رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مطلوب استغلال الأبحاث العلمية


يذخر المجتمع المصري بالنماذج المشرفة، التي نراها كل يوم ترفع رأس مصر عاليا في المحافل الدولية، وعلينا مسؤولية أن نسلط الضوء على كل منها ليكونوا قدوة لشبابنا، ليَروا فيها الأمل ويحاولوا أن يقلدوها في تفوقها ووصولها إلى درجات علمية عالية، ولا يكون ذلك إلا بإظهار أبحاثها داخليا وخارجيا.


على الأرفف مجلدات أبحاث مختلفة، وعلى مواقع الجامعات دراسات تمت على أرض الواقع لحلول كل المشكلات المزمنة، وقد تمت مناقشتها طبقًا لأساليب البحث العلمي السليمة، وحاز كتّابها على درجات الماجيستير والدكتوراة، وقد عانوا على مدار سنوات جمع البيانات، والاطلاع على الأبحاث السابقة والحديثة التي بنوا عليها الاستقصاءات لدراسة العينات المختارة، وبعد ذلك نراها قد أصبحت مجلدات إما على أرفف مكتبات الجامعة، وإما على مواقعها الإلكترونية غير مستغلة.

أليست تلك الأبحاث ثروات مهدرة؟ أليس هناك دول أخرى تستعين بها في إصلاح مشكلاتهم، وتحقيق واقع أفضل بها؟ أليست هناك وسيلة لكي نرى نتائج وتوصيات تلك الأبحاث ليتم تطبيقها، لنرى جدوى تلك الأبحاث وفاعليتها من ناحية، ومن ناحية أخرى نرى أثرها في التطبيق على الأرض خيرًا.

إننا أمام رحلات بحث واطلاع سنوات يقضيها الباحثون للحصول على الدرجات العلمية، ولكنها مهملة ومع مرور الزمان، ولا يمكن تطبيقها لتغيرات كثيرة تتعلق بالسلوك الإنساني، وتغيّر مكان التطبيق وزمانه.

إذن لا بد أن نختار أحدث الأبحاث، وأن نسارع باستخدامها ودراسة نتائجها، والإعلان عن تلك النتائج سيكون له أكبر أثر عن سمعة التعليم في مصر، حين يجدوننا قد أحدثنا تغيّرا على الحياة باستغلال نتاج البحث العلمي في تحديث أمور كثيرة تمت دراستها، وبنيت على تلك النتائج توصيات وتوصيات..

وللأسف، لم تجد من يستقبلها وكأنها مرسلة إلى الفضاء بلا أي مستقبل لها، حيث أصبحت التوصيات هدفًا في حد ذاتها يصل إليها الباحث ونتوقف بها، ولا توجد خطوة تالية لها، رغم أن الهدف الحقيقي تغيير الواقع من أجل تحقيق مستقبل مثمر لأبنائنا.
أتمنى أن أَجِد أثرا سريعا لتشكيل لجان في الجامعات تتولى جمع التوصيات والعمل عليها من اليوم.
والله ولي التوفيق.
Advertisements
الجريدة الرسمية