رئيس التحرير
عصام كامل

حزب النور يفتعل حربا جديدة مع الصوفية..ياسر برهامي يتهم أتباعها بالجهل..وشيخ طريقة يهاجم حديث نائب رئيس الدعوة السلفية ويعتبره افتعالا للجدل..وباحث: كلاهما يملك أفكارًا مغلوطة والأزهر يتصدى لها

ياسر برهامي
ياسر برهامي

من جديد عادت الحرب بين الصوفية والسلفية، بسبب هجوم الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، وعضو لجنة الصحة بحزب النور السلفي، على التيار الصوفي المصري، ونعته بالجهل والابتداع، معتبرا أن أعظم أسباب انهيار الأمة، انتشار فساد العقيدة في إشارة إلى «الصوفية».


المزايدة للجميع

من يزايد عليك زايد عليه، هكذا اتخذت بعض الطرق الصوفية موقفا مبدئيًا من الرد على السلفية دائما، وفي مقابل اتهام الصوفية بالجهل والفساد العقائدي، اعتبر عبد الخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية، أن فتاوى وهجوم «برهامي» وأتباعه من التيارات السلفية المختلفة على الصوفية، هو الجهل بعينه.

يرى الشبراوي أن السلف يتبعون منهجا هامشيا عن الدين، لايمت بصلة للجوهر، معتبرا أن الهجوم الدائم على الصوفية، افتعال للجدل وإثارة للخلاف مع الآخرين، كما هي عادة السلف مع جميع أطياف المخالفين لهم، وليس الصوفيين وحدهم.

من هم الصوفية ؟

يقول الإمام الغزالي عن الصوفيين: إن هدفهم الأكبر، هو القضاء على العقبات الموجودة في الروح، وتخليص النفس من العادات المشينة، والصفات الشريرة من أجل بلوغ قلب خالٍ من كل شيء ما عدا الله، وتزيينه مع ذكر الله المستمرة.

يرى الغزالي أن الصوفية معتدلون متسامحون، محبون للسلام، وروحيون للغاية، وعلى بعد سنوات ضوئية من الصورة العنيفة التي يتصدرها بعض السلف، فهم برأيه يعتقدون أن الله يجب أن يكون في طليعة أفكار الفرد بجميع الأوقات، والذكر الطقوس، التي تشمل الرقص والأغاني الدينية، التي تراها السلفية بدعا، يراها «ذكر لله».

على الجانب الآخر، يقف التفكير السلفي، الذي احتل الساحة الدينية المصرية تدريجيًا خلال العقود الثلاثة الماضية، عند حدود المظهر الخارجي، ويعتقد أن أي شيء ينحرف عن تفسيراتهم الحرفية الدقيقة للإسلام "ابتداع"، وكان السلف قبل قيام ثورة 25 يناير، يتأثر بهم الكثير من الشباب، ولكن بعد أحداث الثورة وعزل الإخوان، اتجه الكثير من الشباب لاعتزال التيارات الدينية عامة، والاتجاه للفكر المدني.

يقاتل السلفيون الصوفيين منذ أمد طويل، ويتهمونهم بالتعددية والشرك، ويسعون بانتظام لحظر جميع الموالد الصوفية والذكر الاحتفالات، ويتهمونهم بتشجيع الخطيئة والفجور، بسب الاختلاط بين الجنسين في الأضرحة، في الوقت الذي يتهم الصوفية السلفيين بعدم التسامح والتطرف.

خلاف قديم

خلاف قديم جدا، يقول سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، ويضيف: الأول يعتبر الأخير يمارس الشرك والكفر بطقوسه، وتبركه بالأضرحة، ورفع آل البيت وأولياء الله الصالحين إلى مراتب الأنبياء والصحابة، مما يستوجب تفسيقهم بل وتكفيرهم من بعض فئات السلفيين.

ويوضح عيد، أن الصوفية ترى السلفية هي الأخرى، فصائل متشددة، لا تفقه شيئا في صحيح الإسلام، بل ويكذبون على الدين ويفترون عليه، لافتا إلى أن الجانبين يراهما الأزهر وهو المؤسسة الدينية الرسمية في مصر، يعبران في بعض مناهجهم عن أفكار مغلوطة، توجب التصدي لها، على حد قوله.

الجريدة الرسمية