رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بـ 3 وبس.. قصة انهيار البطيخ ملك الصيف المدلل

فيتو

بالتأكيد شاهدت فيلم سلام يا صاحبي ولو لمرة واحدة في حياتك، ولفت نظرك مشهد المشاجرة بين عادل إمام وسعيد صالح مع مصطفى متولي ممثل "الباشا" في السوق، وهى المشاجرة التي دارت بسبب البطيخ، الفاكهة الأكثر استهلاكا في فصل الصيف وملك الفواكه في هذا الفصل الحار.



أساس المشاجرة كانت بيع بركوتة ومرزوق للبطيخ مقابل جنيهين ونصف الجنيه فقط، وهو سعر لم يرض مصطفى متولي يد الباشا الطويلة في السوق، وبعد أن انفضت المشاجرة بفوز الصديقين أعلنا بيع البطيخ بـ"2 وبس" ابتهاجا بهذا الانتصار الكبير.


وبعد 32 عاما على عرض فيلم سلام يا صاحبي عاد البطيخ ليثير الجدل بسبب سعره المتدنى الذي وصل إلى 3 جنيهات في بعض الحالات كثمن بيع من الأرض لتجار الجملة، وهو سعر متدنٍ جدا لهذه السلعة المطلوبة بكثرة في فصل الصيف، لدرجة تراجع سعرها إلى الحد الذي ذكر في فيلم أنتج منذ 32 سنة.


المهندس السيد حتاتة أحد مزارعي البطيخ في منطقة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ وهي المنطقة المشهورة بإنتاجها المتميز من ثمار البطيخ سواء في الكم أو الجودة، يقول إن هذا العام يشهد إنتاجا وفيرا من البطيخ بشكل أحدث حالة من الركود في الأسواق، بسبب عدم وجود الدراسات المهنية اللازمة من قبل وزارة الزراعة عن احتياجات السوق الداخلي والخارجي من السلع الزراعية، وهو ما أحدث فوضى في الإنتاج تسببت في زيادة المعروض عن الطلب لدرجة أن البعض قدم البطيخ كعلف للماشية في بعض الأماكن.


ولفت حتاتة إلى أن تجار التجزئة الكبار لهم عامل كبير في "تفطيس" سوق البطيخ هذا العام، من خلال التربيطات التي تتم عند عقد مزادات البطيخ في الأسواق الكبيرة كسوق 6 أكتوبر، لافتا إلى أن وصول سعر ثمرة البطيخ إلى 3 جنيهات هو أمر يعود بخسارة كبيرة على المزارع، فالسعر الحالى للبطيخ يجعل المزارع يخرج من الموسم مديونا وليس رابحا، وأن السعر العادل للبطيخة وفقا لتكلفة الإنتاج وإضافة هامش الربحية للمزارع يتراوح بين 7 إلى 10 جنيهات، وحتى مع هذا السعر يجب أن تصل البطيخة إلى المستهلك في حدود 15 جنيها بعد حساب ربح التاجر، لكن ما يتم هو انفلات من قبل التجار الذين يرغبون في ربح 5 أضعاف قيمة السلعة وفي النهاية الخاسر هو المزارع والمستهلك.


وللتدليل على خسائر الفلاحين من زاراعة البطيخ تداول عدد من المهتمين بالشأن الزراعي صورة لفاتورة بيع أكثر من 1500 بطيخة من مزارع إلى أحد التجار، وبعد حساب بعض التكاليف الإضافية كان ربح المزارع من الصفقة 30 جنيها فقط ،أي ما يساوى سعر بطيخة في شادر بقلب القاهرة.


الدكتور محمد على فهيم الخبير الزراعى أكد أن سوق المنتجات الزراعية في مصر يتسم العشوائية وعدم التخطيط من جانب الجهات المسئولة، وهو ما يتسبب في ارتفاع سعر السلعة إلى 500% من قيمتها الحقيقي ،وهو ما لا يحدث في العالم ويتسبب في متاعب كبيرة للمنتجين.

ولفت إلى أن الحفاظ على السوق الزراعية وعلى الأسعار العادلة يحتاج إلى عمل أسواق تطرح فيها السلع الزراعية بالقرب من مواقع الإنتاج، للتقليل من لجوء المزارعين إلى تجار الجملة وتحكمهم في الأسعار.

وأشار إلى أن غياب البيانات الحقيقية والدقيقة للمحاصيل الزراعية، تجعل المساحات المزروعة من سلعة معينة قد تزيد بشكل ملحوظ في أحد المواسم رغبة وظنا من المزارعين في سعر جيد، فيحدث العكس ويطرح الإنتاج بكثرة ويتسبب ذلك في انهيار الأسعار.

Advertisements
الجريدة الرسمية