رئيس التحرير
عصام كامل

بالـ "كندير" و"الغبقة" و"التكريزة".. الدول العربية تستقبل رمضان


في مجلة "العربي" عام 2000، نشرت موضوعًا مطولًا عن عادات الدول العربية في استقبال شهر رمضان، قالت فيه:

شهر رمضان شهر الخيرات والبركات، وتسود رمضان في جميع أنحاء العالم الإسلامي طقوسًا متأصلة في القدم، ولا زالت موجودة إلى الآن.


وتتفق جميع نساء المسلمين على الاستعداد للشهر الكريم بشغف ومحبة بتزيين البيت وإشعال البخور وخياطة الملابس الجديدة وطحن الدقيق، وقد كست وجوههن الفرحة.

ففي دولة الإمارات تعكف السيدات على تفصيل ثياب جديدة لها ولأولادها في رمضان، فتحصل البنات على الزي الإماراتي "كندير"، ويحصل الولد على الجلباب الأبيض "الكنادير البيضاء".

والمرأة الخليجية، بصفة عامة، تركز في رمضان على وجبة "الغبقة"، وهي العشاء الرمضاني، وهي وجبة تسبق السحور عند منتصف الليل، واسم "الغبقة" مأخوذ من "الغبوق"، وهي حليب الناقة الذي يُشرب ليلًا.

وفي الكويت والبحرين من أيام 12 و13 و14 من رمضان، تحتفل المرأة بليالي "القرقيعان"، حيث يلبس الأطفال الذكور الملابس التقليدية الشعبية القديمة، كالعباءة والعقال والدشداشة والخريطة، وهي كيس معلق في الرقبة، وبه خيط يشد على الصدر.

وترتدي الفتيات الدراعات، وهي فساتين تقليدية مع البخنق، وهو غطاء شفاف أسود للرأس، وهذه الليلة تسمى "القرقيعان"، في العراق والكويت والسعودية، و"قرقاعون" في البحرين و"قرنقعوه" في قطر، و"القرنشوه" في سلطنة عمان.

أما في الإمارات فتسمى هذه الليلة الرابعة عشرة "حق الليلة" أو "حق الله".. وقبل رمضان بأيام، في دول الخليج، تتجمع النساء في بيت إحداهن لطحن الحبوب، وإعداد العريص والخبيص والبلاليط وخبز الرقاق واللقيمات، وفي رمضان هناك عادة تبادل وجبات الإفطار قبل إطلاق المدفع مباشرة أو التجمع في مكان واحد للإفطار الجماعي، فتحضر كل منهن طبقًا خاصًّا بها.

وفي السعودية تتجمع السيدات في مكان يسمى "الهرجة"، حيث تدور أكواب القهوة.. وفي المغرب العربي هناك مسميات تطلقها المرأة المغربية عند استقبال "سيدنا رمضان"، كما يطلقن على الشهر الكريم هناك، وفيه تتجمع النساء فوق سطح المنزل لرؤية الهلال.

وبمجرد إعلان الرؤية تطلق المرأة المغربية الزغاريد، ويقول الرجال كلٌ منهم للآخر: "عواشر مبروكة"، وتعني أيامًا مبروكة، نسبة إلى المثل الذي يقسم رمضان إلى عشرة مرق، وعشرة حلق، وعشرة خلق.

ويطلق الجزائريون على ليلة الرؤية "ريحة رمضان"، فينظم البيت من جديد ميعاد طلاء الجدران، وتجهز غرفة الاستقبال، وتزدان حجرات المنزل بالزهور والنباتات الطبيعية، أما الفتيات في سن البلوغ فتكسو أيديهن بالحناء.

أما عند المرأة التونسية، فهناك حق الملح، وهي عبارة عن هدية يقدمها الزوج من الذهب إلى زوجته في عيد الفطر اعترافا بما بذلته طوال شهر رمضان.

أما في الشام فهناك "تكريزة رمضان"، وهي عبارة عن مجموعة الطقوس التي تمارَس في رمضان، فمثلا تسمى العشر الأواخر من رمضان "صر الورق"، حيث تنهمك النسوة بإعداد حلوى العيد، خصوصًا "المعمول" المحشو بالجوز أو الفستق الحلبي.
الجريدة الرسمية