المركز القومي للبحوث يكشف عن مضاعفات خطيرة لمرض سمنة الأطفال
أعلن المركز القومي للبحوث عن توصله لنتائج بحثية جديدة فيما يخص مرض سمنة الأطفال، حيث أجرى عدد من الباحثين بالمركز دراسة عن بعض العوامل التي تصاحب مرض السمنة، ومن أمثلة تلك العوامل: ارتفاع نسبة السكر بالدم، ارتفاع نسبة الدهون، الإجهاد التأكسدي، الالتهاب المزمن وغيرهم، وتعتبر هذه العوامل ذات أهمية لأنها قد تتسبب في حدوث مضاعفات خطيرة لمريض السمنة كالإصابة بمرض السكر وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وركزت الدراسة على الإجهاد التأكسدي الذي يطلق يحدث نتيجة وجود خلل في حالة التوازن بين المؤكسدات ومضادات الأكسدة في الجسم لصالح المؤكسدات مما ينتج عنه مواد كيميائية ضارة تسمى بالجذور الحرة الحاوية على عنصر الأوكسجين وتسبب تلك الأخيرة خلل في الدهون والبروتينات بالجسم إضافة إلى تلف في الحمض النووي DNA.
وأوضح المركز القومي للبحوث أن أصابع الاتهام أشارت إلى مرض السمنة ومضاعفاته كواحد من المسببات الرئيسية لهذا الخلل، وعلي صعيد آخر، نجد أن الأنسجة الدهنية الزائدة المصاحبة لمرض السمنة تقوم بفرز بعض المواد الكيميائية المسببة للالتهاب في شتي أنحاء الجسم.
لهذا الغرض، أقيمت هذه الدراسة في المركز القومي للبحوث على مائة طفل ممن يعانون من مرض السمنة والذين تتراوح أعمارهم بين الخمسة أعوام والخمسة عشرة عاما لدراسة دور كلاَ من الإجهاد التأكسدى ودلالات الالتهاب في الأطفال الذين يعانون من مرض السمنة والتحقق من قدرتهما على تشخيص مضاعفات مرض السمنة.
تم قياس الوزن والطول لكل طفل وحساب مؤشر كتلة الجسم مع قياس محيط الخصر والحوض بالإضافة إلى قياس ضغط الدم، كما تم تحليل نسبة السكر الصائم، ونسبة الأنسولين، ونسبة الدهون، وتم أيضا قياس دلالات الالتهاب مثل انترلوكين-6 ومضادات الالتهاب مثل انترلوكين 10، كما تم أيضا الكشف عن وجود الإجهاد التاكسدي بقياس أهم دلالاته والذي يسمي ببيروكسيداز الدهون بالإضافة إلى الكشف عن مضادات الأكسدة بقياس أهم دلالاتها المسمى بـ الكاتاليز.
أشارت نتائج البحث إلى وجود ارتفاع ملحوظ لدلالات الإجهاد التأكسدي ودلالات الالتهاب في الأطفال الذين يعانون من مرض السمنة بالمقارنة بالأطفال الأصحاء الذين في نفس الفئة العمرية، من جهة أخرى كان هناك انخفاض ملحوظ في مضادات الأكسدة ومضادات الإلتهاب في الأطفال البدناء عن قرنائهم من الأصحاء.
كما لوحظ زيادة ارتفاع دلالات الالتهاب وزيادة انخفاض مضادات الأكسدة في الأطفال الذين كانوا يعانون من مرض السمنة مصحوبا بمرض السكر أو ارتفاع ضغط الدم عن باقي الأطفال المرضى المصابون بالسمنة فقط.
