رئيس التحرير
عصام كامل

بوتين يشارك في الجلسة الختامية لـ"أفريقيا روسيا" بحضور عبدالعال

فيتو

شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الجلسة الختامية لمؤتمر "أفريقيا روسيا"، التي حضرها رئيس البرلمان علي عبدالعال، وقال بوتين إن هناك أهمية بالغة للتعاون بين الدول للقضاء على الإرهاب، وأن البرلمانات لها دور فعال في ذلك.


وأضاف بوتين: "يجب التوسع في استخدام التكنولوجيا الرقمية والاستفادة منها لمكافحة الأعمال الإرهابية، قبل أن يقوم رئيس الدوما الروسي بتقديم على عبدالعال لافتتاح الجلسة في مجاملة بروتوكولية لمصر التي تترأس الاتحاد الأفريقي".

وقال عبدالعال في بداية كلمته: "يطيب لي في مستهل كلمتي اليوم أن أعبر عن بالغ سعادتي للمشاركة في هذا المؤتمر البرلماني (روسيا – أفريقيا)، الذي يعد حدثا فريدا من نوعه في تاريخ العلاقات الروسية الأفريقية، ويمثل خطوة مهمة لتعزيز أوجه التعاون المشترك بين روسيا وأفريقيا، في ظل الزخم الملحوظ الذي تشهده العلاقات بين الجانبين، والذي يتوج بعقد قمة روسيا أفريقيا برئاسة مشتركة (مصرية/ روسية) بين مصر الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي في أكتوبر 2019، والتي تم الإعلان عنها خلال القمة الرئاسية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس عبدالفتاح السيسي في أكتوبر 2018 باعتباره الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي.

وتابع رئيس البرلمان: "أود أنّ أنتهز فرصة انعقاد المؤتمر البرلماني المهم لأثني وأشيد بالسياسة الجديدة التي تبنتها القيادة السياسية الروسية، والهادفة إلى العودة مرة أخرى للبعد الأفريقي والتقارب مع القارة الأفريقية بعد فترة غياب طويلة، وهي سياسة مُرحًّب بها من قبل الدول الأفريقية، لا سيما وأنّها ترتكز على التعاون الاقتصادي مع القارة الأفريقية بما لديها من إمكانيات وموارد هائلة يمكن استغلالها تحقيقا للمنفعة المتبادلة بين الجانبين الروسي والأفريقي، فأفريقيا تمتلك الكثير من الثروات وعلى رأسها البترول والغاز والذهب والألماس واليورانيوم، وغيرها، فضلا عن الزراعة، كما أنّها تعد سوقا كبيرا، إذ يزيد عدد سكانها عن أكثر من مليار ونصف المليار، ومقدر له أن يصل إلى نحو 4 مليارات في العام 2050".

وأوضح عبدالعال: "مصر في ظل رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي تتبنى عددا مهما من الأولويات، يأتي في مقدمتها تعزيز التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي في القارة، بما في ذلك التركيز على مشروعات وبرامج البنية التحتية العابرة للحدود، باعتبارها السبيل لتحقيق تنمية القارة، بما يتماشى مع أهداف أجندة التنمية 2063، لا سيما وأنّها تعد المعبر إلى أوروبا عبر البحر المتوسط وإلى آسيا باعتبارها ممتدة جغرافيا في هذه القارة".

وزاد رئيس البرلمان أنّه من ضمن الأولويات كذلك، تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول الأفريقية، من خلال تطوير منظومتي الزراعة والتصنيع بالقارة، مع التأكيد على الدور المحوري لشباب ونساء القارة لتحقيق أهداف أجندة 2063 مؤتمر الشباب الأفريقي في أسوان يناير 2019، وتطوير منظومة السلم والأمن الأفريقية، خاصة في مجال إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، وترسيخ قيم الحوكمة والشفافية والمساءلة وتشجيع القطاع الخاص والمجتمعي على المساهمة في البرامج والمشروعات الأفريقية القارية".

وأكد عبدالعال أنّه من بين الأولويات أيضا، "تعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين، استنادا إلى مبادئ الاحترام المتبادل، وتحقيق المصلحة المشتركة، وعدم التدخل في الشئون الداخلية". وأضاف: "كما ترون، كلها مجالات مهمة وحيوية، تمثل بيئة مناسبة لتعزيز التعاون الأفريقي مع الدول الصديقة الراغبة في شراكة حقيقية مع القارة السمراء، وفي مقدمتها جمهورية روسيا الاتحادية".

وقال رئيس مجلس النواب إنّ الرؤية الأفريقية لتطوير التعاون الأفريقي الروسي، إنّما تنطلق من مبدأ تعظيم القواسم المشتركة والاستفادة القصوى من الثروات الهائلة للجانبين، وعلى رأسها الثروة البشرية التي يمثل الشباب عمادها الأساسي من خلال توظيف التكنولوجيا الحديثة، واختراق المجالات الجديدة خاصةً مجال مشروعات ريادة الأعمال، ومجالات التقنيات الرقمية الحديثة، وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، موضحا: :نحن كبرلمانيين علينا دور كبير يتمثل في تهيئة المناخ وتوفير البيئة التشريعية المواتية لجذب وتعظيم الاستثمارات المتبادلة وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي الأفريقي الروسي".

وأضاف عبدالعال: "إننا في مصر، وأعتقد تشاركنا في ذلك العديد من الدول الأفريقية، نرى في روسيا شريكا كبيرا في الكثير من المشروعات الاقتصادية التنموية، وفي مقدمتها مشروعات الاستخدام السلمي للطاقة النووية، خاصة وأنّ روسيا لديها خبرة كبيرة في هذا المجال، فضلا عن أنّ لديها قائمة طويلة من مشروعات التعاون التي يمكن أنّ تناسب كل دولة وفقا لاحتياجاتها وشروطها وظروفها التمويلية والسياسية".

وأوضح رئيس البرلمان: "إضافة إلى مجالات التعاون المشترك، هناك أيضا قضايا أخرى مهمة تتطلب تنسيقا مشتركا وتبادلا لوجهات النظر بين أفريقيا وروسيا، يأتي في مقدمتها المساهمة في حل الأزمات والصراعات التي ما تزال قائمة في القارة الأفريقية، وتعزيز الجهود المشتركة في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير المشروعة".

واختتم عبدالعال كلمته: "أؤكد في ختام كلمتي أنّ أفريقيا التي تنطلق نحو مستقبلها الذي رسمته وفق أجندتها التنموية 2063، منفتحة على شعوب العالم كافة، ترحب بالشركاء الساعين نحو تعظيم فرص الاستفادة المتبادلة معها، وفي مقدمتهم الأصدقاء في روسيا، وكلنا أمل في أنّ مؤتمرنا هذا سيكون خطوة فعالة على طريق تعزيز التعاون بين الجانبين وتحقيق ما نصبو إليه جميعا، أشكر لكم حسن استماعكم، وأجدد التحية لجميع الحضور".
الجريدة الرسمية