رئيس التحرير
عصام كامل

"الكتيبة 35 فهد".. ملاحم أرعبت العدو في ميدان القتال


بمناسبة ذكرى انتصارات الجيش المصري على العدو الإسرائيلي في العاشر من رمضان. لا نستطيع أن ننسى أبدا "عفاريت عبد الجابر" فقد شكلت الكتيبة 35 فهد من الفرقة 16 اللواء السادس بالجيش الثاني في حرب أكتوبر ملاحم بطولية تاريخية.


الكتيبة 35 فهد تحت قيادة اللواء أركان حرب عبد الجابر أحمد استطاعت وحدها تكبيد العدو الإسرائيلي خسارة لم يتوقعها أحد برغم تفوق معدات العدو العسكرية والتكنولوجية إلا أنها دمرت 140 دبابة باستخدام صاروخ ساجر البسيط بالنسبة لهم أو بالآربي جي.

عفاريت عبد الجابر
اشتهرت الكتيبة باسم "عفاريت عبد الجابر" وآكلة الدبابات وهذا الاسم اطلقه عليها الكاتب والمراسل العسكري بحرب أكتوبر جمال الغيطاني.

استطاعت الكتيبة تحت قيادته أن تنتقل من موقع إلى موقع في خفة وبراعة وتكبد العدو خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات ومن أشهر أبطال الكتيبة البطل عبد العاطي الذي دمر وحده 23 دبابة والبطل إبراهيم عبد العال 18 دبابة والبطل بيومي أحمد عبد العال 18 دبابة.

شهادة إسرائيلية
وفى شهادة إسرائيلية عن إحدى المعارك التي قادتها الكتيبة بقيادة المقدم البطل عبدالجابر أحمد على وقتها حكي قائد مدرعات إسرائيلى اسمه بارى شامير عن لحظات الرعب والجحيم في مواجهة "عفاريت عبدالجابر" فيقول: "كنا سعداء ومطمئنين عندما اكتشفنا أن الأهداف التي تواجهنا هم رجال المشاة وليست المدرعات. كان ذلك بالنسبة لنا مفاجأة مطمئنة. حتى إن أحد رفاقى في الدبابة قال بصوت عالٍ إن هذا انتحار من جانبهم، إن المصريين ينتحرون بهذه الطريقة. ما إن بدأت المعركة حتى تصورنا أنه ما دام شريط المدفع الرشاش في الدبابة يفرغ الرصاص فإن الجنود المصريين يسقطون فوق الرمال".

وأضاف: "لكننى لاحظت أن حركتهم الجماعية لا تهدأ أو تتوقف، كانوا كالعفاريت. لم أنتبه لما يحدث، كنت منهمكا في إلقاء قذائف المدفع الفارغة إلى الخارج، وشعرت فجأة بالنار تشتعل في مؤخرة المدفع، واعتقدت في البداية أن قذيفة انفجرت في بيت النار، ولكننى شعرت آنذاك بحرق في ذراعى، واستطعت أن ألقى بنفسى إلى الخارج من المؤخرة التي كانت لحسن الحظ مفتوحة، وتدحرجت بضع مرات على الرمال. اشتعلت النار في دبابتى، وشاهدت قذائف نارية مشتعلة تتنزه في الصحراء، وهى تنطلق من قلب الرمال. اقتربت مع رفاقى الذين كانوا قد قفزوا معى من دبابتنا المشتعلة وأنزلنا منها جالون الماء وانتزعنا المدفع الرشاش من برجها وحملنا معنا القنابل اليدوية وقنابل الدخان".

وتابع: "كانت أيدينا كلها قد أصابتها الحروق، كنا مذهولين، وبكى رجل المدفع وكنا لا نزال عاجزين عن فهم ما يحدث، اختبأنا خلف تلال الرمال، وكنت أفكر طول الوقت في هذا الصاروخ الغامض، لم أكن أعرف بعد ماذا يسمونه، ولا أنه عندما يخترق الدبابة يولد موجة من الحرارة تزيد على 1000 درجة مئوية، وأنه يدمر أجهزة الدبابة، وإحراق كل من يجلس فيها".

يعترف شامير في النهاية: "لم يكن حظ الدبابات الأخرى في سريتى بأفضل من حظنا، لقد تم تدمير كل دبابات السرية".

وحصل كل رجال كتيبة عبد الجابر على أوسمة ونياشين الشجاعة على ما فعلوه من تدمير أسلحة العدو وروحه المعنوية عندما وجدوا الأبطال يصعدون أمامهم الدبابات من الخلف أو الأمام.
الجريدة الرسمية