رئيس التحرير
عصام كامل

سر ارتباك «البغدادي» في أول إصدار مرئي منذ 5 سنوات..يعاني من محاولة انقلابية يتزعمها «ابن عمه» لإزاحته عن الحكم..معركة بالأسلحة النارية بين الطرفين تنتهي بهروبه إلى العراق..وتوقعات

أبو بكر البغدادي
أبو بكر البغدادي

يجلس مرتبكا بجانب بندقية "كلاشنيكوف"، حركاته محدودة للغاية، ونظراته مبهمة وشاردة، هكذا ظهر "أبو بكر البغدادي"، زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي، وهو يحاول تبرير انهيار التنظيم، وتعرضه لسلسلة من الهزائم الغير مسبوقة، ولكن كل هذا لا يشغله في مقابل اشتعال فتيل المعارضة ضده، ومحاولة الانقلاب عليه من أقرب الناس إليه « ابن عمه»


هزائم "داعش".. من يقف خلفها ؟

ظهر زعيم تنظيم الدولة الهارب، "أبو بكر البغدادي"، في شريط فيديو دعائي، لأول مرة منذ خمس سنوات، يعترف فيه بهزيمة تنظيمه الإرهابي في مدينة باغوز السورية، وطرده من آخر معقل منظم له في الصحراء السورية الشرقية، وظهرت آثار الضربات الموجهة للتنظيم، في الشيب الطاغي على ملامح الرجل الأول في داعش، وملامحه الباهتة.

التحليلات التي خرجت منذ الأمس، تؤكد أن سبب ظهور "البغدادي"، محاولة إعطاء قبلة الحياة لتنظيمه، وتبريد آثار الضربات المكثفة التي يلاقيها من كل اتجاه، إلا أن هناك سببا جوهريا يقف خلف تراجع التنظيم بهذا الشكل الكبير، وخاصة منذ أواخر العام الماضي، وهو سلسلة المعارك التي بدأت في سبتمبر الماضي، بين أنصار "البغدادي" وفصيل آخر مصمم على الإطاحة به من داخل التنظيم نفسه.

بحسب مصادر لأجهزة استخبارات غربية، تتعاظم حاليا قبضة المعارضة داخل صفوف التنظيم، وفاحت رائحتها إثر اندلاع معركة بين الطرفين بالأسلحة النارية في 7 يناير الماضي، مما دفع "البغدادي" إلى الفرار من باغوز مع حراسه الشخصيين، وعبر الحدود إلى العراق، ويعتقد أنه يختبئ في محافظة الأنبار غرب بلاد الرافدين.

المعلومات تؤكد أن خلف محاولة الانقلاب شخصية بارزة في داعش، ومقربة من "البغدادي"، وهو "أبو محمد الحسيني الهاشمي"، ويُعتقد أنه ابن عم "البغدادي"، وصاحب الدور الأكبر في تحريك التمرد ضد الخليفة، وخاصة أنه أصدر مؤخرا كتابا يدعو فيه إلى انتفاضة ضد "البغدادي"، والوفاء بالولاء لقائد جديد.

تمرد عائلي ضد "البغدادي" 

الكتاب الذي يحمل عنوان «أبعدوا الأيدي عن الولاء إلى البغدادي» هو أول تحدٍ مفتوح لسلطة خليفة داعش من داخل صفوف المجموعة العليا في التنظيم، ولاسيما أن "الهاشمي" يكشف أسرارا خطيرة عن طريقة "البغدادي" في الحكم؛ فهو حاكم لا يرحم، ويدمر إرث داعش من خلال السلوك القمعي والعنيف بشكل مفرط، وهي أسباب يراها "الهاشمي" كفيلة، لتحفيز الأعضاء المتبقين في داعش على التمرد ضد قيادة "البغدادي".

يستند ابن عم "البغدادي"، على مجموعة من أنصاره، الذين انشقوا على سلطة "البغدادي"، وأصبح لهم تأثير كبير في الداخل، ويعتبرها مقدمات تشبه ما حدث في تنظيم القاعدة، وتحول أعضائه إلى الولاء لداعش قبل سنوات، فضلا عن تصاعد التوتر بين من يسميهم «علماء الخلافة» و"البغدادي"، وهي القشة التي قسمت ظهر البعير، وأصبح بالنسبة للكثير منهم ليس الخليفة المنتظر.

ويستخدم "البغدادي" بحسب كتاب "الهاشمي"، أذرعا أمنية قاسية لقمع معارضيه، وجرى بالفعل إعدام بعض رجال الدين في التنظيم، الذين كان يُعتقد فيهم، أنهم يشكلون تهديدا لسلطة الخليفة المزعوم، وأدت عمليات القتل إلى انشقاق بين القيادات الوسطى في التنظيم، وبعض كبار المسؤولين، الذين استسلموا في باغوز، وأخبروا أعداءهم بما يحدث من صراعات داخل داعش على القيادة، الأمر الذي ينبئ باغتيال رأس التنظيم من داخل معسكره، وقبل أن يتمكن منه أعداؤه.
الجريدة الرسمية