رئيس التحرير
عصام كامل

قادر أن يفعلها في كل مرة!


عظيمة هي الانتصارات التي حققها جيشنا الباسل، وهي انتصارات سيقف التاريخ أمامها طويلًا بالفحص والدرس والإكبار، مستلهمًا عزيمة الرجال وعبقرية التضحية والفداء..


وإذا كان انتصار أكتوبر 1973 على العدو الصهيوني وأعوانه معجزة عسكرية بكل مقاييس الحروب، فإن انحياز الجيش لإرادة الشعب في 30 يونيو وانتصاره على الإرهاب وتحرير مصر من حكم الإخوان الفاشي، واستعادة هيبة الدولة ودورها الإقليمي والدولي، لا يقل روعة عن انتصار أكتوبر بل هو امتداد له..

ذلك أنه أنقذ مصر من براثن الفوضى التي تجتاح منطقتنا بلا هوادة، ومن احتراب أهلي اكتوت بنيرانه دول مجاورة صارت أراضيها مسرحًا لصراع كوني وحروب بالوكالة تحركها المصالح وتتقاذفها الأهواء.. والخاسر الوحيد للأسف هم العرب الذين تنهشهم النزاعات وتستنزفهم الابتزازات.. وليس اللعب بورقة حقوق الإنسان سوى صورة فجة من صور هذا الابتزاز الرخيص، الذي يستهدف التدخل في شئونهم وسلب مقدراتهم.

سيظل ما قدمه جيشنا من انتصارات موضع فخر يجعلنا نردد مع الرئيس السيسي قوله "إن جيشنا الذي استطاع أن يفعلها مع العدو الصهيوني مرة قادر على أن يفعلها في كل مرة سواء كان العدو ظاهرًا أو خفيًا كما هو حادث الآن..".

ما أصعب ما واجهته مصر من معارك على مدى تاريخها لكن يظل الإرهاب وجماعة الإخوان هما الأكثر صعوبة؛ ذلك أنهما يعوقان حركتنا الطبيعية نحو الاستقرار والرخاء، ومكمن خطورتهما أنهما يتخفيان بيننا بأفكار مغلوطة عن الدين بخلاف ما جرى بعد 1967 من مواجهات خاضتها مصر بجبهة متماسكة على قلب رجل واحد فتحقق النصر رغم شراسة الحروب النفسية للعدو الصهيوني والمساندة الخارجية..

أما اليوم فحروب الجيلين الرابع والخامس أكثر شراسة وتدميرًا، حيث يستخدم أبناء الشعوب ومنظمات حقوق الإنسان والإعلام في إحداث الفتن الداخلية وتدمير الدول من الداخل.. لكن الله حفظ مصر من مخططات أعدائها فتحطمت مؤامرتهم على صخرة الوعي الشعبي، الذي يدرك بكل تأكد ألاعيب الإخوان وال"بي بي سي" و"هيومان رايتس" وغيرها.. حفظ الله مصر.. حفظ الله الوطن.

والسؤال هنا: أليس ما تقوم به القوات المسلحة والشرطة باعتبارهما من ركائز الدولة المصرية يمثل وفق القانون الدولي «أعمال سيادة» قائمة على مرجعيات دولية، لكن تقرير "هيومان رايتس" فضلًا عما يشوبه من قصور شديد في الشأن الحقوقي فإنه أغفل التنمية الشاملة التي تحدث في سيناء، رغم أن الجماعات الإرهابية وتنظيم ولاية سيناء وداعش التي تبنت عمليات في سيناء تتخذ من المدنيين سترا..

وهو ما دفع القوات المسلحة المصرية لمواصلة الحرب على الإرهاب، وهو ما أدي إلى انخفاض ملحوظ في العمليات وهدوء للأوضاع في العام الحالي، وهو ما لم يلتفت له التقرير، الذي لم يوضح نجاح القوات المسلحة وسيطرتها على الوضع في سيناء، والدليل هو هروب "هشام عشماوي" الإرهابي الذي تسلمته مصر من سيناء إلى ليبيا، ومحاولة اعادة تشكيل تنظيميه في ليبيا قبل إلقاء القبض.
الجريدة الرسمية