رئيس التحرير
عصام كامل

موراتينوس عن «صفقة القرن»: لا أعرف تفاصيلها ومن الخطأ الاعتماد على أمريكا


اعتبر ميجيل موراتينوس، الممثل السامي للأمم المتحدة لـ«تحالف الحضارات» والمبعوث الأوروبي السابق لعملية السلام في الشرق الأوسط، أن أي مبادرة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين «لا تعترف بحل الدولتين لن تحقق السلام»، داعيًا إلى «البناء على ما تحقق من مفاوضات سابقة وأن يشترك كل المجتمع الدولي في الحل، وألا يقتصر الأمر على طرف ثالث فقط».


وقال موراتينوس، بحسب«الشرق الأوسط اللندنية» من القاهرة التي يزورها في إطار مهمته لدعم حوار الحضارات والأديان على مستوى العالم، إنه «لا يمتلك تفاصيل حول ما يطلق عليها صفقة القرن»، وإن كل ما لديه «مجرد قراءة لما يتم طرحه».

وأكد وزير خارجية إسبانيا الأسبق أن «تحقيق السلام ممكن وهو ليس مجرد فكرة نتحدث عنها في الخيال وفقط، لكن الأمر يحتاج إلى انخراط الأطراف المعنية في سلام حقيقي يقوم على ما تم إنجازه في السابق وليس البداية من الصفر، وحتى يحدث هذا لا بد أن يهتم المجتمع الدولي بالكامل».

وحول «الانحياز» الأمريكي إلى إسرائيل، قال الدبلوماسي الإسباني إنه «لا يستطيع الحكم على هذا الموضوع»، لكن الخطأ في القضية هو «الاعتماد على الطرف الثالث فقط (أمريكا)، في حين تتطلب الأزمة وجود أطراف دولية أخرى وليس -كما يحدث حاليًا- طرفًا واحدًا فقط».

وحول دوره في تعزيز حوار الحضارات بين شعوب العالم المختلفة، أوضح موراتينوس أن الأولويات التي تعمل عليها المنظمة حاليًا هي الاهتمام بالشق الوقائي والتعرف على أسباب الصراعات ذات الطابع الاجتماعي والثقافي والديني، وتفعيل الوساطة للحد من الصراعات قبل أن تبدأ خصوصًا إذا كانت بسبب الفهم الخاطئ للأديان، وكذلك أسباب التطرف.

ونوه إلى وجود ثلاثة محاور رئيسية للعمل عليها في هذا الصدد، وهي: الاهتمام بالشباب والتعليم والإعلام.

وأكد موراتينوس أن «التحدي لمبادرة حوار الحضارات كبير حتى يمكنها القيام بدور نزع فتيل الأزمات والنزاعات».

وأشار إلى أن «المشكلة في الكراهية التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي على مستوى العالم، وهي تعد من أكبر التحديات لأن الأعداء الجدد متخفون وعلى مستوى أفراد، وهذا يعني أن العدو أصبح مفهومه مختلفًا، بعدما كان تتم محاربته عبر الوسائل النظامية العادية، أصبح الجديد الآن أن العمليات الإرهابية يقوم بها أفراد وليست تنظيمات بعينها، لذا أمامنا طريقان للحل؛ الأول قصير المدى يضمن أهمية وضع ضوابط لوسائل التواصل الاجتماعي، لأنه في المستقبل قد يتم تطوير هذه الوسيلة بما يؤدي إلى مخاطر أكبر، وهناك حلول طويلة المدى وهي تعتمد بالأساس على تطوير التعليم في كل دول العالم، لأن مفهوم التسامح لا يكفي، والأهم هو قبول الآخر».

وشدد الدبلوماسي الإسباني على أن محاربة الإرهاب الذي تعاني منه كل دول العالم، يكون من خلال «تغيير فكر وقلوب المتطرفين»، وهو أمر «ضروري من أجل حياة أفضل لكل المجتمعات».

وحول العلاقات العربية - الأوروبية، أشار الممثل الأممي إلى أن عمله السابق في المنطقة جعله يدرك أهمية وخصوصية العلاقات العربية – الأوروبية، التي وصفها بـ«الجيدة»، لكنها -على حد قوله- «تفتقر إلى الاستمرارية والخطط الإستراتيجية للتعامل في كل المجالات السياسية والاقتصادية وأن يصنع الطرفان المستقبل معًا حتى تكون كل مقاليد الأمور بيدهم وليس مع الآخرين، وأن تقوم على المصارحة فيما يتعلق بتطورات ما حدث مؤخرًا من ضعف للعالم العربي والأوروبي، لأنه إذا ما تم سؤال الأوروبيين عن وضع العرب تكون الإجابة أن الدول العربية أصبحت ضعيفة ومنقسمة، ولو تم سؤال العرب عن الأوروبيين تكون الإجابة نفسها، ثم يذهب الطرفان للبحث عن أطراف أخرى مثل الصين واليابان. لذا، عليهم الاعتراف أولًا بما أصابهم من ضعف، والتعامل مع هذه الحالة ثم يتفقون على التعامل والتعاون معًا». وأشار موراتينوس إلى أنه يعتزم زيارة المملكة العربية السعودية، بعد شهر رمضان، وقال إن لديه «عملًا كبيرًا في مجال حوار الحضارات»، منوهًا إلى «التعاون الوثيق مع مركز الملك عبد الله لحوار الحضارات والثقافات في فيينا، وأنه تم التوقيع على مذكرة تفاهم الشهر الماضي.
الجريدة الرسمية