رئيس التحرير
عصام كامل

تقرير بيطري يكشف أسباب نفوق الأسماك في مزارع دمياط


اجرى الدكتور علاء عبد المعطي أستاذ أمراض الأسماك ورعايتها بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة زيارة إلى مزارع الأسماك النافقة في مناطق شطا وعزية البرج بدمياط للتعرف على أسباب النفوق لعد كبير ن أسماك الدنيس والقاروص ذات القيمة الاقتصادية المرتفعة.


وأصدر عبد المعطى تقرير طبي حول زيارته وعملية التحليل والتشريح التي اجراها لمجموعة من الأسماك النافقة وجاء فيه أنه بعد عمل جولة تفقدية للأحواض المصابة ومتابعة سلوكيات الأسماك داخل الأحواض وخارجه وتتبع مصادر الصرف والري، وفحص نسب الأمونيا والأكسجين لعينات المياه المأخوذة من الأحواض المصابة، والسماع لتاريخ الحالات من أصحاب المزرعة أو المربين، وبتشريح بعض الحالات من الأسماك، تبين اعتماد ما يزيد عن 60% من المربين على الغذاء الحي أو المفروم من أسماك" البساريا أو الشبار، أو الجمبرى الدلبى" بدون أي معاملات، و40% وأقل أعلاف بحرية من شركات أعلاف معروفة (بروتين 40%، ودهن17 %).

وأكد أنه تبين وجود ارتفاع حاد في نسب "الأمونيا الكلية" وانخفاض شديد في نسب الأكسجين، وازدياد المادة العضوية "الروبة" بقاع الأحواض، وكذلك ازدياد نسب النمو الخضرى "الطحالب" بالأحواض، كما تبين تحرك الأسماك في أسراب في اتجاه مصدر الري، وقفز الأسماك بصورة مفاجئة فوق مستوى المياه، وجود أعراض عصبية احيانا، وكذلك انخفاض الرغبة في الأكل بينما تبين من الفحص الظاهرى، وجود دكانة شديدة في منطقة العضلة الظهرية لأسماك الدنيس في معظم المزارع، وانخفاض أوزان الأسماك "280-300 " جم، في عمر سنتين (معدلات تحويل منخفضة).

ولفت عبد المعطي إلى أنه وجد أيضًا نحافة شديدة في أسماك القاروص في بعض المزارع بعزبة البرج، واحتقان منطقة الخياشيم والبطن والزعانف، ووجود كثير من حالات الإصابة بقمل السمك "caligus" على جسم الأسماك وفمها وتحت الزعنفة الصدرية، موضحًا أنه في مزارع أخرى بمنطقة شطا لوحظ تأكل الجلد بمنطقة الجبهة لأسماك الطوبارة، وانخفاض معدلات التحويل ونفوق مفاجئ لأسماك القاروص.



بينما أظهرت عملية التشريح، وجود مادة بيضاء اللون مخاطية في معظم أمعاء الدنيس والقاروص، ضمور شديد في الطحال واحتقانه، وتلون الكبد بأكثر من لون "بنى - باهت مصفر - محتقن"، واحتقانات وانزفة بالكلى، التهاب شديد واحتقان بمخ الأسماك المصابة، ووجود رائحة غير طيبة أحيانا بمجرد فتح بطن السمكة.



كما جاء في التقرير أن أسماك "الدنيس والقاروص"، بمزارع عزبة البرج مصابة إصابات شديدة، وآخرى مزمنة بميكروب الفتوتوبكتريوم دامسلى، ويتميز تشريحيا بتلون لون الكبد وضمور الطحال نظرا لتدمير البكتيريا لجهاز المناعة، وكذلك الإصابة الشديدة بميكروب الإنتيروكوكس فيكال، والمرتبط بالأعراض العصبية والدكانة في السماك المصابة.



وأضاف، أن أسماك القاروص والطوبارة بمزارع شطا مصابة إصابات شديدة وأخرى مزمنة بميكروب الفتوتوبكتريوم دامسلى، والمميزة تشريحيا بتلون لون الكبد، وضمور الطحال، نظرا لتدمير البكتيريا لجهاز المناعة، وإصابة شديدة بميكروب الفلافوبكتريوم مارتيماس"تنيسىباكيلوم ماريتمام، الذي يأكل الفم، وجلد الرأس والخياشيم، ويتسبب في حدوث نفوق عالى.

وكشف أنه يوجد كثافات عددية كبيرة بالأحواض تصل إلى 50 ألف سمكة وزن 300جم بحوض مساحة فدان، مما أدى زيادة الأمونيا والمواد العضوية بالأحواض وسرعة انتشار المرض البكتيرى بين الأسماك، محدثا إصابات شديدة ثم نفوق جماعى، واستخدام الكثير من الأدوية الغير مسموح بها عالميا، في علاج الأسماك، بالإضافة لوجود أدوية لتحسين خواص المياه مجهولة المصدر، بلا اسم شركة منتجة، ولا تاريخ إنتاج، ولا تركيبة كيميائية مكتوبة عليها استخدام غير مناسب لبعض المطهرات والكيماويات مثل كبريتات النحاس بجرعات كبيرة جدا، ربما تصل لجرعات سامة، بسبب عدم اتباع بروتوكول علاج سليم، واستخدام بعض المبيدات الحشرية الفوسفورية، الممنوعة أو الزراعية في أحواض الأسماك، مما يؤدى إلى تسمم الأسماك، أو سحب الأكسجين من الأحواض في الصيف.

وتابع: "كما أن فتح بعض الأحواض المصابة على الأحواض السليمة يؤدى إلى انتشار العدوى بسرعة إلى الأحواض السليمة، وعدم جمع الأسماك النافقة من الأحواض بصورة منتظمة، أو القاءها بأعداد كبيرة على الجسور، مما يؤدى إلى تحللها ووصول الميكروب إلى الأحواض مرة أخرى بصورة أشد ضراوة من خلال الطيور، أو الحيوانات الأخرى وعدم اتباع منظومة أمان حيوى وعدم وجود رعاية بيطرية منتظمة لتلك المزارع لاتباعها برنامج طبى وقائى للتقليل من حدوث الأمراض والنفوق".

وأوصى عبد المعطي بزيادة معدلات الصرف والرى ورفع عمود الماء بصورة أو أخرى، وجمع كل الأسماك النافقة بسرعة من الأحواض المصابة وحرقها، أو دفنها في حفرة بعيدًا عن الأحواض، وتغطى بالجير الحى، وإضافة مصدر للأكسجين الحيوى مثل ماء الأكسجين 40-50 % "المستورد" إلى مياه الأحواض المصابة بمعدلات 6.5 -10 لتر توزع تحت سطح الماء، بواسطة جهاز رش، أو يدويا، باستخدام جراكن تفتح وتوزع تحت سطح الماء بطول الحوض.

واوصى عبد المعطي بضرورة إضافة مادة محمضة للمياه لتقليل نسبة الأمونيا بالأحواض، مثل الأموكير بجرعات نحو 250 جم للفدان قد تصل إلى 300 جم للفدان، في الأرتفاعات الحادة للأمونيا، وكذلك إضافة مضاد حيوى" فلوفينيكول" بودرة تركيز 100 % بجرعات 30 مجم / كجم من وزن الأسماك (وزن حى) يوميا لمدة عشرة أيام في العلف، أو في الغذاء المفروم تخلط بالمولاس، أو يستحسن بواسطة "جيلى خاص للخلط"، ويلقى في الأحواض في مواعيد الوجبات، ويمكن تذويب الكمية في كم مناسب من الماء، ثم توزيعها على الحوض كله، إذا كانت الأسماك متوقفة عن الأكل تماما، وهو حل استثنائى لا يمكن الأعتماد عليه، وذلك للقضاء على ميكروب الفوتوبكتريوم والفلافوبكتريوم".

كما أوصى، بإضافة مضاد حيوى "اريثرومايسين فوسفات" بودرة تركيز 100 % بجرعات 70-100 مجم على حسب شدة الإصابة، أو درجة النفوق / كجم من وزن السمك "وزن حى" في العلف، أو الغذاء المفروم لمدة 10 أيام تخلط بنفس الطريقة السابقة، وتخليط الأسماك الكاملة أو المفرومة من البساريا والشبار والدلبى بمسحوق "داى فورمات الصوديوم" أو "البوتاسيوم" أو أي حمض عضوى بجرعات 1كجم/طن علف "أسماك مفرومة" تخلط جيدًا أثناء عملية الفرم، أو تخلط بالأسماك قبل الأكل مباشرة، وتلقى للأسماك بالأحواض لتقليل العد البكتيرى بتلك الأغذية المفرومة، وتقليل فرص تحللها داخل الحوض وتنشيط جهاز مناعة الأسماك وجهازها الهضمى، وتقليل الأمونيا الناتجة أثناء عملية التغذية، وإضافة 1 إلى 1.5 كجم خميرة بيرة مجففة / طن علف أو تجفف، وتوزع على الحوض في حال امتناع السمك عن الأكل، حيث تعمل كمنشط مناعى ومحمض لمياه الحوض.
الجريدة الرسمية