رئيس التحرير
عصام كامل

ماجدة نصر عضو لجنة التعليم بالبرلمان : مصر لم تلحق بركب الثورات العلمية الثلاث السابقة



  • لا مكان في المستقبل للمتخلفين عن ركب التطور
  • نحتاج إلى بنية تحتية وجدول زمني للانطلاق نحو الذكاء الصناعي

"لم نشارك في الثورات الثلاثة، هيصعب عليَّا جدًا ألا نشارك في الثورة الرابعة، بكلَّم نفسي وزملائي في الحكومة والجامعات والشعب المصري، لا يجب أن تفوتنا الثورة الرابعة".. هكذا تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي نصًَّا في مداخلته بجلسة "الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي" في المنتدى العالمي الأول للتعليم العالي والبحث العلمي"، مُبشرًا بأن مصر لن تتخلف هذه المرة عن مواكبة الثورة الصناعية الرابعة، وسوف تعمل جاهدة على ألا تكرر أخطاء الماضى.

أمَّا تعبير "الثورة الصناعية الرابعة" فقد أطلقه "كلاوس شواب" رئيس المنتدى الاقتصادى العالمى بدافوس 2016 ثم راج بعد ذلك في الأوساط العلمية والإعلامية والسياسية في كل أنحاء العالم، كما أنَّ هناك مُسميات أخرى لهذا التحول كـ"الحضارة الرقمية" و"الزمن الرقمى" و"العصر الرقمى" و"عصر ما بعد المعلومات". 

وإذا كانت "الثورة الصناعية الأولى" اعتمدت على البخار، والثانية بدأت بعد اكتشاف الكهرباء، والثالثة دشنتها شبكة الاتصالات العالمية "الإنترنت" والرقمنة البسيطة، فإنَّ الثورة الصناعية الرابعة تعتمد على القدرات الهائلة على تخزين المعلومات الضخمة واسترجاعها والربط وإقامة العلاقات والتشابكات بينها ويرتبط بذلك التقدم المذهل في مجالات الذكاء الاصطناعى والآلات التي تحاكى قدرات الإنسان"الروبورت"، والتكنولوجيا الحيوية والسيارات والمُعدات ذاتية القيادة والطائرات بدون طيار وإنترنت الاشياء وسلسلة الكتل والطابعات ثلاثية الأبعاد والعملات الافتراضية، وجميعها مجالات تعتمد على الابتكار والإبداع وتقوم على التفاعل بين المعلومة والآلة وعقل الإنسان. فهذه الثورة بحق هي ثورة الذكاء أو الثورة الذكية والتي تنتشر آثارها وتطبيقاتها بسرعة مذهلة، وهو ما يطلق عليه البعض "تسونامى تكنولوجيا".. والسؤال.. هل مصر قادرة فعلًا وليس قولًاعلى مواكبة تلك الثورة واللحاق بقطارها، وهل استعدت ذلك في الوقت الذي يواجه التظام التعليمى فيها تعثرات مُخجلة،، وهل الإعلان عن إنشاء كليات ذكاء اصطناعى يكفى لتحقيق الحلم؟ 

هذه الأسئلة وغيرها نحاولُ الإجابة عنها في هذه الحوارات.. حيث قالت النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي في مجلس النواب، إن مصر تأخرت كثيرا عن اللحاق بالثورات الصناعية السابقة، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن لا مكان في المستقبل لأي دول تتخلف عن ركب التطور.

عضو لجنة التعليم والبحث العلمي في البرلمان أوضحت أن انخراط مصر في الثورة الرابعة أمر لا مفر منه، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل تراجع مصر العلمي في السنوات الماضية.. وإلى نص الحوار:

هل بالفعل مصر لم تلحق بركاب الثورات العلمية الثلاث السابقة؟
هذا حقيقي، وأبرز دليل على ذلك أن حال التعليم في مصر مقارنة بباقي دول العالم في مستوى متدنٍ، وهو أمر شديد الخطورة أثر علينا كثيرا في التقدم التكنولوجي مقارنة ببعض الدول المحيطة.

إذن لا مفر من أن نشارك في الثورة الرابعة التي هي قيد الانطلاق الآن؟
بالفعل.. علينا أن نواكب كل تطور حول العالم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لاسيما وأن مصر في مرحلة فاصلة في تاريخها، ويجب أن نكون على قدر التحدي وننجح في خوض هذه الثورة.

وما أهمية المشاركة في هذه الثورة الرابعة؟
العالم كله يتجه للتطور الرقمي والتكنولوجي ولا مكان بعد ذلك للمتخلفين عن ركب التطور، لذا فإن مشاركة مصر في هذه الثورة أمر لا مفر منه ولا بد منه.

بما أن مصر يجب أن تخوض هذه الثورة دعينا نسأل السؤال الأهم.. هل لدينا القدرة والإمكانيات على الدخول في عصر الثورة الرابعة؟
لسنا جاهزين تماما.. ولكن يجب أن تكون لدينا العزيمة والقدرة على البدء في استكمال البنية التحتية اللازمة للمشاركة في الثورة الرابعة، وكذلك وضع جدول وخطة زمنية للمشاركة في تلك الثورة، لأنه في حال تخلفنا عن التطور التكنولوجي لن يكون لنا وجود.

لو وضعنا كل أمام مسئولياته.. هل قام البرلمان بدوره أو جهز بنية تشريعية تساعد في الانطلاق نحو الثورة الرابعة؟
البرلمان قام بدوره المنوط به في صياغة التشريعات اللازمة، فتم إصدار قانون إنشاء الجامعات التكنولوجية، فضلا عن عدد من التشريعات التي تدعم التحول الرقمي، مثل الدفع الإلكتروني، وقانون النقل باستخدام وسائل الاتصال الحديثة وغيره من التشريعات التي تواكب التطور التكنولوجي.

وهل التشريعات في هذا المجال كافية؟
التشريعات جزء من كل في منظومة الثورة الرابعة، حيث يجب أن تقوم كل جهة بدورها، والبداية في صياغة بنية تشريعية متكاملة، ثم تبدأ بعد ذلك السلطة التنفيذية في التطبيق على أرض الواقع، ولكن كل فئات المجتمع يجب أن يكون لها دور في الدخول لهذه الثورة.

وهل الشعب المصري لديه الاستعداد في الدخول لهذه الثورة؟
كل شيء في البداية يكون أمام العراقيل والمعوقات، ولكن من التثقيف والتوعية والتنوير تبدأ الأمور في الوضوح والجميع يقبل بالأفضل، لذلك يجب أن يكون هناك دور لوسائل الإعلام المختلفة وكذلك المدارس والجامعات في توعية المواطنين وتعريفهم بأهمية الثورة التكنولوجية الرابعة، وضرورة المشاركة فيها.

لكنْ هناك تخوف في عدم استعداد الشعب لتقبل هذا التطور؟
التخوف منطفي لاسيما وأن طبيعة المجتمع ترفض التطور في بعض الأحيان، بل وتحدث هناك مقاومة بسبب عدم معرفة الموضوعات في صورتها الحقيقية، وهو ما ظهر واضحا في مشروع تطوير التعليم الذي تتم مقاومته بكل صورة، بالرغم من أنه مشروع جيد ويساعد في تغيير نمط التعليم في مصر.

دعيني اختلف معك في هذه الجزئية.. فلا أحد ينكر أهمية تغيير نمط التعليم في مصر للوصول للأفضل.. ولكن ما حدث من عدم الاستعداد بالكامل لهذا المشروع أصاب المواطنين وتحديدا أولياء الأمور بالإحباط؟
اتفق معك تمام خصوصا في ظل غياب البنية اللازمة لذلك، والمتخوفون من المشروع سواء الطلبة أو أولياء الأمور أو تضررهم من المشروع أمر مقبول، ولكن ما أقصده في ذلك الرافضين من أجل الرفض، أو هؤلاء الذين يقاومون أي تطور.

وهل ستنجح مصر في مواجهة تلك العراقيل والحواجز في الانخراط نحو الثورة التكنولوجية الرابعة؟
بالعزيمة والإصرار والتحدي ستنجح مصر في الدخول لهذه الثورة، ولكن يجب أن يقوم الجميع بمسئولياته.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية