رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

السيناريست سامح سامي : فيلم "أغسطينوس ابن دموعها" داعم للفضيلة المفقودة في العالم

فيتو


  • «أغسطينوس ابن دموعها» تجربة فريدة ومشجعة لأي كاتب لخوضها
  • الشرق أول من صدر الفلسفة للعالم
  • خطبة أسقف ميلانو من أصعب مشاهد الفيلم
  • كتابة الفيلم استغرقت 7 أشهر

استضاف مسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية منتصف مارس الماضي، عرض فيلم «أغسطينوس ابن دموعها»، ويعتبر هذا الحفل هو العرض الأول للفيلم داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ومنذ أيام تم عرض الفيلم على مسرح الكنيسة المرقسية بالإسكندرية بعد النجاح والأصداء الكبيرة التي حققها الفيلم في الافتتاحية التي أقيمت يوم 2 أبريل الماضي في الأنبا رويس بالكنيسة المرقسية بالعباسية وتحظى هذه الاحتفالية أيضا برعاية البابا تواضروس الثاني.
الفيلم يروى قصة شخصية مميزة ويروى حياة الفيلسوف منذ نشأته ومراحل تعلمه في بلاد العالم، فأغسطنيوس باحث وفيلسوف ومفكر تمرد على واقعه.. لكنه في النهاية وجد ما بحث عنه، ولأنه فيلم مميز كان لا بد له من طاقم عمل مميز، منهم المخرج سمير سيف والسيناريست سامح سامى والمستشار الفنى للفيلم يوسف منصور وقصة عماد دبور، ورؤية هنرى عون، وموسيقى سليم داده، ومونتاج سيف بن سليم. "فيتو" التقت السيناريست سامح سامي؛ ليسرد تجربته مع كتابة سيناريو فيلم اغسطينوس ابن دموعها الذي يتناول برؤية معاصرة أحداث التاريخ النوميدي لقرطاج الرومانية وكان الحوار التالي :

* ماذا عن خوضك لتجربة جديدة في كتابة سيناريو فيلم اغسطينوس ابن دموعها؟
تجربة كتابة السيناريو والحوار للفيلم كانت من أمتع وأهم التجارب التي خضتها، أولا لكونها مع أعظم وأهم مخرجى السينما العربية والمصرية وهو القدير سمير سيف، وثانيا لكون التجربة من البداية عنوانها التحدي، وفكرة الفيلم خاضت مجموعة من التجارب المهمة، والأهم اجتمع بها مجموعة هائلة من العرب في عمل واحد وهو إنتاج تونسي جزائري، بالإضافة إلى وجود عناصر مصرية والتي منها الدكتور سمير سيف، ومع صاحبة رؤية الفيلم من البداية هدى عوض، فكيف لك ككاتب أن تكتب فيلما عن شخصية بثقل وحجم وعظمة القديس والفيلسوف اغسطينوس، فليس امامك لكى تنجح غير طريق واحد، أن تغوص في أعماق تلك الشخصية وتدرس تاريخها وتطويرها وفلسفتها وافكارها ودوافع وأسباب تغييرها وتحولها.

* كم استغرقت من الوقت لكتابة وتوثيق قصة الفيلسوف اغسطينوس التاريخية؟
التجربة في كتابة سيناريو الفيلم استغرقت 7 أشهر، والاعتماد الكلي في بداية الكتابة على بعض الكتب العظيمة عن الفيلسوف أغسطينوس، ومنها كتاب اعترافات أغسطينوس، والتي تعد من أهم الكتب التي تروى تفاصيل الجزء التاريخى للفيلم، بالإضافة إلى أن هذا الكتاب كان من أفضل المراجع التي أدخلتي ككاتب، في أغوار وأعماق هذه الشخصية العظيمة، خاصة أن كل كلمة بين سطوره كانت على لسان العظيم الفيلسوف أغسطينوس نفسه، ومن أكثر التحديات كانت كيف تصنع فيلما دراميا ترى بداخله حياة هذا العظيم ويتشابك مع جغرافية المكان في الجزائر وتونس بين الماضي والحاضر.

* هل وجدت صعوبة في كتابة سيناريو الفيلم ؟
أن تصنع فيلما وثائقيا وفى نفس الوقت دراميا معضلة ليست سهلة، ولكن بعد جهد كان الناتج فكر التوازي بين الماضي والحاضر جنبا إلى جنب، والحاضر يتمثل في شخصية مخرج الأفلام الوثائقية المكلفة بعمل فيلم عن القديس أغسطينوس، والماضى يتمثل في سرد حياة أغسطينوس، وما بين الربط بين القديم والحديث والتشابك والتقاطع والتوازي وتشابه الصفات بين الشخصيتين، فكما نرى تطور وتغير يحدث لأغسطينوس كذلك نرى تطور وتغير يحدث للمخرج بسبب أغسطينوس، لكنى اشعر بالفخر الشديد بهذا العمل المختلف وهو شرف عظيم لأننى كنت أحد عناصره؛ لأن هذا الفيلم داعم للبحث عن الحقيقة والفضيلة المفقودة في العالم، وهى تجربة مختلفة تجمع الدول العربية، وهو أول الأفلام التي تجمع العرب، وبالرغم من إنتاج الغرب لفيلم عن قصة الفيلسوف أغسطينوس، إلا أنه كان هناك إصرار من جانب مجموعة إنتاج الفيلم على تعريف الغرب، أن الفيلسوف اغسطينوس شرقي الأصل ينسب إلينا كشمال أفريقيا، على الرغم من اعتقاد العالم أن الفيلسوف أغسطينوس من الغرب، لأنه درس الخطابة والبيان في ميلانو وإيطاليا، لكن في حقيقة الأمر هو ملك لشمال أفريقيا، ونحن من نصدر الفلسفة للعالم وليس العكس.

* احكِ لنا عن أحداث الفيلم؟
الجزء الأول يتناول حياته منذ الطفولة والمدرسة الابتدائية بمداوروش بنوميديا، ثم قرطاج قرونا وميلانو، حيث أصبح شخصية لامعة سياسيا وأستاذا في القانون والخطابة، ويعكس هذا الفيلم عمق الحياة السياسية والأكاديمية لقرطاج وكل بلاد نوميديا، وفيه صور مصغرة عن مجتمع النوميدي الروماني وتقاليده ودور المرأة النوميدية قديما في الحياة اليومية من خلال صور مونيكا أم أغسطينوس القوية، ودور محبوبته الخانعة من جهة أخرى، كما يبرز دور المدرسة وتعلق أهل نوميديا وقرطاج بالمدرسة والعلم كأدوات ارتقاء اجتماعي، وهذا الفيلم بجزئه المعاصر يجسد صورة عائلة جزائرية مسلمة، وبجزئه التاريخي يصور الحراك الديني التاريخى لبلاد قرطاج ونوميديا بين الديانات المانوية والوثنية والمسيحية، وأبطال الفيلم وشخصياته والعاملون فيه من تونس والجزائر ولبنان وإيطاليا وفرنسا وهو مثل للتعايش والعمل المشترك العربى الوسطى ورسالة حب وسلام.

* ما هي أكثر المشاهد الصعبة عليك خلال العمل بالفيلم؟
كان يوجد مشهد لخطبة وعظة لشخصية أثرت في أغسطنيوس وهو أمبروسيوس أسقف ميلانو في ذات الوقت، وكانت صعوبة المشهد تكمن أن هذه الشخصية تقول جمل كبيرة وعميقة وطويلة باللغة العربية فكان المشهد فيه تحدى الشخصيتين، ومنها تحدى تمثيل وإخراج الذي يقوم عليه الدور لأن المطلوب منه حفظ هذا الكم من الجمل الصعبة، ولكن التركيز الأساسي كان يدور حول أن المشكلات التي يواجهها أغسطنيوس هي مشكلة حيوية للناس بمختلف انتماءاتهم.
Advertisements
الجريدة الرسمية