رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مقال من غير "بنزين"


حاولت أن أكتب هذا المقال ولكن كلما جرى "القلم" على الورقة توقف فجأة لحاجته إلى البنزين لدرجة أنني فكرت في تحصيل رسوم على قراءة المقال لسداد ديوني.. وقد شاهدت إعلانا يوضح سبب رفع أسعار الوقود بأن دعم البنزين يصل إلى أصحاب السيارات الملاكي، بينما لا يستفيد منه المستخدمون للمواصلات العامة.. علمًا بأن تعريفة وسائل المواصلات المختلفة، بما فيها هيئة النقل العام، تزداد مع ارتفاع أسعار المنتجات البترولية!


فشلت في إقناع سائق التاكسي بما جاء في هذا الإعلان، فقد أخبرني بأنه عليّ أن أدفع خمسة جنيهات إضافية على الأجرة التي أقرها العداد إذا أردت أن أغادر السيارة محتفظًا بكرامتي.. بعد مغادرتي وجدت أمامي عربة يتم جرها باليد ورغم ذلك فقد أصر بائع التين الشوكي أن سعر بضاعته قد ارتفع لزيادة البنزين.. فالأسوأ من زيادة الأسعار هو غياب الرقابة الكافية لإيقاف حالات الاستغلال.

في محاولة لتفسير القرارات نشرت أحد الجرائد أن أسعار البنزين في فرنسا ثلاثة أضعاف أسعاره في مصر، مع تجاهلها أن متوسط الدخل السنوي في فرنسا 17 ضعف متوسط الدخل السنوي في مصر!

استخدام البعض للمعلومات المنقوصة و"لوي" الحقائق لخدمة مصالحهم تسبب في ضياع الثقة في مصداقية بعض وسائل الإعلام، ومعها تخلى المتلقي عن متابعتها ليصبح فريسة للشائعات المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو السموم التي تبثها منصات إعلامية معادية للدولة، ليستحق هؤلاء كلمة الفنان عبد السلام النابلسي، الذي مرت ذكراه بالأمس (أيتها السماء! صبّي غضبك على الأغبياء!).

جاءت الزيادة في الأسعار نتيجة لوجود برنامج تتبناه الحكومة للإصلاح الاقتصادي تلتزم خلاله بإعادة توجيه الدعم لمستحقيه وزيادة الإنفاق الحكومي على الخدمات الأساسية للمواطنين.. ومن نتائج زيادة الإنفاق على خدمات الصحة نجحت الحكومة في البدء التجريبي لمنظومة التأمين الصحي الشامل في محافظة بورسعيد..

وبقدر تفهمنا لضرورة وجود مشروعات قومية لتقديم خدمات صحية وتعليمية مميزة.. وحاجتنا إلى وسائل مختلفة للحماية الاجتماعية للفئات الأكثر احتياجًا.. فإنه يلزمنا أيضًا شرح موضوعي لأسباب صدور القرارات بدلًا من الاكتفاء بعرض معلومات منقوصة تثير المزيد من الغضب.
Advertisements
الجريدة الرسمية