رئيس التحرير
عصام كامل

سرطان وعري!


من أجل مقاومة مرض السرطان الذي يزداد انتشارا في العالم تعرّت نحو ١٨٠٠ سيدة من ملابسها أثناء المشاركة في سباق بالبحر في أيرلندا..

السيدات المشاركات تجردن من ملابسهن بالكامل من أجل غرض نبيل كما قيل، وهو لفت الانتباه إلى خطورة هذا المرض، وضخامة النفقات إلى يحتاجها العلاج والتخلص منه، والمساهمة في جمع تبرعات للإنفاق على علاج المرضى المصابين به.. وقد شارك في هذا السباق البحري سيدات مصابات بهذا المرض الخبيث، وأخريات عولجن وشفين منه.


لكن المفاجاة أنه رغم ذلك، أي تعرى المشاركات في السباق البحري، وهو فعل صادم يطبق القاعدة الميكيافيلية التي تقول الغاية تبرر الوسيلة، فإن حصيلة التبرعات التي تم جمعها في نهايته لم تتجاوز أكثر من ٧٠٠ ألف يورو فقط.. وهو رقم متواضع لا يكفى للإنفاق على بضعة مصابات ممن شاركن في هذا السباق عاريات..

أي أن التعري والتجرد من الملابس لم يحرك سوى القليل من المشاعر تجاه مرضى السرطان، الذين تزداد أعدادهم يوما بعد آخر، وتزداد أيضا معاناتهم يوما بعد آخر، في ظل ارتفاع تكلفة علاجه، بل تحول العلاج إلى تجارة مربحة لشركات ومؤسسات طبية ومستشفيات وأطباء.

إننا نسمع يوميا عن اكتشافات جديدة وعلاجات أخرى غير الموجودة حاليا، خاصة العلاج الكيماوي والإشعاعي والمناعى، ومع ذلك لا أحد في العالم مهتم ومكترث بتنفيذ هذه العلاجات الجديدة وتجربتها والتأكد من فعاليتها لتطبيقها على مرضى السرطان، على غرار ما يحدث في أمراض أخرى، مثل مرض فيروس سي.. فهل تفعلها مجموعة من الدول صاحبة الاقتصادات الناشئة، مادامت الدول المتقدمة لم تفعلها؟!

الجريدة الرسمية