رئيس التحرير
عصام كامل

"ياليلة العيد آنستينا".. استوحتها أم كلثوم من الباعة الجائلين


سمعت أم كلثوم البائعين في الشوارع يقولون عبارة: "ياليلة العيد آنستينا"، فطلبت من الملحن زكريا أحمد أغنية جديدة تمثل الفرحة بالعيد، واقترحت عليه الجملة التي سمعتها.


وكما نشرت مجلة "المجتمع العربي"، عام 1959، أوعز زكريا أحمد إلى الشاعر الزجال بيرم التونسي كتابة هذه الأغنية، إلا أن بيرم بعد كتابته للكوبليه الأول للأغنية شعر بالمرض، وتوقف عن الكتابة، فجاء زكريا بأحمد رامي الذي أكمل كتابة الأغنية، ولحنها رياض السنباطي باسم "الليلة عيد.. على الدنيا سعيد".

وكانت الأغنية جزءًا من فيلم "دنانير" الذي عرض عام 1939، ثالث أفلام أم كلثوم، الذي أخرجه أحمد بدرخان، حيث غنت فيه أم كلثوم في قصر الخليفة هارون الرشيد، لتصبح من أشهر أغنيات ليلة العيد، وقد حققت إيرادًا قدره ألف جنيه، استقطع منها 200 مصروفات، وتبرعت أم كلثوم بدخلها إلى مشروع خيري في يوم المستشفيات.

وفي ليلة العيد، عام 1944، أحيت أم كلثوم حفلًا بحديقة النادي الأهلي، غنت فيه وصلة لأغنية "ياليلة العيد"، وقدمها المذيع حافظ عبد الوهاب، وبعد نحو دقيقتين من الأغنية دخل الملك فاروق الحفل، وهتف الجمهور باسمه، فتوقفت أم كلثوم عن الغناء إلى أن جلس الملك، وسمح لها بالغناء، فأبدعت وتسلطنت كما لم تغن من قبل، حتى إنها غنتها في أكثر من 38 دقيقة، وكانت قد غنتها في دنانير في 4 دقائق فقط.

غيرت أم كلثوم في كلمات المقطع الأخير للأغنية الذي يقول:

يادجلة ميتك عنبر.. وزرعك في الغيطان نور
يعيش هارون يعيش جعفر.. ونحيي لهم ليالي العيد
غيرته إلى: يانيل ميتك سكر.. وزرعك في الغيطان نور، يعيش فاروق ويتهنى.. ونحيي له ليالي العيد.
بعد انتهائها من الغناء استدعاها الملك، وصافحها فقبلت يده، وأنعم عليها الملك بنيشان الكمال من الدرجة الثالثة، فأسرع الصحفي مصطفى أمين الذي كان حاضرًا ليعلن النبأ بالميكرفون، فتقدمت أم كلثوم بكلمة شكر للملك من خلال الميكروفون.
وقالت فيها:
"ياليلة العيد آنستينا.. وجددتي الأمل فينا.. ياليلة العيد
هلالك هل لعنينا.. فرحنا له وغنينا
وقلنا السعد هايجينا.. على قدومك.. ياليلة العيد
جمعت الأنس ع الخلان.. ودار الكاس على الندمان
وغنى الطير على الأغصان.. يحيي الفجر ليلة العيد
حبيبي مركبه تجري.. وروحي في النسيم تسري
قولوا له ياجميل بدري.. حرام النوم في ليلة العيد
يانور العين ياغالي.. ياشاغل مهجتي وغالي
تعالى اعطف على حالي.. وهني القلب بليلة العيد
يادجلة ميتك عنبر.. وزرعك في الغيطان نوَّر
يعيش هارون يعيش جعفر.. ونحيي لهم ليلة العيد".
الجريدة الرسمية