رئيس التحرير
عصام كامل

معركة الاعتكاف.. «دينية البرلمان» تطالب بمنع السلفيين من الاعتكاف بالمساجد.. تستدعي الأوقاف للتدخل وممارسة صلاحيتها في محاصرة الأفكار المعادية للوسطية.. وباحث: المنع بشروط أفضل والدولة أولى


أعادت لجنة الشئون الدينية بالبرلمان، التيارات السلفية لواجهة الأحداث من جديد، بعد مطالبتها على لسان الدكتور عمر حمروش، أمين سر اللجنة، بضرورة تكثيف العمل من خلال مديريات الأوقاف في المحافظات، ومنع اعتكاف التيارات السلفية بالمساجد خلال العشر الأواخر من رمضان.


مواجهة مطلوبة
ويتخد «حمروش» مواقف صلبة ضد إعادة تمكين التيارات الدينية من المساجد؛ فالسلفيين من وجهة نظره، يستغلون المساجد وأجواء الاعتكاف، للاختلاط بالعوام في مثل هذا الشهر، والترويج لأفكارهم، واستقطاب الشباب، مما يستدعي وزارة الأوقاف للتدخل، وممارسة صلاحيتها في منع السلفيين، والجماعات الإسلامية من التواجد والانتشار بالمساجد، ومحاصرة الأفكار المتطرفة، المعادية للفكر الوسطى الصحيح، ومنعها من السيطرة على عقول الأجيال الجديدة.

ما يطالب به حمروش، واللجنة الدينية بالبرلمان، ليس جديدًا، بل أصبح معروفا في المنطقة، فالاعتكاف ضمن أهم أدوات الاستقطاب، والتجنيد في صفوف الجماعات الإسلامية المختلفة وعلى رأسها السلف، لذا لجأت العديد من الدول العربية لمنعه تماما، أو إباحته بشروط قاسية.

وتمنع دولة مثل المغرب الاعتكاف في عدد من المساجد، خلال الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان، وخاصة في مدن شرق البلاد، المدججة بالتيارات السلفية، والتي ترفض الالتزام بالقانون، والحصول على ترخيص مسبق، من وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية قبل الشروع في الاعتكاف.

وتشترك الأوقاف المغربية، تقديم طلب خطي من المصلين، مرفق بصور هوايتهم الشخصية، وتحديد المساجد التي يرغبون بالاعتكاف فيها، في ظل انتهاكات الإسلاميين بالمساجد، وتحويل الشعائر إلى ممارسات سياسية، لتحريض الناس وسط هذه الأجواء على النظام السياسي.

الرفض بشروط أفضل
من ناحية أخرى، يرى منتصر عمران القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، أن مطالبة اللجنة الدينية بمجلس النواب بمنع السلفيين من الاعتكاف في المساجد، لايصح قانونًا، زاعما أنه تمييز بين أبناء الشعب، بما يخالف الدستور.

ويؤكد عمران، أن الاعتكاف سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يفعلها حتى توفاه الله، وكذلك تقول عائشة في الصحيح من الأحاديث، مردفا: إذا كانت هناك احترازات الأمنية، فيجب تحديد الشروط المطلوبة، ومنها أن لا يعتكف إلا بضمانات منها تقديم طلب مشفوع بمستنداته من رقم قومي، مع الاشتراط عليه أن يلتزم بسنة الاعتكاف من قراءة قرآن، وأن لا يستخدم الاعتكاف لأغراض أخرى سواء سياسية أو غيرها بعد أن يوقع على تعهد بذلك.

ويرى القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، أن العمل في النور لا خوف منه، ولا سيما أن الدولة أصبحت قوية جدا، ولديها القدرة على مراقبة كل شيء، مردفا: ليس هناك ما يمكن الخوف منه، فمن يتصرف على نحو غير قانوني، سواء كان عنف أو غيره، سيكشف أمره، موضحا أن الإخوان تستخدم مثل هذه القوانين، ذريعة لاتهام الدولة بمحاربة الدين، مضيفا: فلنكن نحن احرص على الدين منهم.
الجريدة الرسمية