رئيس التحرير
عصام كامل

بعد خسارة إسطنبول.. صحف إسرائيل تتوقع سيناريو تطبيع الخليفة

المعارض أكرم إمام
المعارض أكرم إمام أوغلو

دراما ضخمة في تركيا، هكذا كان وصف غالبية الصحف العبرية للخسارة الصادمة لحزب العدالة والتنمية في تركيا بانتخابات بلدية إسطنبول، والتي فاز فيها مرشح حزب الشعوب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو.


إسرائيل الموالية لأردغان حاولت أن تجمل خسارة أردوغان وقالت عنها أن الفوز يعبر عن ديموقراطية تركية، وأشارت التقارير العبرية في الوقت نفسه إلى أن الضربة السياسية في إسطنبول هي إشارة تحذير لـ أردوغان بأنه يجب عليه كبح جماح حكمه الاستبدادي.

الخضوع لواشنطن
وتريد دولة الاحتلال أن يرتمي أردوغان في حضنها بعد الهزيمة لأنها ستكون الوسيط الفعال له أمام الولايات المتحدة التي تنتظر تل أبيب أن يخضع لها أردوغان، ويتطلب ذلك، بعض الضغوط وهو ما جعل التقارير العبرية تتحدث عن أنه الآن يبقى أن نرى ما إذا كان أردوغان سيلغي قراره بالحصول على S-400 الروسي، الأمر الذي أدى إلى خلق فجوة مع شركاء تركيا في حلف شمال الأطلسي، قد ترد الولايات المتحدة بقوة إذا لم يتم رفع هذا القرار وكذلك استبعاد تركيا من طائرات إف 35 الجديدة، والتي سوف تثقل أكثر على اقتصاد البلاد، وتتوقع إسرائيل تعزيز العلاقات أكثر على حساب المنطقة والفلسطينيين وتتوقع عقد صفقات بين البلدين لخلق انتعاشة في تركيا من شأنها أن تغطي على خيبته الداخلية.

ويوجد مصالح مشتركة بين أنقرة وتل أبيب، وتجد الأخيرة في الوقت الراهن ضالتها في تعزيز العلاقات مع الجانب التركي في ظل المحنة التي يعاني منها الرئيس التركي وتراجع شعبيته، وخاصة أنه هذا أردوغان الذي أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، مؤخرا، أنه قدم التعزية للرئيس الإسرائيلي، روفين ريفلين في وفاة زوجته، بما يناقض الخطاب العدائي المعلن من الإخوان وأنصارهم لإسرائيل.

أكبر الهزائم
وعلق الإعلام الإسرائيلية على فوز المعارضة التركية قائلًا إن هذه واحدة من أكبر الهزائم لأردوغان وحزبه، العدالة والتنمية، منذ تعيين أردوغان رئيسًا لـ تركيًا، موضحًا أن إسطنبول، التي يبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة، كانت نقطة انطلاق الرئيس أردوغان لمنصب رئيس الوزراء في التسعينيات، بعد أن شغل منصب رئيس البلدية.

وذكرت مجلة "جلوبس" العبرية أن الأخبار السارة من تركيا أمر نادر الحدوث هذه الأيام، لكن بالأمس أعطى الناخبون في إسطنبول الأمل لمن يريدون الديمقراطية في البلاد، فاز أكرم أوغلو من حزب الشعب الجمهوري برئاسة أكبر وأهم مدينة في البلاد، واعترف رئيس الوزراء السابق بن على يلدريم، الذي مثل حزب العدالة والتنمية للرئيس رجب طيب أردوغان، بالهزيمة الليلة الماضية، وأرسل أردوغان نفسه التهاني للفائز.

وأضافت أن الرجل القوى في البلد حاول تركيز السلطة بشكل متزايد في يديه، ما أدى إلى عدم اليقين السياسي والفشل الاقتصادي، فقدت الليرة التركية ما يقرب من 30 في المائة من قيمتها مقابل الدولار في العام الماضي وتستمر في الانخفاض هذا العام، نما الاقتصاد بنسبة 1.3 في المائة في الربع الأول من هذا العام، وهو ما لا يكفي للتعويض عن الركود في النصف الثاني من عام 2018، والآن ارتفعت الليرة التركية نحو 1 في المائة مقابل الدولار.
الجريدة الرسمية