رئيس التحرير
عصام كامل

15 مدينة تحتفل باليوم العالمي للاجئين بمهرجان الغذاء

فيتو

خلال شهر يونيو يقوم مهاجرون ولاجئون بطهي أطباق ووجبات من نحو 150 مطبخا حول العالم في إطار مهرجان "طعام اللاجئين" الذي يهدف لتعزيز النظرة الإيجابية إلى اللاجئين والمهاجرين ومساعدة الطهاة المتدربين على بدء مسار مهني جديد.

وقال على الكريزي، طاهٍ عراقي - لبناني، 29 عامًا، ويعمل في بروكسل: "أنا فخور بالعمل كطاه في هذا المطعم الرائع.. لقد جئت إلى هنا وليس معي الكثير.. كان لدى بعض الخبرة لكن الأمر ليس كما هو عليه اليوم تمامًا."

يقيم الكريزي - اللاجئ القادم من بغداد- في بلجيكا منذ أربع سنوات، وكان يطبخ في بعض الأحيان لأكثر من 200 شخص في المناسبات الاحتفالية، وبعد وصوله إلى أوروبا درس ليكون طاهيًا، وهذا الشهر طُلب منه المساعدة في تصميم القائمة في أحد المطاعم كجزء من مهرجان "طعام اللاجئين".

وقال الكريزي: "أشارك في المهرجان لأني مهتم جدًا بمشاركة التقاليد والأطعمة العراقية واللبنانية مع الآخرين". ويستعمل الكريزي الغذاء كوسيلة عالمية للاتصال: "الكل يحتاج إلى تناول الطعام".

في فترة ما بعد الظهيرة المشمسة من شهر يونيو، أطلق الكريزي قائمة طعام الغداء المطعم والتي تشمل المقبلات، وسمك الدنيس المشوي، والفلافل، والحلويات والمعجنات.

وكانت ردود الفعل بين الزوار إيجابية، وقال أحد الزبائن بعد محادثة مع الطاهي: "عندما يقدم الشخص الذي يطبخ الطعام نفسه إلينا ويشرح ماهية الطعام الذي قام بإعداده، فهذا أمر جيد بالنسبة لنا، ويعطينا صورة إيجابية".

"خطاب إنساني"
وتعد هذه اللقاءات هي جوهر مهرجان طعام اللاجئين والذي انطلق كمبادرة على مستوى القاعدة الشعبية في عام 2016 بهدف تعزيز القصص الإيجابية عن اللاجئين ودعم اندماجهم في بلدانهم الجديدة.

وتم إطلاق المبادرة في باريس لكنها امتدت منذ ذلك الحين إلى 15 مدينة حول العالم، بما في ذلك كيب تاون وسان فرانسيسكو وكوبنهاجن. ويتزامن المهرجان السنوي "طعام اللاجئين" مع اليوم العالمي للاجئين في 20 يونيو.

وقال رافائيل بوموند، منسق المبادرة في بروكسل، إن المهرجان له أهمية خاصة "في هذا الوقت الذي نرى فيه ميلًا سلبيًا نحو اللاجئين"، مضيفًا أن هناك حاجة إلى "العودة إلى الخطاب الإنساني" وأن نتذكر أن وضع اللاجئين يتعلق بالبشر وليس بالأرقام.

فرص عمل
وإلى جانب تغيير المواقف العامة تجاه اللاجئين، فقد كان للمهرجان تأثير شخصي مباشر على العديد من الطهاة. يقول المنظمون إن 59٪ من أصل 157 من الطهاة الذين شاركوا في النسخ الثلاثة الأولى من المهرجان وجدوا فرصًا مهنية، مثل التدريب أو إمكانية افتتاح مطعم خاص، وذلك بفضل المهرجان.

وقالت فاني بوروت، المشرفة على المهرجان في عدد من المدن، إن الطموح الرئيسي بالنسبة للمطاعم المشاركة في النسخ الحالية والقادمة من المهرجان سيكون "التركيز بشكل أكبر على التدريب" والعمل كمرشدين وموجهين للطهاة.

في باريس، يدير المبادرة مطعم لا ريزيدنس La Residence، يتولى أمره طاهي لاجئ جديد كل ستة أشهر. وقال بوروت إنه خلال هذه الفترة، يتعلم الطاهي مهارات مثل كيفية إدارة فريق من الطهاة، مما يساعده في إطلاق مطعمه الخاص.

وقالت بوروت إن الطاهي السوري الذي كان يعمل في لا ريزيدنس عام 2018 يملك الآن مطعمًا في أورليانز جنوب باريس ويحتل الآن صدارة الترتيب على قائمة "تريب أدفايزور TripAdvisor " وأضافت أن المنظمين يودون إطلاق حاضنات مثل لا ريزيدنس في مدن أخرى خلال العامين أو الأعوام الثلاثة القادمة.

ومن المقرر أن يقيم الكريزي في فندق لو ميس Le Mess في بروكسل طوال الشهر. وتعتقد ماري باسكال المديرة في الفندق بأن لدى الكريزي ما يلزم ليكون طاهيًا ببلجيكا في المستقبل، وأنه سيحظى بشعبية كبيرة، وأضافت: "لديه الكثير من الذوق، والكثير من الحساسية، ويحب الطهي كثيرًا، إنه رجل جيد جدًا."

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية