رئيس التحرير
عصام كامل

انفراد.. تقرير الحالة الصحية لشيخ الأزهر.. شقيقه: يخضع لجلسات تأهيلية بالعمود الفقري وبعض الفحوصات على العين.. ومصادر بالمشيخة: يعود مباشرة إلى عمله خلال أيام

الدكتور أحمد الطيب،
الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف

فور الإعلان عن سفر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب؛ إلى ألمانيا لإجراء حزمة من الفحوصات الطبية، حتى انطلقت دعوات المصريين له بسرعة التعافى والعودة سريعًا إلى أرض الوطن ومباشرة مهامه. وبالتزامن مع دعوات الشفاء للإمام الأكبر.. انطلقت موجة موجهة من الشائعات تزعم أن هذه الرحلة تمهد لخروج "الطيب" من منصبه. ولم يكتف المغرضون بذلك، بل طرحوا عددًا من الأسماء، وإن بدت مكررة ومعتادة لخلافته، ما يؤكد زيفها، ويطعن في صدقها من الأساس.


"فيتو" حصلت على آخر تطورات الحالة الصحية للإمام الأكبر من عدد من المصادر، سواء من شقيقه الشيخ "محمد الطيب"، أو بعض المصادر بالمشيخة، التي أجمعت على أن شيخ الأزهر سوف يخضع لفحوصات دورية وعلاج طبيعي من التهابات بالظهر وبعض الفحوصات على العين، نافيا ما تردد بشأن خضوعه لعملية جراحية دقيقة تستلزم بقاءه في ألمانيا لفترة مفتوحة، وكاشفة في الوقت ذاته عن أن الإمام الأكبر سوف يسافر من ألمانيا إلى فرنسا في مهمة عمل، قبل أن يعود إلى مزاولة عمله مرة أخرى على رأس مشيخة الأزهر الشريف.

ورغم هذه التطمينات، إلا أن بعض التقارير والتسريبات تصر على أن "الطيب"، الذي تصدر في الأعوام الأخيرة القائمة السنوية للشخصيات الإسلامية الأكثر تأثيرا، من خلال النشرة التي تصدر عن المركز الإسلامي الملكي للدراسات الإستراتيجية في العاصمة عمان بالأردن، بالتعاون مع مركز الأمير الوليد بن طلال للتفاهم الإسلامي المسيحي بجامعة جورج تاون بالولايات المتحدة الأمريكية وتضم 500 شخصية، قد يقترب من ترك المشيخة، لأسباب ودواعٍ صحية، ولم تكتف بذلك بل طرحت أسماء تبدو مكررة ومعتادة لخلافته، وسط تكهنات بأنَّ هناك من يدفع لترويج مثل هذه الأخبار على نطاق واسع، سواء لمصلحة شخصية، أو لأسباب أخرى، لا تعلمونها، الله يعلمها.

وتضم القائمة المزعومة كلًا من: المفتى الحالى الدكتور شوقى علام، وسلفه الدكتور على جمعة، وغيرَ بعيدٍ منهما يحلُّ وزير الأوقاف الحالى الدكتور محمد مختار جمعة، ويأتى بعد هؤلاء الثلاثة بحظوظ متفاوتة آخرون، يتصدرهم الدكتور أسامة الأزهرى.

وبالنظر إلى قائمة الأسماء المطروحة، نجد أن قائمة الترشيحات تقتصر على بعض الأسماء القليلة التي يمكن حصرها على أصابع اليد الواحدة نظرًا للقانون المنظم لعملية اختيار شيخ الأزهر، فطبقًا للمادة الخامسة من القانون المنظم لاختيار شيخ الأزهر فإنه عند خلو المنصب، يُختار من يشغله بطريق الانتخاب من بين أعضاء هيئة كبار العلماء بالأزهر المرشحين لشغل المنصب، ويشترط في المرشح الشروط الآتية: "أن يكون مصريًا من أبوين مصريين مسلمين، وألا يكون قد اكتسب جنسية أية دولة أخرى في أي وقت من الأوقات، وأن يكون من خريجى إحدى الكليات الأزهرية المتخصصة في علوم أصول الدين والشريعة والدعوة الإسلامية واللغة العربية، وأن يكون قد تدرج في تعليمه قبل الجامعى بالمعاهد الدينية الأزهرية، بجانب أن يكون ملتزما بمنهج الأزهر علما وسلوكا وهو منهج أهل السنة والجماعة الذي تلقته الأمة بالقبول في أصول الدين وفى فروع الفقه بمذاهبه الأربعة.

وتختار هيئة كبار العلماء لهذا المنصب ثلاثة من بين أعضائها الذين تتوافر فيهم الشروط المقررة بشأن شيخ الأزهر عن طريق الاقتراع السرى في جلسة سرية يحضرها ثلثا عدد أعضائها، ثم تنتخب الهيئة شيخ الأزهر من بين المرشحين الثلاثة في ذات الجلسة بطريق الاقتراع السرى المباشر ويصبح شيخا للأزهر إذا حصل على الأغلبية المطلقة لعدد أصوات الحاضرين، ويباشر عمله – شيخا للأزهر- اعتبارًا من تاريخ انتخابه ويصدر باعتماد تعيينه قرار من رئيس الجمهورية وتنتهى خدمة شيخ الأزهر ببلوغه سن الثمانين، كما نص القانون على أن يعامل شيخ الأزهر معاملة رئيس مجلس الوزراء من حيث الدرجة والراتب والمعاش وكافة المزايا.

ومن الجدير بالذكر.. أن المفتى الحالى ليس عضوًا بهئية كبار العلماء، غير أنَّ "فيتو" علمت أن المفتي تقدم بالفعل بأوراق عضويته لهيئة كبار العلماء إلا أن الموافقة الرسمية لم تخرج له حتى الآن، وكذلك الحال لغيره من المرشحين لعضوية الهيئة الأكبر داخل الأزهر الشريف، لأسباب تتعلق باختيار الأعضاء الجدد للهيئة.

أما المفتى السابق الدكتور "على جمعة" فيحظى بعضوية الهيئة بالفعل، فضلا عما يحظى به من مكانة علمية رفيعة وثقة رسمية، كما يعد أحد أكبر الذين يمتلكون رصيدًا كبيرًا من العلم ودراسته مختلف العلوم الشرعية، وهو ما جعل له تلاميذ و"مريدين" كثر منهم أسماء لامعة ولها ثقلها على الساحة الدينية كالشيخ أسامة الأزهري وغيره، وعلى الرغم من أنه ليس خريج إحدى الكليات الأزهرية، وهو الأمر الذي قد يكون حاجزًا بينه وبين توليه المنصب الرفيع إلا أن الرجل تغلب على ذلك بحصوله على عدة شهادات أزهرية.

ومن ضمن دائرة الترشيحات لخلافة الطيب يبرز اسم ثالث وهو الدكتور "محمد مختار جمعة" وزير الأوقاف الحالي، وأحد أقدم الوزراء الموجودين في الحكومة المصرية، والمتابع الجيد لشئون وزارة الأوقاف يلمس عن قرب المجهودات التي يقوم بها جمعة في وزارة الأوقاف من خلال عدة جوانب سواء على سبيل محاربة الأفكار المتطرفة والدعوات الهدامة التي تروج لها الجماعات المتطرفة من خلال الندوات والمؤتمرات المتعددة التي تقيمها الوزارة، أو من خلال الطفرة التي حققتها الوزارة في ملف النهوض بالمستوى المادي والعلمي للأئمة الذين يصعدون المنابر ولعل آخر تلك المجهودات هي إنشاء الوزارة لأكاديمية تأهيل وتدريب الأئمة والتي تهدف الأساس بالارتقاء بمستوى الأئمة على كافة الأصعدة.

وبعيدًا عن هذه التكهنات وتلك التسريبات، فإن التمنيات معقودة على سرعة تعافى الإمام الأكبر وعودته سالمًا مُعافىً من آلام الظهر وأوجاع العيون، ليباشر مهام عمله، ويعزف عزفًا منفردًا، يحفظ له صدارته على قائمة الشخصيات الإسلامية الأكثر تأثيرًا.

"نقلا عن العدد الورقي"..
الجريدة الرسمية