رئيس التحرير
عصام كامل

عبد الظاهر السقا لاعب المنتخب القومى السابق: حققنا بطولة 2010 ونحن مصابون بـ "إنفلونزا الخنازير"



معسكرات الجوهري تشبه الانضمام للجيش.. وكنا بنتحايل عليه علشان يزود لنا "معلقة رز"

أحد أبرز المدافعين الذين عرفتهم كرة القدم المصرية، وكان خير سفير للكرة المصرية في الملاعب التركية، بعدما حصل على جائزة أفضل لاعب في تركيا ثلاثة مواسم على التوالى، كما أنه أحد أعضاء نادي المائة في المنتخب الوطنى بـ112 مباراة دولية.
 إنه عبد الظاهر السقا ابن نادي المنصورة، الذي تُوِّج مع الفراعنة بكأس الأمم الأفريقية أعوام 1998 و2006 و2010، فضلًا عن التتويج ببطولة كأس مصر موسم 2010 -2011 مع فريق إنبي قبل الاعتزال، كما نجح في الوصول للمباراة النهائية لكأس تركيا مرتين على التوالى، وتُوِّج بلقب أفضل لاعب في تركيا مرتين موسمى 2003 و2004.

"السقا" تحدث في حواره لـ"فيتو"، عن كواليس الفوز بـ3 بطولات مع المنتخب أعوام 1998 و2006 و2010، وتفاصيل علاقته بالراحل الجنرال محمود الجوهري، والفرق بينه وبين المعلم حسن شحاتة.. وإلى نص الحوار... 

في البداية، ما الفرق بين جيل 2006 وجيل 2019 ؟
لو ذكرنا أسماء اللاعبين في جيل 2006 سيذكر التاريخ أسماء عظيمة، من بينهم أحمد حسن، ومحمد أبوتريكة، وعمرو زكي، وعماد متعب، والراحل محمد عبدالوهاب، ومحمد شوقي، فمقارنة مع قائمة 2019، فجيل 2006 أقوى بكتير، والجيل الحالي يفتقد روح الحصول على بطولة للمنتخب، على عكس جيلي أنا وأحمد حسن، فقد حصلنا على بطولة كأس الأمم الأفريقية 1998، فضلًا عن وجود اسم عظيم داخل الملعب كان يخشاه الجميع، وهو محمد أبو تريكة، فالمنتخب حاليًا تقتصر خبراته على محمد صلاح لاعب ليفربول، ومحمد النني، لاعب أرسنال الإنجليزي، وأحمد حجازي، وللعلم هناك ضغوط كبيرة ستكون على اللاعبين من جانب الجماهير، خاصة أن البطولة داخل أرضك على عكس أن تقام خارجها، وهو ما يحمل اللاعبين ضغطًا كبيرًا عليهم تحمله، وأيضًا "مش أي حد يلعب على إستاد القاهرة، فوسط حضور الجماهير الإستاد مخيف، والجيل الحالي صعب يتحمل الضغط العصبي".

الكابتن محمود الجوهري ضمك للمنتخب وأنت تلعب في فريق المنصورة.. كيف حدث ذلك؟
فعلا كنت ألعب للمنصورة درجة تانية، وطلب الجنرال محمود الجوهري مقابلتي دون معرفة الإعلام أو أي شخص في الجهاز الفني، وقال لي حرفيًا: "صدق أو لا تصدق أنت ستنضم للمنتخب، وستكون مدافع مصر خلال الـ 10 سنوات القادمة"، وحجز لي غرفة في أحد الفنادق، مع جهازه المعاون من أجل التمرين منفردًا لمدة شهر كامل في السادسة صباحًا، وتدريب آخر مساءً قبل اللعب للمنتخب.
وكل من تدرب على يد الجوهري تعلم الالتزام، فهو كان يشاهد المباراة 11 مرة، حتى يعطي لنا التعليمات عن كيفية مواجهة الخصم، وكان يهتم بكل التفاصيل ولا يترك شيئا للصدفة، حتى شنط ملابس اللاعبين، كما أنه كان يضع لنا الأكل بـ"المغرفة "حتى يطمئن على الكميات التي يأكلها اللاعبون، و"كنا بنتحايل عليه يزود الأرز شوية"، وكان يرفض.

ما الفرق بين محمود الجوهري وحسن شحاتة؟
الجوهري كان رجلا عسكريا لا يعرف سوى الالتزام، كان يريد من أي لاعب الالتزام فقط بالتعليمات دون إضافة أي شيء، فالانضمام للمنتخب مع محمود الجوهري كان بمثابة الالتحاق بالجيش، وعلى الجانب الآخر كان الكابتن حسن شحاتة يعطي الجميع فرصة لإظهار مهاراتهم الخاصة، شحاتة كان يعطينا التعليمات، ولكن يحب إعطاء الحرية للاعبين داخل الملعب، لأن اللعب هو إبداع، ولا يجب غلق مساحة الإبداع للاعبين، لكن الاثنين نجحا وتعلمت الكثير منهما، وهما أفضل من تولى قيادة المنتخب.

أبرز ذكرياتك في بطولة أمم أفريقيا 98؟
أفضل بطولة لي، خاصة أنها الأولى مع المنتخب، فقبل انطلاق مباريات البطولة عقد معى الكابتن جوهرى جلسة منفردة، وقال لي: "يا عبد الظاهر أنا مش هقدر ألاعبك، أنا عندى كمونة ومدحت عبد الهادى ومحمد يوسف، هلاعبك على حساب مين فيهم؟!، أنا هحطك على الدكة عشان أخوِّفهم بيك"، وفى المباراة التالية أصيب محمد يوسف ولعبت بدلًا منه، وفى مباراة بوركينا فاسو، قام باستبعادى من التشكيل، بسبب أن منتخب بوركينا فاسو يلعب برأس حربة وحيد، فقلت له: تحت أمرك يا كابتن.. اللى أنت شايفه، فرد قائلا: "انت من حقك تلعب وأنا جاى أستأذنك قبل ما استبعدك"، فجلست على دكة البدلاء وأنا في منتهى السعادة.. فهل هناك من يفعل ذلك حاليا؟!

حدثنا عن كأس الأمم الأفريقية 2006؟
أصعب شيء لا يمكن تصديقه هو الحضور الجماهيري، وكمية الضغط على اللاعبين الذين تحملوا الكثير من أجل الفوز بالبطولة، ولا أنسى موقف النهائي أمام كوت ديفوار، وتسديد محمد أبوتريكة ركلة الجزاء الأخيرة، فهو كان يقرأ قرآنا طوال ضربات الجزاء، ولم يكن ينظر للاعبين، وعندما جاء الدور عليه قال لي: "شوطها انت"، فرفضت، وقلت له: ده دورك، ولم يكن يعرف أنها الضربة الأخيرة، وفوجئ بأن عصام الحضري يجري عليه، ويقول: كسبنا البطولة.
2006 كانت بطولة خيالية، وأحلم بأن أرى نفس المشهد في 2019، وكانت الجماهير تشجع المنتخب منذ الخروج من الفندق حتى الوصول لملعب المباراة، وكانت هناك حرب على مركز المهاجم بتواجد حسام حسن وعمرو زكي وعماد متعب وأحمد حسام "ميدو".

وماذا عن ذكريات كأس الأمم الأفريقية 2010؟
كانت هناك حالة من الغضب داخل الشارع المصري، بعد توديع كأس العالم أمام الجزائر، نظرًا لأن أغلب عناصر المنتخب كانوا على وشك الاعتزال في هذا التوقيت، وكان الجميع يأمل في الصعود للمونديال مع هذا الجيل العظيم، بينما كان الجزء الآخر يمتلك دوافع الأمل لإعادة البناء مع الوقت، وهناك جيل من اللاعبين الصغار؛ عماد متعب، وحسني عبد ربه، وأحمد فتحي، عمرو زكي، أضاعوا فرصة الصعود لكأس العالم، ومع ذلك كانت هناك روح لدى اللاعبين، خاصة أننا حصلنا على كأس الأمم الأفريقية 2010 في أنجولا ونحن مصابون بإنفلونزا الخنازير، حيث كنت في زيارة لابنتي بتركيا للاطمئنان عليها، والعدوى انتقلت لي من ابنتي قبل يوم من المعسكر، وانتقلت العدوى إلى كل من صافحني، بينما أصاب الفيروس 12 لاعبًا، وخاض بعضهم البطولة رغم الإصابة، وكان حسن شحاتة يدخل الغرف ويقول للاعبين: "مين مش تعبان علشان يلعب"، وبعدها قرر حسن شحاتة عزلي، واختفيت من المعسكر، وتم الاتفاق على إخفاء الأمر عن وسائل الإعلام.
واختتم عبدالظاهر السقا، قائلا: "في 1998 كان الحضري هو أقرب لاعب لي، وفي 2006 كان وائل جمعة يشبهني كثيرا، و2010 كان زيدان هو الأقرب لي، ولكن أحمد حسن هو صديق العمر".





الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية