رئيس التحرير
عصام كامل

المجد للشهداء.. وكالعادة سقط الإعلام!


المجد للشهداء.. نعم المجد لنبلاء مصر من الشباب الطاهر الذي يدفع حياته دفاعا عنا جميعا، المجد للشهداء الذين يتسابقون للفوز بالشهادة من أجل حماية أرضهم وعرضهم من الخوارج الأوغاد..


في الوقت الذي كبر الملايين في صلاة العيد، استشهد عدد من أنبل وأجمل شباب مصر على أيدي الغدر والخيانة والكافرين بالإنسانية والله وبكل شىء، كبر الملايين في صلاة العيد في الوقت الذي زف فيه أرواح عدد من شبابنا إلى السماء، ويكون عيدهم في الجنة بإذن الله، مؤكد كانت صدمة مروعة للجميع، واختلطت المشاعر وارتبكت، ولكنها إرادة الله، أنه اختار عددا من أبنائنا الأنبل والأجمل والأشرف من فينا، لهم الجنة، ولأهلهم الصبر والسلوان.

هذا الحادث الإرهابى الغاشم قلل من الألم أن رجالنا الأبطال، استطاعوا تتبع من فر منهم والاشتباك معهم وقتل أربعة عشر إرهابيا في مساء نفس اليوم، والحقيقة أننى لست مع من يردد أننا أخذنا ثأر شهدائنا، لأن حذاء أي شهيد بألف ألف إرهابى، لا يمكن المساواة بين الأبطال الشهداء وبين الخوارج الإرهابيين، لا يمكن المقارنة بين الأبطال الشهداء النبلاء مع عناصر الكفر بالوطن وبالإنسانية وبالله..

الثأر الحقيقى يوم يتم القضاء على الخوارج الإرهابيين قضاء نهائيا، والاقتصاص منهم بالإعدام رميا بالرصاص، ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه بأن يكون أداة في يد أعداء الوطن، أعداء الحياة، أعداء الإنسانية التي سبقت كل الأديان.

أثناء كتابة هذا المقال –يوم الجمعة– صدر بيان من الداخلية اعلنت فيه أنها استطاعت الوصول إلى أحد مخابئ الإرهابيين وقتلت ثمانية وعثرت على أسلحة ومتفجرات، وذلك في إطار تطهير سيناء من دنس الارهابيين الأنجاس الخوارج، واللهم اكسر شوكة كل من يحاول أن ينال من مصر وأهلها وأمنها، وقوى أولادنا وثبتهم واجعلهم دائما الأعلين.

ولكن لنا عدد من الملاحظات التي يجب علينا أن نضعها في الاعتبار حتى نتعلم، ويرتقى الأداء ليس القتالى ولكن في مواجهة الرأى العام، وأذكر هنا أن مصر بعد نكسة يونيو 67، كانت مصر أشبه بصوان عزاء كبير بطول البلد وعرضها، وكان لابد من استعادة الروح والثقة والإرادة القوية لتحرير الأرض، فكان الإعلام والفن أهم أدوات الوصول للناس، كانت أم كلثوم وعبدالحليم وفادية كامل وفايزة أحمد..الخ ينشدون كلمات من القلب نسجها أحمد شفيق كامل وفؤاد حداد وعبد الوهاب محمد والأبنودى وعبدالفتاح مصطفى..الخ..

وأصبحت الإذاعة فعلا صوتا للمعركة، وتوالت ضربات جيشنا في حرب الاستنزاف فاعتدل الأمر، وأصبح الجميع ينتظر لحظة الثأر الحقيقية بالعبور وتطهير سيناء، من هنا اشير لأهمية الإعلام في مخاطبة المجتمع خاصة في لحظات مهمة وساعات الخطر، نحن الآن في حرب حقيقية أصعب من الحرب النظامية التي ترى فيها عدوك تماما، الآن في حرب مع أشباح تحركها قوى تبدو خفية من الخارج والداخل..

نحن في حرب مع أعداء الإنسانية، ويقف من خلفهم العدو الأول الصهيونية العالمية المتمثلة في الكيان الصهيوني، المتمثلة في تركيا وقطر، المتمثلة في كل دول الغرب التي تريد دائما مصر في حالة عدم توازن، حالة ارتباك، حالة من الفوضى وعدم الأمن والاستقرار، مع هؤلاء جميعا كل فصائل ما يسمون أنفسهم الإسلام السياسي، من الإخوان المجرمين إلى السلفيين، والدواعش ما هم إلا جزء أصيل من هؤلاء..

وللاسف في كل مرة يسقط الإعلام في أي اختبار، في الوقت الذي تصدرت أنباء العملية الإرهابية فجر يوم العيد، كان الإعلام وعلى رأسه التليفزيون في حالة غياب تام، أولا آخر من أذاع خبر العملية الإرهابية وبعد كل شبكات التليفزيون العالمية والمواقع الإخبارية، وفى هذا يسبب لغطا لدى المواطن..

الأمر الثانى، أن برامج التليفزيون سارت كما هي، من مسرحيات واغانى واحتفالات بدون مراعاة استشهاد ثمانية من انبل شبابنا، أقصى شىء قدمه التليفزيون هو شريطة سوداء على جانب من الشاشة، وكأنه بهذا قام بالواجب، وفى اليوم التالى قدم عدة أغان وطنية وكأنها تصحيح لموقف اليوم السابق، ولكن للأسف لأنها لا تزيد على عدد أصابع اليد الواحدة لم تؤثر مطلقا، كيف يعلن الرئيس السيسي أننا في حرب حقيقية ويغيب هذا عن الإعلام أحد أقوى الأسلحة التي يمكن أن تؤثر وتحشد الشعب حول جيشه وقيادته؟!

للأسف كل مرة يؤكد التليفزيون المصرى عجزه وفشله في الأوقات الحرجة، النتيجة أن يتجه المواطن إلى الشبكات المغرضة ويسمع ويتأثر ثم بعد ذلك نوجه اللوم للمواطن.. كيف؟!

أخيرا شاهدت الفيديو الذي زعم الدواعش أنه للعملية الإرهابية، ولو صح هذا الفيلم فإنها يوضح بجلاء أن هناك تخطيطا مخابراتيا دقيقا لتنفيذ العملية، ولا أتصور أنه بعيد عن الكيان الصهيوني، والطريف أن الكيان الصهيونى أعلن اليوم –الجمعة- أنه ضبط شحنات متفجرة كان في طريقها لحماس لإدخالها إلى سيناء، وهذا يجعلنى أتذكر المثل القائل "يكاد المريب يقول خذونى"!

تحية لأبطالنا الشهداء الذين بدمائهم نحيا ويأمن الوطن.. تحيا مصر بدماء أنبل شبابها.. تحيا مصر بصبر أهل الشهداء ودعائهم المستجاب..
تحيا مصر.. والمجد للشهداء!
الجريدة الرسمية