رئيس التحرير
عصام كامل

منتصر عمران يكتب: ميدو.. والحرص على الحياة!



الكابتن أحمد حسام، الشهير بـ"ميدو".. يوجه رسالة إلى الـ«فيفا» يطالبه فيها بالتدخل لمنع اللاعبين من الصيام أثناء اللعب.. ونسي اللاعب الحريص على حياة اللاعبين أن يطالب الـ«فيفا» بالتدخل لدى الدول، وخاصة التي لا تدين بالإسلام، بضرورة إقامة المباريات بعد الإفطار، أي ليلًا حتى تعطي الفرصة للاعب المسلم بأن يصوم شهرًا في العام.


والغريب أن "ميدو" نوه إلى أنه سيتعرض لهجوم شديد بسبب هذه التغريدة، ولكن حرصه على حياة اللاعبين الذين لا تتعدى أعمارهم 19 عامًا في دول يستمر بها النهار أكثر من 18 ساعة هو الذي دعاه لذلك! ومع ذلك أكد أنه من أتباع الديانة الإسلامية!

طبعًا، أنت كانت حياتك الكروية كلها في الدول الأوروبية، وبالتأكيد لم تفكر يومًا أن تصوم، سواء أثناء اللعب أو حتى بعد الاعتزال.. لذا أعلم لماذا أنت بالذات تطالب بذلك لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

الحمد لله أنك مدرب فاشل.. ولو أنك مدرب ناجح، وقمت بتدريب فرق كثيرة لنشرت تلك الثقافة الغربية بين اللاعبين من كون أنك مدرب لهم وتتحكم فيهم.. حاول أن تعود إلى تعاليم دينك إذا كنت صادقًا في كون أنك مسلم.

ألا تعلم أن رسول الإسلام، صلى الله عليه وسلم، قال: "صوموا تصحوا"؟! وهو أحرص الناس على حياة الناس.. وإن الإسلام دين حياة، ولذلك قال المولى تبارك وتعالى: "مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا، وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ".

واختتم مقالي برد المؤسسة الدينية، تعقيبًا على هذه الدعوة حتى لا يقول أحد إني تجرأت بالقول من عند نفسي.. فقد جاء رد الأزهر بما يأتي: "لا يجوز للاعبي كرة القدم الإفطار إذا نووا الإقامة في سفرهم أربعة أيام فأكثر، ويمكن أن يجروا تمريناتهم، ومبارياتهم بالليل ليسهل عليهم الأمر، فإن لم يتمكنوا من إقامة التمرينات، أو المباريات بالليل، وصاموا وشق عليهم الصيام مشقة بالغة لم يمكنهم تحملها ففي هذه الحالة يجوز لهم الفطر للمشقة، ولا يجوز لهم الفطر ابتداءً لتوقع المشقة، فلا يجب التهاون بحرمة الشهر الكريم، بل يجب تعظيمه كما قال تعالى: "ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ" [الحج:32].

وتابع: "لقد سجل التاريخ كثيرًا من انتصارات المسلمين في شهر رمضان المبارك وهم صائمون، كغزوة بدر الكبرى، ومعركة أكتوبر المجيدة، وغيرها".

ونبه الأزهر على أن صيام الشهر وتعظيم حرمته أدعى للنصر إن شاء الله تعالى، كما قال سبحانه: "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" (سورة محمد: 7).
الجريدة الرسمية