رئيس التحرير
عصام كامل

محمود تيمور: أحمد الصاوي فنان أصيل

فيتو

في مثل هذا اليوم 22 يونيو عام 1989 رحل الصحفى أحمد الصاوى محمد أول رئيس تحرير مصرى لصحيفة الأهرام عام 1952 ــ 1957 بعد أن كان يديرها أصحابها الشوام "سليم وبشارة تقلا وخليل مطران وداوود بركات وأنطون الجميل"، ثم فصل من الأهرام وعاد إلى جريدة الأخبار بكتابة عموده "ما قل ودل".


وفى عام 1973 كتب الأديب محمود تيمور مقالا في مجلة الجديد عن الصحفى أحمد الصاوى محمد قال فيه:

هو ابن باريس وربيبها الأمين، وعاشقها الولهان، وهو في الحق فتاها الأوحد، واذا كنت ممن عاصروا جيل الثلاثينيات وما بعدها فلا بد أن تذكر وترن في أذنيك اسمه الرنان.

أنت مع الصاوى تكسب دائما، ولعل أضخم عمل قام به الصاوى في حياته العملية إنشاؤه دار طباعة عصرية مستوفية أحدث الآلات والمعدات، وفيها طبع كتابين هما الوثبة الأولى، قلب غانية.

يرتدى الصاوى قميصه الحريرى الهفهاف وبنطاله الباريسى الأنيق، منتفش شعر الرأس، يروح ويجيء في لمح البرق متعقبا حركة اختلالات في يقظة وحماس، وفى عينيه بريق فرحة النصر.

إنه شعلة تجديد لا تخبو، لديه رغبة جنونية في أن يستبدل بالقديم المطروق الجديد المبتكر.

لم يكن في عمله يسير بل كان يطير، لقد ركب الصواريخ في عهد ما قبل الصواريخ، وفجأة توقف ذلك النشاط العارم واضطر إلى التراجع وتحصين النفس في حلقة "ما قل ودل" عموده اليومى بالاخبار، القلعة التي استمرت مشعة تنير للقارئ العربى آفاقا من الرأى السديد.

الصاوى ينطوى على روح فنان أصيل ينزع في كل منحى من مناحى حياته نحو الفن الرفيع، إذا أكل كانت صحافة من طراز رفيع ثمين وإذا كتب كان قلمه ثمينا.

أحمد الصاوى محمد الصحفى الهمام إن حب الجمال فيه طبيعة متمكنة.
الجريدة الرسمية