«الألعاب النارية» فتنة شيوخ السلفية.. دعوات تحريمها في الأعياد تنتشر.. إسراف وتضييع للمال أبرز الأسباب.. قيادي بحزب النور : غير مأمونة الاستعمال.. و«الماجد» يوضح شروط اللعب بها
تتفق التيارات السلفية، على ضرورة شغل الأعياد بالطقوس الدينية، والتحلي بالعادات الدينية، التي تغلب البر والصلاة ومودة الأهل، على كل مظاهر الاحتفالات الحديثة، والتي تتصاعد عاما بعد الآخر، حسب الابتكارات والشغف في إسعاد النشء والمراهقين خاصة، وما يصاحب ذلك أحيانا من تهور وأذى للناس.
قائمة محرمات
وتتنوع قائمة محرمات الأعياد، بين كل تيار سلفي وآخر، حسب درجة تفهمهم لعقلية الأطفال والمراهقين، ورغبتهم في الإثارة والضحك، والتسبب في أزمات للآخرين، تحت بند «الهزار» أو السخرية، وهي ممارسات يحرمها العض، ويرى البعض الآخر إجازتها بشروط، سواء من السلف المصري أو السعودي، مهد التيار السلفي.
الألعاب النارية
وفي مصر، يرفض سامح عبد الحميد، الداعية السلفي، التجارة في الألعاب النارية، ويحرم بيعها، لتسببها في ترويع الآمنين حسب وصفه.
ويعتبر «عبد الحميد» أن مثل هذه الطقوس المتوارثة للاحتفال بالعيد، إسراف وتضييع للمال على أذية للناس، عبر المفرقعات والصواريخ، بأصواتها العالية المُزعجة، بجانب أنها غير مأمونة الاستعمال، وقد تؤدي لحوادث وحرائق وانفجارات، وتؤذي السمع والبصر بسبب الشرر المتطاير.
ويرى القيادي السابق بحزب النور، أن الألعاب النارية يتعدى الضرر الناتج عنها إلى الجلد بسبب رمادها، ويوضح أن كثير من العاهات المستديمة وقعت لأناس ليس لهم ذنب، بسبب هذه الألعاب الخطيرة في الأفراح والأعياد، فتقلب المناسبة إلى حزن وغم، بسبب استهتارها بحياة الناس.
بين الرفض والإباحة
تصدي «عبد الحميد» لهذه الموضوعات، يظهر في مصر عن بعض الناس، على أنه تنقيب على أشياء غير ملموسة في المجتمع المصري، ولكن البحث عن فتاوى مماثلة بالإنترنت، ستجد مئات الفتاوى في المجمعات الدينية المختلفة، حسب مرجعية الموقع والقائمين عليه، البعض يرى بوجوب التحريم مباشرة، والبعض يحاول توضيح ضرره، وحكم الشرع في ذلك، وإذا ما كان هناك خلاف حوله أم لا.
ويرصد موقع الإسلام سؤال وجواب، خلافات أهل العلم المعاصرين في حكم استعمال الألعاب والمفرقعات النارية في المناسبات المباحة، ويوضح منهم من ذهب إلى المنع مطلقًا، ومن أجازها بشروط.
ويتصدر قائمة منكري الاحتفال بالألعاب النارية في الأعياد، من رموز السلف، الشيخ محمد بن صالح العثيمين، الفقيه والمرجع الإسلامي، الذي حرم بيعها وشراءها، باعتبارها تضييع للمال، وإضاعة المال محرمة، لنهي النبي عن ذلك، بجانب أذيتها للناس بأصواتها المزعجة، فضلا عن احتمالات تسببها في إشعال الحرائق، إذا وقعت على شيء قابل للاحتراق.
الإجازة بشروط
أما الذين ذهبوا إلى الجواز بشروط، كان على رأسهم الشيخ سليمان الماجد، رئيس القضاء الشرعي بمدينة الأحساء والرياض، وعضو مجلس الشورى السعودي، الذي اعتبر أن الألعاب النارية، شأنها شأن أي شيء آخر، يكون فيه أضرار، وقد يكون فيه بعض المنافع، مطالبا بالحذر الشديد من أذية الناس عن طريق هذه الأصوات، والحذر من أذية الإنسان لنفسه، وطالب الأهالي بالتنبه لأطفالهم، حتى لا يؤذون الآخرين.
ويفرق الماجد بين اللعب في حدود المتاح، وتحجيم الأضرار التي قد تتسبب فيها مثل هذه الألعاب، بإشعال الحرائق، أو تأثير بأي شكل، على الناس في ممتلكاتهم، أو إزعاجهم في منامهم، وبين المطالبة بمنعها، حيث يقصر حق المطلب الأخير، على الجهات والسلطات المختصة فقط، دون غيرها.
