رئيس التحرير
عصام كامل

بزنس التراويح.. 30 ألف جنيه بمساجد الكمبوندات.. و20 لسكان مصر الجديدة والزمالك.. عدم سيطرة الأوقاف وغياب الشيوخ "الرواتب" أبرز أسباب انتشار الظاهرة


تمتلئ المساجد عن آخرها في شهر رمضان، حيث يحرص الصائمون على أداء صلاتى العشاء والتراويح، وفى الأيام الأخيرة صلاة التهجد، ويتطلع البعض إلى أن يكون الإمام الذي يؤمهم في الصلاة ذا صوت حسن جميل، حتى يخفف عنهم المشقة والتعب، ولأن الإمام ذا الصوت الحسن أصبح عملة نادرة، لا سيما في المساجد الخاضعة لوزارة الأوقاف، فإن المساجد التي تحظى بأئمة مميزى الصوت والأداء تتحول إلى مقصد للمصلين، حتى لو قطعوا من أجله المسافات.


وبعيدًا عن النوايا الطيبة للمصلين، فإن القائمين على إدارات المساجد المتحررة من سيطرة "الأوقاف" يسعون قبل بدء شهر رمضان للتعاقد مع أئمة حسنى الصوت، حتى يضمنوا امتلاء المساجد، ومن ثم زيادة حصيلة التبرعات التي تعتبر مصدر تمويل مهم، وتتفاوت أجور الأئمة حسب المنطقة التي يقع فيها المسجد، وبحسب المصادر التي تحدثت لها "فيتو" فإن تحديد أجور أئمة صلاة التراويح تختلف بحسب المنطقة التي يتواجد بها المسجد، فالمساجد التي توجد في المناطق "الهاى كلاس" مثل الكمبوندات بالشيخ زايد أو الرحاب لا يقل الأجر بها عن 30 ألف جنيه لأداء صلاة التراويح فقط في شهر رمضان، أما المناطق الراقية الأخرى مثل: الزمالك أو مصر الجديدة فيتراوح الأجر بين 15 و20 ألف جنيه، وفي المناطق المتوسطة مثل مدينة نصر أو الدقى يتراجع الأجر ليتراوح بين 5 و10 آلاف جنيه، وفيما يخص المناطق الأقل أو الشعبية يكون المبلغ 3 آلاف جنيه، ولا يقل عن هذا.

وأوضحت المصادر أنه يتم الاتفاق بين مجلس إدارة المسجد والإمام قبل بدء شهر رمضان بفترة كافية، من خلال عدة طرق، إما من خلال إمام المسجد نفسه، إذا كان ليس لديه رغبة في أداء الصلاة في المسجد الموكل إليه، أو عن طريق الإعلان على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، والتي ينشط عليها الإعلانات الخاصة بطلب مشايخ لأداء صلاة التراويح في الشهر الكريم، وعند الوصول إلى شيخ معين يطلب منه إرسال مقطع صوتى له عن طريق "وآتس آب" لسماع صوته والتأكد أنه يصلح، وفي حال الاستقرار على شيخ معين من قبل إدارة المسجد يتم التفاوض معه بعد ذلك على المبلغ المالي، والذي يدفع من قبل مجلس الإدارة، وأضافت المصادر أن ذلك يتم دون علم وزارة الأوقاف، وغالبية المشايخ الذين يؤدون صلاة التراويح هم ليسوا أئمة معينين، ولكنهم قد يكونون طلابا في جامعة الأزهر، أو يمتهنون أي مهنة أخرى غير الإمامة لكنهم يتمتعون بصوت جيد ومعرفة أحكام التلاوة، وأحيانًا صوت جيد فقط، ولفتت المصادر إلى أن غالبية المساجد التي تلجأ إلى هذا الأسلوب تعانى من عدم وجود إمام "راتب" وهو الإمام الذي يكون معينًا من قبل وزارة الأوقاف لمسجد معين، وتكون مهمته هي تولى شئون المسجد من إمامة الناس بالصلاة وإعطاء الدروس الأسبوعية، وفي الغالب تكون تلك المساجد معين لها "خطيب مكافأة" وهو الشيخ الذي يكون مكلفا من قبل الوزارة من أجل خطبة الجمعة فقط دون أن يكون ملزما بأداء الصلاة بالمصلى.

وتابعت المصادر: إن الغرض الأساسي من أجل استقطاب هؤلاء الشيوخ هو ضمان امتلاء المساجد بالمصلين في صلاة التراويح، نظرا لأن المصلين يبحثون في الغالب عن المسجد الذي يكون لديه شيخ "صوته حلو" في الصلاة، وهذا يترتب عليه زيادة التبرعات التي تأتى للمسجد خلال الشهر الكريم، والتي يكثر التنبيه عليها في الغالب في الفواصل في الصلاة من قبل إمام المسجد أو أحد القائمين على إدارته، وزيادة نسب التبرعات يضمن بالتالي توفير أموال لصيانة المسجد كنوع من الدخل الذاتي، وكذلك زيادة الأوجه التي تخصص بعد ذلك للصرف كالزكاة أو مساعدة المحتاجين في المنطقة التي تقع في محيط المسجد أو شراء تكييفات للمساجد في الصيف.

"نقلا عن العدد الورقي"..
الجريدة الرسمية