رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

شيخ المرممين.. حكاية أحمد يوسف مع ترميم مركب خوفو بعد اكتشافها


كشف شعبان عبد المنعم أحمد، مدير ترميم متحف مركب خوفو، أن المركب كشف أثري قيل عنه آنذاك إنه أهم من اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون ، وأصبح اسم المكتشف المصري كمال الملاخ مقترنًا بطابور الأجانب التي كانت تتردد في حقل الآثار المصرية مثل كارتر ومارييت وماسبيرو وشامبليون.


وقال "عبد المنعم": إنه تم اكتشاف المركب داخل حفرة مستطيلة الشكل مغطاة بكتل حجرية ضخمة، وبعد نحو 45 قرنًا من الزمان أزيح الستار عن هذا الكشف الأثري المهم، مشيرا إلى أن المصريين القدماء انهمكوا ليدفنوا مراكب الشمس، والعمال المصريون المحدثون انهمكوا لرفع النقاب عن تلك المراكب العجيبة التي دفنها القدماء منذ آلاف السنين، وأطلق اسم مراكب الشمس على مراكب خوفو التي اكتشفت بجوار الهرم الأكبر وصاحبها هو الملك خوفو ثاني ملوك الأسرة الرابعة (2650ق.م).

وأضاف مدير ترميم متحف مركب خوفو: كانت قصة الكشف والتي بدأت منذ عام ‏1944،‏ خلال زيارة الملك عبدالعزيز آل سعود للهرم في صحبة الملك فاروق، وهما يستقلان العربة الملكية التي تجرها الخيول‏، وكان يشرح لهم المنطقة الأثرية العالم الفرنسي مسيو درويتون مدير مصلحة الآثار في ذلك الوقت، وأثناء مرور العربة الملكية خلف هرم خوفو،‏ لاحظ العاهل السعودي وجود رمال وأحجار بارتفاع شاهق بجوار ضلع الهرم الجنوبي‏، وأشار بذلك إلى الملك فاروق،‏ والذي أعطي بدوره أمرا لـ "درويتون" بإزالة تلك الرمال والأحجار‏، وفعلا اعتمدت مصلحة الآثار مبلغ ‏(‏خمسين جنيها مصريا‏)‏ للصرف على عملية النظافة‏، وبعد أن تمت إزالة ما يقرب من ستين ألف متر مكعب من الأتربة والأحجار‏، ظهرت بقايا السور الأثري الذي كان يحيط بالهرم، وهو جزء من المجموعة الهرمية للهرم الأكبر، وكلف بالعمل بعد ذلك مدير أعمال المنطقة المهندس كمال الملاخ، والذي كان حاصلًا على دبلوم دراسة الآثار المصرية،‏ وكان يعمل معه جرس يني(رئيس العمال)‏.

وبدأت أعمال الحفائر حتى ظهرت حفرة مستطيلة نحتت في الصخر طولها نحو واحد وأربعين مترا‏، وعرضها ثلاثة أمتار، ومغطاة بكتل حجرية ضخمة، وتنتهي بثلاث قطع صغيرة، جعلها المصري القديم مفتاحا لزحزحة الأحجار بسهولة‏، ‏وقام كمال الملاخ بعمل ثقب صغير، واستطاع من خلاله أن يشاهد ما هو موجود بالداخل، ثم قام بإذاعة الخبر عبر وكالات الأنباء، وأصبح بسرعة البرق الخبر الرئيسي في كل مكان في العالم‏،‏ وذاع صيت الملاخ إلا أنه حقق معه بعد ذلك، وتم خصم خمسة عشر يومًا من راتبه‏، وكان ذلك خيرًا على الملاخ، حيث ترك مصلحة الآثار وعمل بالصحافة‏‏ إلا أن الآثار ظلت عشقه الأول طوال حياته.

وعثر على المركب مدفونًا داخل الحفرة سنة 1954، ووجد مفككًا إلى 650 جزءًا، وتتكون من 1224 قطعة مرصوصة ومرتبة بدقة وعناية شديدة في 13 طبقة داخل حفرة صخرية يبلغ طولها 31 مترًا وعرضها 2.60 مترًا وعمقها 3.50 مترًا.
 

وظل المركب تحت الترميم والتركيب حتى 1961 أي ظل لمدة سبع سنوات كاملة بعد العثور عليه، على يد المرمم صاحب الأصابع الذهبية‏،‏ العبقري أحمد يوسف‏،‏ ومهاراته ونجاحه في أن يعيد تجميع مركب خوفو المكتشفة، ثم استمرت عمليات الترميم عشرين سنة أخرى، لمعالجة الأضرار الجديدة التي لحقت به، حتى تم افتتاح المتحف المخصص لعرض المركب رسميًا في ‏6‏ مارس سنة 1982‏.

ويبلغ طول المركب 43.3 مترا ويبلغ أقصى عرض 5.9 مترًا وأقصى ارتفاع للمقدمة 6 متر وترتفع المؤخرة إلى 7.5 مترًا وعمق غاطس المركب 1.78 مترًا، ووزن المركب نحو 45 طنًا.

وكانت إدارة ترميم متحف مركب خوفو خصصت قاعة خاصة تضم مراحل عمل المرمم أحمد يوسف الذي تولى تجميع وترميم المركب الأثرى، وذلك إرساء لقواعد التوثيق الأثرى، والتأكيد على دور المرمم الراحل أحمد يوسف، الذي يتخذه كل المرممين مثالا يتعلمون منه أصول المهنة، التي طبقها بشكل جيد واحترافي في استخراج وترميم المركب.
Advertisements
الجريدة الرسمية