طائفة الشركس

وأيضًا الشركس البالغ عددهم نحو 4000 نسمة يتركزون بقريتين في شمالي البلاد شأنهم شأن باقي الطوائف التي تعاني من العنصرية داخل دولة الاحتلال، ويُعدون من المسلمين السنة، رغم أنهم لا ينحدرون من أصول عربية وأن خلفياتهم الثقافية ليست جزءا من ثقافة المجتمع الإسلامي، وفي الوقت الذي يحافظ فيه الشركس على هويتهم المتميزة، غير أنهم يشاركون في الحياة الاقتصادية والوطنية للبلاد دون الاندماج في المجتمع اليهودي.
الجريدة الرسمية