رئيس التحرير
عصام كامل

ننشر نص خطبة الأوقاف.. اختطاف الجنود يسقط هيبة الدولة.. والتهديد بالاستقواء بالخارج غير مقبول .. والأعداء يتربصون بمصر.. والدفاع عن الوطن واجب الجميع

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تنشر "فيتو" نص خطبة يوم الجمعة المقبل التي وزعتها وزارة الأوقاف على جميع إدارات ومديريات الأوقاف بمختلف المحافظات.
وأكدت الخطبة أن خطف سبعة من الجنود المصريين بسيناء إسقاط لهيبة الدولة واعتداء على الوطن وهيبته، مضيفة أن "من يدعى حب الوطن فليس من حب الوطن معاداة الوطن وأهله أو نهب أمواله وخيراته والعمل على ترويع الآمنين والاستقواء بالخارج أو التهديد باستخدامه".

وأشارت إلى أن حفظ الدين والأنفس وحماية الأعراض والحفاظ على العقل والنسل من مقاصد الشريعة الإسلامية، لافتة إلى أن الدفاع عن الأوطان فالمسئولية مشتركة بين أطياف الشعب الواحد وإن اختلفت الديانة".
وقالت: "إن تربص الأعداء بمصر ليس لكونها دولة كسائر الدول، ولكن لأنها الدولة الوحيدة التي أثبتت عبر التاريخ كله أن سقوطها هو سقوط للعالم العربي والعالم الإسلامي، وإن قام العالم الإسلامي والعربي كله، وقيامها هو قيام للعالم العربي وللعالم الإسلامي كله".
وإلي نص الخطبة:-
إن الحمد لله ……
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له…….
وأشهد أن محمداً رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ….. ثم أما بعد،،،،
فيا إخوة الإيمان والإسلام:-
لقد خلق المولى- عز وجل- الإنسان وجعل له حنينه إلى وطنه الذي وُلِدَ ونشأ فيه، وحب الوطن من الأمور الفطرية التي جُبل الإنسان عليها، فليس غريباً أبداً أن يُحب الإنسان وطنه الذي نشأ على أرضه، وترعرع بين جنباته، كما أنه ليس غريباً أن يشعر الإنسان بالحنين الصادق لوطنه عندما يُغادره إلى مكانٍ آخر، فما ذلك إلا دليلٌ على قوة الارتباط وصدق الانتماء.
وقد أكد الإسلام على حبّ الوطن، حتى جعله من الإيمان، فالإيمان الصادق يثمر حب الوطن.
أن الوطنية في نظر الإسلام ” فريضة لازمة وهي تعني: أن يعمل كل إنسان لخير بلده وأن يتفانى في خدمته، وأن يُقَدِّمَ أكثر ما يستطيع من الخير للأمة التي يعيش فيها، فكل مسلم مفروض عليه أن يسد الثغرة التي هو عليها، وأن يخدم الوطن الذي نشأ فيه، لأن ذلك مفروض عليه من رب العالمين.
ولقد ضرب لنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في حبه لوطنه ، حين خاطب مكة الذي نشأ وتربى فيها فقال: ” وَاللهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ “(الحديث رواه الإمام أحمد).
قال تعالى في سورة القصص( آية 85) : (أنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ).
ولما وصل صلى الله عليه وسلم المدينة قال : (اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ ، أَوْ أَشَدَّ) رواه البخاري.
قال الأصمعي : ثلاث خصال في ثلاثة أصناف من الحيوان :” الإبل تحن إلى أوطانها وإن كان عهدها بعيداً ، والطير إلى وكره وإن كان موضعه مجدباً ، والإنسان إلى وطنه وإن كان غيره أكثر له نفعاً “.
وقال الأصمعي أيضاً: ” سمعت أعرابياً يقول : إذا أردت أن تعرف الرجل فانظر كيف تحننه إلى أوطانه، وتشوقه إلى إخوانه، وبكاؤه على ما مضى من زمانه ” (كشف الخفا للعجلوني).
سيناء:
هي أرض الفيروز- البوابة الشرقية لمصر- الواقف على أرضها لا يعلم أهو يقف على أرض أسيوية أم أرض أفريقية؟.
ـ تلك هي البقعة المباركة التي أخذت البركة من حولية المسجد الأقصى .
ـ مشي على ترابها جمع كريم من أنبياء الله ورسله ـ صلوات الله وسلامه عليهم جميعا ـ .
ـ امتزج ترابها بدماء الشهداء، فما من شبر على أرض سيناء إلا وتجد دماء الشهداء عليه.
ـ وها نحن في هذه الأيام في أيام الله الحرام في شهر رجب المبارك تقوم جماعة بخطف سبعة من الجنود لإسقاط هيبة الدولة مقابل الإفراج عن مجموعة من السجناء ..
هـــذا: اعتداء على الوطن .. وعلى هيبة الوطن ، من يزعم أنه يحب وطنه الواجب عليه أن يترجم هذا الحب إلى واقع وإلى أفعال تؤكد هذا الحب.
ومن ثم فإنه يحرم على الإنسان أن يعتدي على وطنه بأي نوع من أنواع الاعتداء ..فيا من تدعى حب الوطن فليس من حب الوطن معاداة الوطن وأهله ، أو نهب أمواله وخيراته ، وليس من حب الوطن العمل على ترويع الآمنين ..
ـ وليس من حب الوطن العمل على الفرقة بين أبنائه ونشر ثقافة الكراهية والحقد والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد ..
ـ وليس من حب الوطن أن نبتز الوطن من أجل مصالح أنانية أو ذاتية ..
ـ وليس من حب الوطن الاستقواء بالخارج أو التهديد باستخدامه ..
ـ وليس من حب الوطن التهديد بالانفصال وفك عرى وحدته ..
أخوة الإيمان والإسلام :
إن الفارق بين حب الوطن وخيانة الوطن أمر واضح جلي لا يحتاج منا إلى إجهاد فكر حتى نتوصل إليه.
وحتى النوايا لو كانت حسنة فلن تشفع أبداً في اختيار الوسيلة غير المناسبة للتعبير عن ذلك الحب.
ثانيا : حرمة الاعتداء على الأفراد والنفس.
إن حفظ الدين والأنفس وحماية الأعراض والحفاظ على العقل والنسل من مقاصد الشريعة الإسلامية ..وعنوان صلاح أي أمة ودليل سعادتها إنما هو برعاية أبنائها لمقاصد الشريعة وحماية الأنفس من أهم المقاصد فالإنسان بنيان الله في أرضه ملعون من هدم بنيان الله.
وقال صلى الله عليه وسلم: ( لزوالُ الدنيا أهونُ عند الله من قتل امرئ مسلم)( رواه الترمذي).
فمقصود الشرع من الخلق خمسة، وهو أن يحفظ عليهم دينهم وأنفسهم وعقولهم وأنسابهم وأموالهم.
فحفظ الأنفس وعدم الاعتداء على الأفراد ضرورة دينية ومصلحة شرعية وفطرة سوية وطبيعة بشرية. روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء)). فدماء المسلمين عند الله مكرمة محترمة مصونة محرمة، لا يحل سفكها، ولا يجوز انتهاكها إلا بحق شرعي ، روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لن يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا).
وقتل النفس المعصومة عدوان آثم وجرم غاشم، وليس هناك ذنب هو عند الله تعالى أعظم بعد الشرك بالله من قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، قال تعالى: مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا [المائدة:32].
وإنه لمن المؤسف ومن المحزن حقًا، أن يسمع المسلم بين وقت وآخر ما تهتز له النفوس حزنًا، وما ترجف له القلوب أسفًا، وما يتأثر به المسلم عندما يسمع عن قتل نفس مسلمة على أيدي قلة أو جماعة آثمة شريرة مجرمة، روى الإمام الترمذي عن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار”.
حتى الإعانة على القتل حرام ، فلقد روى الإمام أحمد وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة لقي الله مكتوبٌ بين عينيه: آيس من رحمة الله)).
قال الله عز وجل: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [النساء:93]. أربع عقوبات تجب على القاتل :
أ- جهنم خالدًا فيها. ب- غضب الله عليه. جـ- لعنة الله عليه . د- أعد الله له عذابًا عظيمًا.
خلاصة الأمر: أن الأنفس محرمة عند الله وهي مصونة ، وتلك كرامة النفس الإنسانية في الإسلام.
ثالثاً: المسئولية المشتركة عن حماية الوطن:
مما لا شك فيه، أن حماية الأوطان واجب كل إنسان، فلا يماري امرؤ معه عقله أن الوطن بيته ، فيجب عليه أن يحافظ على أمنه وسلامته، وأن يدافع عنه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
وقد أوجب الإسلام الدفاع عن الأوطان وشرع الجهاد في سبيل الله دفاعاً عن الدين وعن الوطن وعن العرض ، فمن قتل في سبيل الدفاع عن وطنه كان شهيداً ، ففى الحديث في سنن الإمام الترمذي وأبي داود عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : ” مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ أَوْ دُونَ دَمِهِ أَوْ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ “.
وعند الدفاع عن الأوطان فالمسئولية مشتركة بين أطياف الشعب الواحد وإن اختلفت الديانة، والدليل على ذلك ما جاء في وثيقة المدينة , أو عهد المدينة في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – فالوطن هو القاسم المشترك الذي يربط الجميع , وهو المظلة التي يستظلون تحتها بحرية تامة , ولا تقتصر الحماية على مواجهة العدوان والدخيل فحسب ، بل من حماية الوطن المحافظة على أسراره الداخلية ، وعدم التعامل مع أعداء الوطن أو من يريدون به السوء ..
ومن حماية الوطن مناهضة كل فكر مغشوش أو شائعة مغرضة ، أو محاولة استقطاب البعض لمصلحة أهواء مشبوهة .
أن من حق الوطن علينا : أن نكون متحابين مترابطين متعاونين ، لا نترك للعدو فرصة يزرع فيها بذور الفرقة والخلاف والتناحر، جاء في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه: ( مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا فَكَأنَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا).
رابعاً : العدو المتربص بمصر:
أن تربص الأعداء بمصر ليس لكونها دولة كسائر الدول ، ولكن لأنها الدولة الوحيدة التي أثبتت عبر التاريخ كله أن سقوطها هو سقوط للعالم العربي والعالم الإسلامي , وإن قام العالم الإسلامي والعربي كله ، وقيامها هو قيام للعالم العربي وللعالم الإسلامي كله.
فهذا هو السبب من تعبئة أعدائنا للقوى المادية والمخابرتية وغيرهما للنيل من وحدة هذه الأمة , مرة في صورة بث روح اليأس من نصرة هذا الشعب، ومرة في صورة إثارة الفتن والقلاقل في المنطقة, ومرة في صورة قتل الجنود أو خطف ، وأخرى في صورة مظاهرات.
ولذا حذر المولى- عز وجل – الأمة من الإذعان لأعدائها وفتح السبيل للنيل من وحدتها فقال سبحانه: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَأنِكُمْ كَافِرِينَ * وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ ءَأيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِى َ إِلَى صِرَاطٍ مّسْتَقِيمٍ )[ آل عمران 100-101].
وقال- صلي الله عليه وسلم-” : من أتاكم وأمركم جميع على رحل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه “رواه مسلم في صحيحه .
خامسا :عدم الانسياق وراء الشائعات خاصة وقت الأزمات .
لقد ابتليت الأمة في أيامنا هذه بكثرة الشائعات التي أودت بحياة العديد من أبنائها ووجدنا أصحاب المصالح الشخصية في الداخل والخارج يروجون لها بشتى الأساليب.
والشائعات من وسائل الحروب والتدمير قديما وحديثا وهي من أخطر الأسلحة ومن أقوي وسائل التدمير المعنوي والمادي للأفراد والمجتمعات والشعوب.
- والشائعة هي: نقل خبر مكذوب أو فيه جزء من الصحة فيضاف إليه ما ليس فيه، وقد تكون الشائعة عبارة عن تهويل الأحداث وتضخيم الوقائع واختلاق الأخبار ونقلها بين الناس ونشرها بين أوساط المجتمع بقصد نشر الفوضى وإثارة الأحقاد وتفريق الصف، وقد يكون سبب نشرها تحطيم الروح المعنوية وبث الرعب وزرع الخوف، لذلك وقف الإسلام منها موقفا قويا وحاسما فحذرا منها، وبين آثارها وأمر بحفظ اللسان ونهي المسلم عن الكذب وقول الزور وحذر من الغيبة والنميمة والقيل والقال ، وأمر بالتثبت من الأقوال والأخبار وعدم التسرع في نقل أي خبر أو كلمة.
فشرع الحدود التي تحفظ للإنسان دمه وماله وعرضه فقال تعالي: “( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)” (الحجرات 6).
الشائعات في المجتمع تعتبر سلاح المرجفين وبضاعة المفلسين وسلعة المنافقين ، فلقد تعرض النبي- صلي الله عليه وسلم – لحرب الشائعات في دينه وفي شخصه وفي عرضه.
فقالوا عنه: ساحر وشاعر وكاهن ومجنون ، وأشاعوا بين العرب هذه الأوصاف ، وفي المدينة تزعم المنافقون بث الشائعات والطعن في الدين وتفريق الصف المسلم وتخذيله وإضعافه، بل فعلوا أكثر من ذلك وأشاعوا حادثة الإفك والطعن في الدين وفي عرض السيدة عائشة- رضي الله عنها- حتي تكفل المولي- عز وحل- ببراءتها ، ففي سورة النور يقول تعالي أنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) ( النور: 11).
وهكذا في كل زمان ومكان تجد أن الشائعة هي اختلاق الأكاذيب ونقل الأخبار الغير صحيحة وتصوير الأمور على غير حقيقتها.
سادسا :الاصطفاف والتكاتف في أوقات الأزمات وتناسي الخلافات.
إن حب الوطن يتطلب منا جميعا أن نتعاون ونتكاتف سويا للنهوض به فالاصطفاف واجب لا خيار للفرد فيه، لأن الفرد جزء من أجزاء مجتمع يؤثر فيه ويتأثر به، فعن أبي موسى عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: (إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) وشبك أصابعه.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ) رواه البخاري.
وقال تعالي ” وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ” (المؤمنون 52).
الفرقة من أخطر الأمراض وأفتكها التي لا تضعف الأمة فحسب بل تهلكها أيضا.
ففي وقت الأزمات الواجب على جميع أفراد الوطن التكاتف وتناسي الخلافات ، فالذئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية ، ويد الله مع الجماعة ، فلابد من الاعتصام بكتاب الله وسنة رسول الله- صلي الله عليه وسلم- قال تعالي : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) ” آل عمران 103
فإياكم والفرقة ، فالفرقة ضعف وانكسار ولخطورة الفرقة قال رسول الله – صلي الله عليه وسلم- : (من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه) رواه مسلم في صحيحه.
وروي عن عبد الله بن عمر، عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (إن الله لا يجمع أمتي، أو قال: أمة محمد على ضلالة، ويد الله مع الجماعة ، ومن شذ شذ إلى النار) .سنن الترمذي، وقال الألبانى صحيح دون ومن شذ، وفي الحديث: (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية)
أو كما قال :التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

الجريدة الرسمية