رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

د"أنطون صبحى".. وفساد أساتذة الجامعات!


المجتمع المصرى إلى أين يسير!؟ هل اختفت العشوائيات في كل شىء!؟ هل اختفى التوكتوك الذي أراه أحد صور التخلف والعودة للوراء!؟ هل أصبحت شوارعنا نظيفة وتم حل مشكلة القمامة؟ هل.. وهل.. وهل!؟


المجتمع لا يتغير، وكل المظاهر تؤكد أن التغييرات الحادثة للأسوأ، قرأت مقالا لأستاذ الفلسفة بجامعة طنطا د.أحمد سليم أراه خير معبر عن حالة الفساد التي نعيشها، وفى حماية الدولة، كتب يقول: دعوة للضحك أو للبكاء..

حكى زميل في إحدى الكليات العملية بجامعة إقليمية، أن أستاذا مشرفا على طالبة من الهيئة المعاونة حين اقترب موعد مناقشتها للدكتوراه، قال لها لابد أن تزغطى ٣٠ دكر بط من أجل العزومة. ولأن الطالبة في موضع ضعف زغطت البط، وفى موعد المناقشة عملت عزومة بثلاثين دكر بط، حضر الزملاء ليأكلوا وأخذوا معهم لأولادهم ما تبقى من دكر البط المتزغط. ولكن الطالبة بعد حصولها على الدكتوراه ظلت تكن الكراهية للأستاذ الذي أجبرها على فعل ذلك.

وبالمقابل ففى كلية نظرية بجامعة إقليمية كان الأساتذة يتبارون لدعوة الباشا العميد على كل مناقشة، وكان العميد يلبى دوما، وحين يذهب إلى العزومة يطلب دوما موزة ضانى، ظل العميد يأكل الموزة الضانى حتى سدت مراوحه وقفلت شرايينه.. وكان ما كان. وكان زملاؤه يتندرون في الأروقة عليه، العميد أكل ييجى عجل أثناء فترة عمادته..

أكتب هذا الكلام الذي يدعو للضحك أو يدعو للبكاء، لأنه بات من الطبيعى أن يفرض بعض المشرفين على الطلاب أماكن العزومات وعدد المعزومين وتكاليف باهظة على حساب الطالب، وأنا أسأل كيف تكون لجنة تحكيم رسالة وهى أشبه بلجنة قضائية تفصل في الحكم على رسالة موضوعية، وهى تنتظر الذهاب لتناول الطعام على حساب الطالب.

ظاهرة سيئة بالجامعات المصرية، تنم عن مدى حال التدنى الذي وصلنا إليه، والذي أدى إلى انهيار سمعة الدراسات العليا.. وهذا أمر يحتاج إلى مقاومة، لابد في النهاية أن أشيد بأن هناك أساتذة محترمين بالجامعة، يرفضون هذا ويقومون بدعوة زملائهم على الطعام على نفقاتهم الخاصة، وهؤلاء في الغالب قلة شديدة الاحترام بالجامعة.

انتهى مقال د.أحمد سليم الغيور جدا على الجامعة، والأكاديمى الذي كان يعمل في أرقى مهنة وهى التدريس في الجامعة، ولى قصة  كنت شاهدا عليها، حينما حضرت مناقشة درجة الماجستير لإحدى بناتى اللاتي عملن معى في وزارة الثقافة، وبعيدا عن تردى مستوى المناقشة، فوجئت بعدها أن الطالبة تروى لى شىئا مقززا..

أولا إحدى المناقشات من الإسكندرية، وحتى تحضر قامت الطالبة بحجز ودفع تكلفة سيارة من شركات السياحية ذهابا وإيابا، ثانيا تكلفة البوفيه منذ حضور اللجنة حتى انصرافها على حساب الطالبة، ثالثا الغداء من مطعم معين وطلبات معينة!

هذه القصة كنت شاهدا عليها فسألت نفسى ماذا يتعلم الطالب من هؤلاء؟ هل هؤلاء يمكن أن يعلموا الطلبة شيئا إيجابيا في المجتمع؟

وهنا تذكرت الدكتور "أنطون صبحى" أستاذ الكيمياء في فنون تطبيقية، الذي كان يركب أتوبيس الطلبة معنا ويغير في التحرير ليركب أتوبيس 200 المتجه إلى شبرا بكل تواضع وحب، وبالرغم من كبر سنه، لم يكن له كتاب، ومن المحاضرات يأتى الامتحان، والأكثر من هذا أن الدكتور "أنطون صبحى" كان يعلمنا التكافل الإنسانى في كل المناسبات، قبل رمضان لابد من تجميع مبلغ للقائمين على نظافة المدرج والمعمل، بشكل لطيف وجميل وفيه بهجة..

هذا نموذج نفتقده الآن، القدوة التي تساهم في بناء الإنسان، بناء العقل، تنمى المشاعر الإنسانية النبيلة، والمثير للاندهاش أن الدولة لا يعنيها هذا الأمر، الفساد يراه الجميع ويتجاهله أو يشارك فيه، الجامعات لم تعد تصدر إنسان متعلم أو يحمل رقيا، الجميع يرى قلة الذوق في المواصلات، حيث يقف الرجل المسن والسيدة الحامل ويجلس الطلبة بلا حياء أو إحساس.

كم نحن نحتاج إلى بناء الإنسان، نحتاج إلى حرب ضروس على كل مظاهر التخلف والجهل، وإلا لن يبق منا سوى عقول جاهلة. نحتاج  إلى ثورة حقيقية توقظ الضمير فينا.. توقظ الدولة التي تختار الفاشلين في كافة مفاصل الدولة

نحن مصر.. التاريخ.. الحضارة.. بحق وليس ادعاء، وعلينا أن نكتب تاريخا جديدا يضاف إلى تاريخ أجدادنا الفراعنة، إنهم لم يبرعوا في البناء فقط، بل في الطب لدرجة عمل عمليات في المخ، الفلك، الهندسة التي بها تم بناء الأهرامات..إلخ

وتحيا مصر.. مصر التاريخ والحضارة.

تحيا مصر.. مصر البسطاء في كل حواريها ونجوعها.

تحيا مصر.. النبيلة دائما مع الإنسانية.




Advertisements
الجريدة الرسمية