قصة إسقاط أول طائرة فانتوم إسرائيلية في حرب الاستنزاف

سطر نسور مصر البواسل أعظم البطولات في سجل التاريخ العسكري بملاحم إنسانية وبطولات خارقة من أجل تحرير الأرض، ولم يهابوا أبدا الموت، وبعضهم ضحى بنفسه من أجل رفعة الوطن وظل يقاتل حتى آخر نفس، والآخرون حاولوا أن يلتقوا به ولكن كتب الله لهم النجاة، ومن هؤلاء الأبطال العظماء النسر المصري البطل اللواء طيار أحمد عاطف أول من أسقط طائرة فانتوم إسرائيلية وكانت وقتها أحدث طائرة قتال في العالم منحتها أمريكا لإسرائيل حتى تتفوق في حربها على مصر، ولكن سمائنا المحرقة تأبي أن يعصى عليها هدف مهما كان تطوره.

إسقاط الفانتوم:
في عصر يوم 9 ديسمبر 1969 قامت الرادارات المصرية باستكشاف بعض الأهداف الإسرائيلية تقترب من خليج السويس فتم إعطاء الأوامر بخروج تشكيل مكون من 4 مقاتلات طراز Mig 21 والتوجه نحو شمال خليج السويس لدعم المقاتلات المصرية التي كانت في طريق عودتها من مهمة اعتراض ناجحة لطائرة استطلاع إسرائيلية فوق جبل عتاقة.

وأسرع أحمد، ورجاله لإنقاذ الطائرات المصرية عقب علمهم بتوجه 8 طائرات إسرائيلية نحوهم وبعد 5 دقائق، وصلوا إلى مكان الحدث، وشاهدوا 8 مقاتلات إسرائيلية من بينها 4 طائرات كبيرة الحجم وجديدة لم تشترك في قتال من قبل عرف بعد ذلك إنها الفانتوم الإسرائيلية، أحدث طائرة موجودة بسلاح الجو الإسرائيلي، وكانت أول مرة تظهر على الجبهة المصرية.

انفصال عن التشكيل
قام البطل أحمد بحركة التفاف، وانفصل عن تشكيله، وحاول عمل مجموعة من المناورات، جعلته خلف الطائرة الإسرائيلية، فوجه أولًا نيران رشاش طائرته، إلا أن الطيار الإسرائيلي نجح في الإفلات منها، وبعد ذلك، قام أحمد عاطف بعمل مناورة الهجوم الغاطس، جعلته في موضع يستطيع منه التصويب على الفانتوم، فقرر التعامل معها بالصواريخ جو / جوAA-2 Atoll، والتي تعمل بالتوجيه الحراري، فأطلق أحمد الصاروخ الأول الذي اتجه مباشرة إلى مصدر الحرارة القانتوم F4E وإنفجر مباشرة أسفل بدن الطائرة، وتصاعدت من الطائرة الدخان الأسود في إشارة إلى إصابتها.

واستغل "أحمد" الموقف ووجه صاروخه الثاني الذي أصاب الطائرة واشتعلت بها النيران، فأدي إلى تباطؤ سرعة الطائرة، ثم أخذ أحمد عاطف في توجيه نيران رشاش طائرته تجاه طائرة الفانتوم، فأدرك طاقم الطائرة الإسرائيلية (الطيار + الملاح) أنه لا فرار لهم سوي القفز من الطائرة، وبالفعل قفزوا من الطائرة وتم أسرهم بواسطة مروحية مصرية وأخذوا كأسرى حرب.

مكافأة ناصر
في اليوم الثاني توجه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى قاعدة شاوة الجوية وأعطي كلا من الطيار أحمد عاطف والموجه الأرضي للطيار محمد الطباخ، ظرف مكافأة لكل منهما به 500 جنيه مصري تقديرا لهم على عملهم في إسقاط أول طائرة فانتوم في حرب الاستنزاف.

الصدفة
بعد حرب أكتوبر أعطت أمريكا مصر عدد من طائرات الفانتوم وكان الطيار البطل أحمد عاطف أول طيار مصري يحلق بطائرة الفانتوم المصرية بعد أن حصلت عليها مصر عام 1979 ليكون له السبق بإسقاطها في الحرب وقيادتها بعد الحرب.