رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

اللواء مصطفى بدر أحد أبطال نصر أكتوبر: الاستعانة بخريجي المؤهلات بعد جولة 67 أدى لبناء القوات المسلحة على أساس علمي




◄التحقت بالقوات المسلحة كي أعيد الكرامة مع أبناء جيلي والثأر من العدو الإسرائيلي المغتصب

◄لن أنسى أبدا العلم الإسرائيلي وهو يرفرف على أرضنا المغتصبة سيناء لمدة سنة و3 شهور

◄الرئيس السادات هو بطل الحرب والسلام الذي أعتز بدوره في استعادة الكرامة والأرض



السماء المحروقة اللقب الذي أطلقه العدو الإسرائيلي على رجال وكتائب الدفاع الجوي، الذين أشعلوا طائرات العدو في السماء، وحولوا ذراعهالطولي أو القوات الجوية الإسرائيلية إلى مجرد طائرات للدفاع فقط، بعيدا عن شاطئ قناة السويس بمسافة 25 كيلو مترا، ومن يقترب منها لا يرى سوى صواريخ الدفاع الجوي تلهث وراءه وتصطاده وتحوله إلى كتل من اللهب.

بمناسبة ذكري انتصار العاشر من رمضان كان لـ"فيتو" هذا اللقاء مع اللواء مصطفى بدر أحد أبطال الكتيبة 431 دفاع جوي بحرب أكتوبر، الذي بدأ كلامه قائلا: لن أنسى أبدا مرارة الهزيمة في 5 يونيو 67، والتي أجلت امتحاني في كلية العلوم إلى ما بعد الحرب بشهرين، بعدها طلبت القوات المسلحة من خريجي كليات العلوم والهندسة الالتحاق بها، وتم التدريب في مدرسة المدفعية المضادة للطائرات، وقضينا فيها فترة التدريب، ثم تخرجنا في الكلية في شهر يوليو 67، وتم توزيعنا للعمل بالوحدات على صواريخ سام 2، ولا أحد ينكر دور الرئيس السادات بطل الحرب والسلام الذي اتخذ قرار العبور لأشرف أنا وجيلي من الضباط والجنود بتحرير أرض سيناء والأخذ بالثأر.

*المهام التي كلفت بها في وحدة الصواريخ سام ؟
تم تعييني ضابط توجيه، بمعني القيام بتقدير الهدف وتحديد نوعيته ثم كيفية التعامل معه، وتم الحاقي بإحدى الوحدات بأسوان للتدريب الشاق على تتبع الهدف، بعدها تحركت وحدتي إلى الدلتا، وبالتحديد منطقة بورفؤاد في بورسعيد، تحديدا في 17 أغسطس عام 1972 هذا الموقع يطلق عليه الكارنتينة، وفي الجهة المقابلة منطقة رأس العش، ويرفرف عليها العلم الإسرائيلي على شاطئ القناة.

 لا يعلم أحد مدى المرارة والألم لي، ولأبناء كتيبتي عندما نصعد فوق التبة ونشاهد هذا العلم، إحساس لا يمكن مهما قلت من كلمات أن أستطيع وصفه أبدا، وكل واحد فينا يتمنى القفز في القناة، وإحراق هذا العلم وذبح كل جندي إسرائيلي يتحرك أمامنا، وهو يرتع في أرضنا المقدسة بسيناء التي اغتصبها في غفلة من الزمن، سنة و3 شهور وأنا أتمنى وأنتظر الثأر الذي كنت أعلم أنه سيكون قريبا، وهو ما كان يصبرني أنا وزملائي ونواصل الليل بالنهار في التدريب لكي نواجه هذا العدو وننتصر عليه، ولكن الثأر لم يكن شخصيا بل جماعيا.

*هل علمت بيوم العبور قبلها؟
لم نكن نعلم بساعة الصفر، لكن قائد الوحدة المقدم محمد منير عبد الحي كان يعرف قبلها بساعات، حتى إنه قام باستدعائنا يوم 5 أكتوبر التاسع من رمضان ليلا، وحدثنا عن استعداد بعض الأجهزة، لأن هناك مشروعا سوف تقوم به القوات المسلحة مستخدمة الطيران، وقمنا بإعداد الأجهزة التي لم تأخذ سوى ساعة، ثم خرجنا لمدينة بورسعيد وتسحرنا وعدنا للوحدة للنوم.

*صف لي كيف كان شعوركم عندما عبرت الطائرات المصرية إلى سيناء لتضرب قواعد العدو الإسرائيلي؟
يوم السادس من أكتوبر العاشر من رمضان الساعة الثانية ظهرا رأينا الطائرات تمر فوق الموقع متجهة إلى سيناء، فاستغربنا وهرولت إلى قائدي أسأله قال الحرب بدأت يا مصطفى، ورأيت على وجهه فرحة لم أشاهدها من قبل، وهللنا الله أكبر الله أكبر على كل معتد، ورأيت العلم الإسرائيلي الذي كان يبعث علينا الاستفزاز وهو يسقط ويحترق من الضربات الجوية، وكان أول اشتباك قمت به أنا ووحدتي الساعة الثالثة وعشر دقائق قمنا بالاشتباك مع إحدى طائرات العدو، وأسقطناها وأسقطنا الثانية الساعة العاشرة ليلا، وهكذا بدأت الحرب ثم نفذنا خلال 3 أيام 13 اشتباكا أسقطنا خلالها 13 طائرة.

*أهم ذكرياتك عن الحرب؟
يوم العاشر من أكتوبر مع أول ضوء هرول الجميع إلى خارج الحجرة بعد سماع انفجار عظيم، وحمدنا الله أنه لم يصب أحد، ووجدنا أن السواتر الرملية قد سقطت، وجلس الجميع لالتقاط الأنفاس، وفى الخارج وجدنا حفرة عميقة مملوءة بالمياه مكان سقوط وانفجار القنبلة وجمعنا الأفراد، وأكدنا عليهم جميعا ضرورة الراحة نهارا، لأن العمل الشاق سيبدأ بعد آخر ضوء، وعلمنا أن هوائى الاتجاه وكابينة التوزيع قد وصلا إلى منطقة الانتشار ،  ولم يبق غير كابل إرسال الأوامر، الذي أكد كبير المهندسين الرائد الحفناوى أنه موجود في الاحتياطي، واستمرت الغارات طوال النهار، ولكن ليست بكثافة يوم 8 ، حيث تبين إنه تم الهجوم في ثلاث موجات الأولى بقوة ٢٠ طائرة ، والثانية والثالثة بقوة ٥٥ طائرة، وأعتقد أن الهدف كان عزل بورسعيد، واستغلال النقاط التي لم تسقط في قطاع بورفؤاد في عمل إنزال بحرى، أو إسقاط جوى، والاستيلاء على المدينة كرد اعتبار للعبور المصرى العظيم، ولرفع الروح المعنوية المنهارة للشعب الإسرائيلى، ولكثرة الخسائر والاستعادة الجزئية للصواريخ المضادة للطائرات جعلته يستبدل هذه المهمة بثغرة الدفرسوار هذا من محض تفكيرى، بعد كل هذه السنوات الطوال علمت أيضا أن كتيبة عصمت بشير ٤٢٥ ، والتي كان رئيس عملياتها قد وصلت إلى بورسعيد، وقد تم استبدال قائد الكتيبة بالرائد الحسينى عبد الحميد قائد الكتيبة ٤٣٤ وسيقومون باحتلال موقع قطاع بورفؤاد وهو شرق المدينة بعشرة كيلومترات، وطريق الوصول إليه غاية في الصعوبة، وتبعد فقط 10 كم عن المواقع المحصنة المعادية، كما أن موقع المزرعة في مقابر بورسعيد والذي كان محتلا بواسطة الكتيبة ٤٦٣ كتيبة صلاح عامر ومحمد عبد العظيم وأحمد سعد تم احتلالها بواسطة كتيبة احتياطي قائد القوات الكتيبة ٤١٨ بقيادة الرائد أيمن سيد أحمد حب الدين وفقهم الله جميعا في حماية سماء هذه المدينة المصرية الباسلة القوية.

وأعدنا بناء سواتر الشكاير داخل الدشمة، وتأكد مجدى يسرى من سلامة توصيل كابلاته، وراجعنا دشمة الهوائيات حتى نتأكد أنه لا توجد موانع للاحتلال، وكانت الوجوه باسمة مشرقة، وكانوا يتبادلون القفشات والنكات وسعادتهم لا توصف كأنهم يجهزون لحفل عرس لأحد الأحباب، ومع آخر ضوء انتهى الصائمون من الإفطار والمدخنون من التدخين، وصلى الجميع المغرب أمام الدشمة وانضمت إلينا سرية الرشاشات بكامل رجالها إلا أطقم قتال مخفضة وأطقم الحراسة تحت قيادة عبد العزيز العابد رئيس عمليات الكتيبة، و وصل رتل الهوائيات ومن خلفه المولدات وكابينة التوزيع وكان إحساسي وأعتقد إحساس جميع الضباط والأفراد هو السعادة، وأدخلنا كابينة الهوائيات مكانها، وصعد على ظهرها مصطفى درويش ومجدى فؤاد وإبراهيم وعبد الحى ومصيلحى شباب زى الورد.. واكتملت الصحبة بوصول الونش، وبعده مقطورة الشبكة وبدأ العمل كما تعودنا وانتهى الفريد وارتينا وسعودى سريعا من إدخال معداتهم، وبدأ توصيل الكابلات وفى خلال ربع ساعة كانت القوى موصلة إلى كابينتى القيادة والتوجيه والمعلومات.

الحلم أصبح حقيقة وأنهى رجال السرية بمعاونة سرية الرشاشات رص شكاير فتحات دشمتى مولدات القوى ووصل مندوب من اللواء وسلم الكتيبة عدد ٢ مولد دخان لإطلاق ستارة دخان وإعماء العدو عن الكتيبة، وسلمهم أيضا عددا كبيرا من قنابل الدخان، وشرح لضابط كل كتيبه محمد زكى زهوي كيفية عمل خطة الدخان، وبعد الانتهاء من تركيب الهوائيات صعد الأفراد وأخذوا يرصون ساتر الشكاير، وكأنهم يبنون قصرا لأنفسهم وجوه مرهقة للغاية وسعيدة بإرهاقها، سعيدة بتعبها، لأن فرحة إسقاط طائرة تساوى الكثير، وتم توصيل الكابلات إلى الإرسال والاستقبال، وقمت بإجراء الاختبارات الوظيفية والحمد لله المحطة جاهزة ثلاث قنوات وأربع قواذف هكذا كانت الحرب كلنا كنا على استعداد للتضحية بأرواحنا من أجل تحرير سيناء وعودة الأرض.


* لمن توجه الشكر؟
اتوجه بالشكر الحقيقي إلى الأطقم الإدارية فرغما كوننا شرق القناة لم يتأخر التعيين يوما، ورغم الغارات المستمرة لم ينضب أو يقل الماء لحظة، إنهم جنود مجهولون، ولولاهم ما كانت مهمة ستنفذ أو انتصار يتم الحصول عليه، وشكر خاص للملازم أول احتياط مصطفى كامل ابن الشرقية وضابط شئون إدارية الكتيبة عبد الله عبد الستار ومحروس أبو التسعة وضباط الكتيبة ٤٣١.


*ما أهم الأنواط والنياشين التي حصلت عليها؟
بعد الحرب تقلدت العديد من المناصب آخرها قيادة الفرقة 12، وتم تقليدي العديد من الأنواط والنياشين أهمها نوط الواجب العسكري من الدرجة الأولى مرتين، ونوط الجمهورية وميدالية حرب أكتوبر ونوط التدريب.

Advertisements
الجريدة الرسمية