رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

20 صورة ترصد تفاصيل أول زيارة لرئيس مصري إلى كوت ديفوار

فيتو

عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الخميس، جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الإيفواري "الحسن واتارا" بمقر القصر الجمهوري بأبيدجان، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، وذلك في إطار الزيارة الحالية للرئيس إلى جمهورية كوت ديفوار.


وأقيمت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.

ورحب الرئيس الإيفواري بالزيارة التاريخية وغير المسبوقة للرئيس، كونها أول زيارة على الإطلاق لرئيس مصري إلى أبيدجان، مثمنًا جولة الرئيس الحالية إلى عدد من الدول الأفريقية، والتي تعكس الثقل الذي تتمتع به مصر في عمقها الأفريقي رسميا وشعبيًا، وتبوأ مصر لمكانتها ودورها الحيوي على الساحة القارية.

وأكد الرئيس "واتارا" متانة العلاقات الثنائية والروابط الممتدة بين مصر وكوت ديفوار، معربًا عن تطلع بلاده لتدعيم مظاهر تلك العلاقات بين البلدين، خاصةً في مجال تكنولوجيا المعلومات، وكذا على الصعيد الاقتصادي، وذلك في ظل حرص كوت ديفوار على تشجيع الاستثمارات المصرية بها، ومشيدًا بنشاط الشركات المصرية العاملة في كوت ديفوار، مع تأكيد حرص حكومته على توفير كافة التسهيلات اللازمة لها وتذليل أية عقبات قد تواجهها.

وأعرب الرئيس خلال المباحثات عن اعتزازه لكونه أول رئيس مصري يزور أبيدجان، ومن ثم تطلع مصر لأن تساهم هذه الزيارة في فتح آفاق التعاون بين البلدين بما يحقق نقلة نوعية في مستوى العلاقات الثنائية، مؤكدًا حرصه على تضمين كوت ديفوار في أول جولة أفريقية عقب تولي مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي، وذلك انطلاقًا من تقديرنا لدورها الهام في إقليم غرب أفريقيا.

وأكد الرئيس وجود آفاق واسعة لتطوير مستوى التعاون الاقتصادي بين مصر وكوت ديفوار، مشيرًا إلى أهمية العمل على الارتقاء بمعدلات التبادل التجاري بين البلدين لتتسق مع مستوى العلاقات الثنائية المتميزة، ومنوهًا إلى الحرص المتبادل على تعزيز تواجد الشركات المصرية العاملة في كوت ديفوار وتشجيع شركات جديدة على الاستثمار هناك.

وأشار الرئيس إلى استعداد مصر لتقديم الدعم لكوت ديفوار على صعيد مشروعات البنية التحتية في مجال تكنولوجيا المعلومات، وذلك في ضوء الخبرة المصرية العريضة في هذا الشأن، وأكد كذلك حرص مصر على تعزيز التعاون مع الأشقاء الإيفواريين في مجال بناء القدرات والتدريب في مختلف المجالات المدنية والعسكرية.

وشهدت المباحثات بين الرئيسين اتساقًا في وجهات النظر بشأن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً الأزمة الليبية في ضوء التطورات الأخيرة، وقد تم التوافق حول تكثيف التشاور السياسي والتنسيق بين البلدين خلال الفترة المقبلة بخصوص الملفات الملحة على الساحة الأفريقية، ومن بينها تطورات الأوضاع في بؤر النزاعات المختلفة بالقارة، إلى جانب أنشطة مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وجهود إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد النزاعات، لا سيما في ضوء تزامن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي مع عضوية كوت ديفوار الحالية غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي.

وأشاد الرئيس بالدور الذي تقوم به كوت ديفوار داخل المجلس في تمثيل صوت أفريقيا في عملية صياغة المواقف الدولية.

وثمن الرئيس "واتارا" من جانبه الجهود المصرية الحثيثة لدفع عجلة العمل الأفريقي المشترك في إطار رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي، حيث أكد الرئيس الأولوية التي توليها مصر لمساعي تحقيق التنمية المستدامة في أفريقيا، لا سيما من خلال العمل على صياغة تصور متكامل لمشروعات الربط والبنية التحتية القارية، ومن ثم اهتمامه بالتنسيق مع الرئيس الإيفواري في ظل توليه مهمة الترويج لأجندة 2063 بالاتحاد الأفريقي، باعتبارها الإطار الإستراتيجي للتنمية في أفريقيا.

واتفق الرئيسان في ختام المباحثات على تفعيل دور اللجنة المشتركة بين البلدين على مستوى وزراء الخارجية، وذلك لمتابعة ودفع مختلف مجالات التعاون الثنائية.

كما شهد الرئيسان التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الثقافة، والصحة، وتكنولوجيا المعلومات؛ وتلى ذلك عقد مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيسين.

وألقي الرئيس السيسي كلمة خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس جمهورية كوت ديفوار جاء نصها:

إنه لمن دواعي سروري البالغ أن أتواجد اليوم في أبيدجان، وأود أن أشكركم أخي فخامة الرئيس "واتارا" على حفاوة الاستقبال، وعلى كرم الضيافة الإيفواري المعهود.

كما إنه من دواعي اعتزازي أن أكون أول رئيس لجمهورية مصر العربية يقوم بزيارة بلدكم الشقيق كوت ديفوار هذه الدولة المحورية في غرب قارتنا الأفريقية، والتي تلعب دورًا هامًا في محيطها الإقليمي، كما تتحمل في الوقت الراهن مسئولية تمثيل شواغل وقضايا القارة الأفريقية على الساحة الدولية من خلال عضويتها الحالية في مجلس الأمن الدولي.

تتزامن زيارتنا الحالية إلى كوت ديفوار مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، وتهدف إلى دفع عملنا المشترك نحو تعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية والرخاء، والارتقاء بالتنسيق القائم والمستمر بين بلدينا في هذا الشأن، مع التطلع إلى أن تسهم هذه الزيارة في تدعيم أواصر الود وتعزيز العلاقات التاريخية السياسية والاقتصادية بين بلدينا بما يتناسب مع ما يمتلكانه من إمكانات وقدرات.

لقد أجريت مع أخي الرئيس "واتارا" مباحثات ثنائية مثمرة وبناءة، تناولت بحث سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين مصر وكوت ديفوار على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية. كما تبادلنا وجهات النظر حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية. واتفقنا على أهمية الانطلاق بالروابط بين البلدين إلى الآفاق الرحبة المتاحة للتعاون الثنائي، من خلال زيادة معدلات التبادل التجاري بيننا، وتشجيع الاستثمارات المصرية في كوت ديفوار، فضلًا عن تكثيف التعاون في مجال بناء القدرات من خلال البرامج التدريبية التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في المجالات المدنية والعسكرية المختلفة.

كما بحثنا عددا من الاتفاقات في المجالات السياحية والثقافية والصحية بهدف توطيد أطر التعاون بين البلدين، والعمل على أن يمثل هذا التعاون نموذجًا لباقي الدول الأفريقية، ونسعى أن يكون نجاح الزيارة الحالية خطوة أولى على المستوى الثنائي لتحقيق الهدف الأفريقي الأسمى وهو التكامل الاقتصادي بيننا.

وتناول اللقاء أيضًا كيفية الاستفادة مما حققه بلدانا في مجال البنية الأساسية لربط القارة الأفريقية بعضها ببعض، لتيسير سبل التبادل التجاري، إضافة إلى التباحث حول تأسيس لجنة مشتركة بين البلدين للعمل على دعم البنية الأساسية في مجال تكنولوجيا المعلومات.

كما تطرقنا إلى رؤيتنا لمحاور وأولويات عمل الاتحاد الأفريقي خلال العام الحالي، وسبل دفع جهود العمل الأفريقي المشترك، وأود في هذا الصدد تقديم التهنئة لكوت ديفوار بصفتي رئيسًا للاتحاد الأفريقي على التصديق على اتفاقية التجارة الحرة في ديسمبر الماضي، حيث يعد تحقيق الدمج الاقتصادي أهم أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد، وهو ما نتوافق فيه مع كوت ديفوار كون أخي الرئيس الحسن وتارا رائدًا لجهود القارة في تنفيذ أجندة 2063، حيث أود أن أثمن جهود فخامته في هذا الإطار، وتأكيد ثقتنا في قدرته على تنسيق جهود العمل الأفريقي المشترك في هذا المجال.

واتفقنا خلال اللقاء على تكثيف التشاور السياسي والتنسيق بين البلدين فيما يتصل بالقضايا المُلحة على الساحة الأفريقية، والملفات ذات الاهتمام المشترك، وهو ما يأتي في إطار تزامن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي وعضوية كوت ديفوار الحالية غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي، خاصة فيما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب، وإعادة الإعمار في مرحلة ما بعد النزاعات.

وفي الختام، أود أن أؤكد على ما اتسم به اللقاء من تفاعل إيجابي صريح، سعدت خلاله بالاستماع لوجهة نظر أخي الرئيس "واتارا" حول سبل تحقيق الاستقرار والأمن وكذا دعم جهود التكامل الاقتصادي بقارتنا الأفريقية.

مرة أخرى، أود أن أعرب عن خالص الامتنان والتقدير على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة منكم أخي فخامة الرئيس "الحسن واتارا" والشعب الإيفواري الشقيق، وأتطلع لاستقبالكم في المستقبل القريب في بلدكم الثاني مصر.

كما شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، في مأدبة الغداء التي أقامها له الرئيس الإيفواري "الحسن واتارا"، والتي شهدت تقليد الرئيس السيسي وسام الاستحقاق الوطني، وهو أرفع وسام في جمهورية كوت ديفوار.

وألقى الرئيس الإيفواري كلمة رحب فيها بزيارة الرئيس إلى أبيدجان، معتبرًا إياها حدثًا تاريخيًا بالنظر إلى كونها الزيارة الأولى على الإطلاق لرئيس مصري إلى كوت ديفوار.

وأشار الرئيس "واتارا" إلى متانة وتنوع الروابط بين البلدين، وتطلعه لتطوير العلاقات البينية لتصبح نموذجًا يحتذى به في التعاون بين دول الجنوب، فضلًا عن الاستفادة من التجربة التنموية الملهمة في مصر، مشددًا في هذا السياق على المكانة الرفيعة التي تتمتع بها مصر في القارة الأفريقية، وكذا محورية دورها كقاطرة لصون السلم والأمن وتحقيق التنمية لشعوبها، ومشيدًا بالجهود المصرية الجارية لتعزيز أطر العمل الأفريقي المشترك في إطار رئاستها للاتحاد الأفريقي.

كما ألقى الرئيس كلمة في هذه المناسبة، حيث أكد سعادته وتقديره لتلقي وسام الاستحقاق الوطني في كوت ديفوار، معتبرًا إياه تجسيدًا لقيمة الجسور الممتدة بين البلدين والشعبين الشقيقين، ومثمنًا الجهود المشتركة بين الدولتين لدفع عجلة العمل الأفريقي الجماعي وتحقيق هدف التنمية والتكامل والاندماج الأفريقي، كما توجه الرئيس بالدعوة إلى الرئيس "واتارا" لزيارة مصر في أقرب فرصة ممكنة لمتابعة النتائج المثمرة للمباحثات.
Advertisements
الجريدة الرسمية