رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الفنانة سميرة أحمد: المشير أبو غزالة وراء الإفراج عن فيلم "البريء" وندمت على دوري بـ"غراميات امرأة"

فيتو

  • "الشيماء" و"الخرساء" و"قنديل أم هاشم" و"أم العروسة" أهم أعمالى
  • أنور وجدى أول من اكتشفنى وقال لى هتبقى بطلة السينما المصرية
  • دخولى عالم السياسة غلطة لن تتكرر
  • أقنعت الفنان يوسف شعبان بالعدول عن قراره باعتزال التمثيل
  • -100 قرش أول أجر حصلت عليه في التمثيل و"ريا وسكينة" بدايتى الحقيقية
  • اعتزلت الإغراء بسبب السندريلا.. وسعاد حسنى ممثلة نادرة لن يأتى مثلها
  • عمرى ما حد غلط معايا وأنا بشتغل
  • هناك أعمال درامية وسينمائية كثيرة تهين المرأة
  • لم أنزعج أو أحزن من لقب "ممثلة العاهات"
  • الفنان الراحل عبد الوارث عسر له دور في نجوميتي
  • رفضت "مدرسة المشاغبين" علشان أنا مش متخصصة مسرح
  • بـ"الحب هنعدي" بوابة عودتي للتمثيل

لم أكن أعلم أن باقة بسيطة من الورد ستمنحنى تأشيرة العبور إلى قلب فنانة قديرة بقيمة وقامة سميرة أحمد، حيث وجدتها تحتفي بى حفاوة غير طبيعية، وكأننى حملت لها وأهديتها كنزًا نفيسا لا يقدر بثمن، لما لا وهي واحدة من رموز الفن الجميل، التي علمتنا فن الإتيكيت، وكيف يمكننا التعامل برقي مع الآخرين..
رأيت منذ الوهلة الأولى قبل أن أنال شرف مقابلتها، أن ما قدمته من أعمال فنية هادفة مثل عبير الورد مهما مر عليه الوقت وتعاقبت عليه السنوات تظل رائحته طيبة زكية، عندما نشتم رائحته نشعر بالراحة والسرور، وكلما اقتربنا منه شعرنا بالأمل، وعندما رأيناه عن قرب رسم على وجوهنا الابتسامة، وطبع على قلوبنا الحب والجمال، وحملنا لكل ما هو جميل وراق.
باقة الورد هذه جعلتها تسترجع خلال حوارها مع "فيتو" ذكريات الماضي الجميل، وتفاصيل البدايات الأولى، والأزمات التي تعرضت لها خلال مسيرتها، وحكاياتها الخاصة مع نجوم الزمن الجميل، وسبب ابتعادها عن المسرح المصري، وما كان يفعله معها رشدي أباظة خلال التصوير.
إنها ليست فنانة عادية، فهي أميرة في عابدين، وامرأة من زمن الحب، شعارها الدائم صار بالصدفة عنوان مسلسلها الجديد "بالحب هنعدي" الذي تطل من خلاله على الشاشة الصغيرة بعد غياب طويل، أشتاق فيه الجمهور بشغف إلى فنها وجمال طلتها وروحها.
ولدت سميرة أحمد في الأول من أبريل عام 1932 في محافظة أسيوط، لأب يعمل بمحكمة استئناف أسيوط، وكان يعمل أيضًا خطاطًا مع والد الفنانة الراحلة سعاد حسنى، لها 7 أشقاء وشقيقات منهم الفنانة الراحلة “خيرية أحمد”، دخلت عالم التمثيل في عام ١٩٥١ من بوابة فيلم "حبيب الروح"، وأسند إليها في البداية بعض الأدوار الصغيرة خلال هذه الفترة، قبل أن تجسد البطولة المطلقة في العديد من الأعمال.

*في البداية..كيف كانت بدايتك في عالم التمثيل؟
كانت قد سبقتني في دخول الوسط الفني شقيقتي الفنانة الراحلة خيرية أحمد، ووقتها كنت ما أزال صغيرة السن، حيث كان عمرى 14 عامًا، ودفعني شغفي وحبي للتمثيل إلى الذهاب مع أختي خلال تصويرها أحد الأفلام، لدرجة أنني كنت أتخفى من الجميع حتى لا يراني أحد ويقرروا مغادرتي المكان، حتى لعبت مصادفات القدر دورًا في لفت نظر الفنان الراحل أنور وجدى، وجذبني من وسط الناس، وسألنى:"ممكن تقولي الجملة دي للفنانة الراحلة ليلى مراد؟"، وقلت له حينها وأنا مرتبكة :"هاعرف"، مع أننى لم أكن متأكدة من قدرتى على نطق الجملة أم سأفشل في قولها، والحمد لله عرفت، ورددت جملة "تحبي تشربي شامبانيا يا ليلى هانم؟".. وأتذكر أنني قلت الجملة وجريت خوفًا من أن يطلبوا منى مغادرة المكان، ولكنهم اختاروني في المشاركة في فيلم "حبيب الروح".

*هل تتذكرين الأجر الذي حصلت عليه في هذا الفيلم؟
نعم.. كنت أحصل على جنيه في اليوم، وعندما قلت الجملة قالوا لي:"انتى اتكلمتى روحي اطلبي 150 قرشا، فذهبت للفنان الراحل أنور وجدي، فوجدته يعطيني جنيهًا فقط، فقلت له: "لأ..أنا عايزة 150 قرشا"، واندهش وقتها وسألني:"ليه؟"، فأجبته:"علشان أنا اتكلمت"، ولكنه رفض وقال لي: لأ..ولكن ستصبحين بطلة في يوم من الأيام.

*هل تعتبرين أن الفنان الراحل أنور وجدي له الفضل في نجوميتك وشهرتك؟
نعم.. سأظل ممتنة له طوال حياتي.. وهو من اكتشفني وقدمني كممثلة للجمهور، ومع الوقت أعطاني مساحات كبيرة لإظهار موهبتي في التمثيل، كما أن للفنان الراحل العظيم عبد الوارث عسر دورًا في نجوميتي، لذا أعتبره أستاذي المفضل؛ حيث كان يعطينى دروسا في الإلقاء.

*كيف كان يرى أنور وجدي موهبتك؟
عندما كان يرانى أمامه يظل يؤكد لى أننى سأصبح بطلة سينمائية في يوم من الأيام.

*لماذا لم تفكري في الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية؟
فكرت وقتها أن ألتحق بالمعهد، أيام الممثل والمخرج الراحل زكي طليمات، ولكن تعاقب أدواري التمثيلية وقتها لم يمكننى من الدراسة في المعهد، وأتذكر أنه في الوقت الذي كنت أرغب في الالتحاق بالمعهد في عام 1952، جاء لي دور في فيلم "اَمال" مع الفنانة الراحلة شادية، واشتركت وقتها بالفيلم.

*هل تعتبرين أن بدايتك الحقيقية في التمثيل كانت عبر بوابة فيلم "ريا وسكينة" عام 1952؟
بالفعل كانت بدايتى القوية والحقيقية في عالم التمثيل، بالاشتراك مع الفنان الراحل بالطبع أنور وجدى، والفنانة زوزو الحكيم، والفنان الراحل فريد شوقي، والفنان الراحل شكري سرحان، وأتذكر أن الفيلم "كسر الدنيا" وقتها، وكان أجرى في هذا الفيلم 30 جنيها.

*ما الذي كانت تمثله لكِ شقيقتك الفنانة الراحلة خيرية أحمد؟
كانت دائمة التشجيع لى، وتجلس تحفظني "الديالوج"، وكانت معى في كل كبيرة وصغيرة، وكانت توجهني في ارتداء الملابس، وأفتقدها بشدة، وكنت أتمني حضورها في تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي لي خلال احتفالية المرأة المصرية، ولم يستطع أي شخص أن يشغل مكانها سواء في حياتي الشخصية أو على مستوى الفن والشاشة، وأتذكر كلمات أختي لى: ستصبحين ممثلة كبيرة، ولا يمكنني أن أنسى نصيحتها لي والتي لا تزال محفورة في ذهنى:" عيشى في الواقع بتاعك متتضايقيش من حد وماتضايقيش حد".

*هل تعرضتِ خلال مسيرتك الفنية لموقف ما أثار غضبك واستيائك؟
"عمرى ما حد غلط معايا وأنا بشتغل من البداية وحتى الاآن.. الحمد لله أحب كل زملائي وزميلاتي وأحب الوسط بتاعي وأحترمه".

*هل ترين أنكِ دخلت عالم التمثيل من أوسع أبوابه..أم كانت البدايات صعبة؟
لا يوجد شيء سهل على الإطلاق، ولكنى أرى أنه من المفترض أن نمر بمواقف صعبة، وليس محببًا أن يخرج الفنان أو أي إنسان ليحكى لنا عن مواقفه وتجاربه الصعبة، فطالما كان المشوار عبارة عن كفاح، فيجب اعتباره كفاحا جميلا نمر به، ولا يجب أن أقول:"أنا تعبت علشان أنا متعبتش، ولكنى حاولت ووصلت لما أريده ويريده الناس لي"، لذلك أنا سعيدة بما حققته؛ لأنه لم يكن كفاح ا متعبا، ولا أحب أحد يقول:"أنا تعبت في حياتي"، لأن الاجتهاد والتعب وقوة الإرادة أسلحة الوصول للنجاح.

*ما أبرز المواقف الطريفة في حياتك، والتي لا يمكن نسيانها؟
تضحك.. كنا نقف أنا وشقيقتي الفنانة الراحلة خيرية أحمد والجيران، أمام المراَة، ونظل نمثل أدوارًا على سلم المنزل، هذا الموقف كلما أتذكره أضحك واسترجع الذكريات الحلوة.

*ما السر وراء إطلاق المنتجين عليكِ لقب "ممثلة العاهات"؟
كنت قد بدأت أول فيلم من بطولتي "أغلى من عينيا" في عام 1955، وكان دورًا صعبًا على أن ألعبه، فكان المخرج العظيم عز الدين ذو الفقار يلقننى كل ما يتعلق بتجسيد الشخصية، وبعدها أديت أدوار "العمياء" 5 مرات، و"الخرساء" مرة واحدة، ثم "المجنونة"، وفي هذه الفترة كانت كل الأدوار التي تقدم لى تحمل شخصيات "العاهات".
تضحك..كنت دايما أقول للمنتجين والمخرجين: "يا جماعة عايزة أدوار عادية، وبلاش الخرساء والعمياء والمجنونة"، وعندما وجدوا أنني أجيد تجسيد هذه الشخصيات أطلقوا على "ممثلة العاهات"، وحينها كنت أتمنى أن أمثل أدوارا طبيعية والحمد لله وصلت بعدها لما كنت أتمناه، ولم أنزعج أو أحزن من لقب "ممثلة العاهات"؛ لأنني كنت أرغب في تجسيد هذه الأدوار، لكي يشعر الناس الطبيعيون بمعاناة هؤلاء الناس من ذوي الاحتياجات الخاصة.

*ما الذي يمثله لك فيلم "الخرساء"؟
أعتبره من أبرز الأفلام السينمائية التي قدمتها طوال مسيرتي الفنية، من إخراج الراحل حسن الإمام أحد المخرجين الرائعين، وقبل التصوير ذهبت أنا والمخرج لمدرسة "الصم والبكم" في المطرية، لكي أجيد تجسيد الدور، وأتذكر أن العندليب الراحل عبدالحليم حافظ وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب حضرا العرض الأول للفيلم بسينما "ديانا"، ووقفا معي وقتها لتحية الجمهور.

*ما سر اعتذارك عن المشاركة في فيلم "السفيرة عزيزة"؟
عُرض على الفيلم، ولكن حسن الإمام رفض مشاركتي؛ لكي أكون متفرغة لفيلم "الخرساء"، حتى وصل الأمر لتواصل الأستاذ عبدالعزيز فهمي منتج فيلم "السفيرة عزيزة" مع المخرج الراحل وقال له: "هناخدها ساعتين بس"، وكان الرد: "لأ..لازم تتفرغ للعمل"، وكنت وقتها قد وقعت على عقد فيلم "السفيرة عزيزة" وحصلت على "عربون"، وفي النهاية اعتذرت للمنتج؛ لأن الدور كان مهمًا بالنسبة لى في "الخرساء"، ورشحت وقتها الفنانة الراحلة سعاد حسني، بديلا عني، وقلت لهم حينها:"جيبوا سعاد بدالى هي أفضل واحدة تعمل الدور ده"، وعندما أوكلوا الدور للسندريلا كنت سعيدة ؛ لأنني أعتبرها من الممثلات النادرات "اللى مش هييجى زيهم تاني ".

*ماذا عن أبرز المواقف الطريفة أو الغريبة التي جمعتكِ بالسندريلا؟
سعاد حسني عملت معي في فيلم "غراميات امرأة" و"البنات والصيف"، وكنا أصحاب ونذهب للسينما سويًا، برفقة الفنانة زيزي البدراوي.. ثم تضحك، وكان الناس يعاكسوننا قائلين: "البنات والصيف أهم ويشاوروا علينا"، كما كنا نذهب أنا والسندريلا مصيف الإسكندرية سويًا.

* قدمتِ أكثر من 67 فيلمًا خلال مسيرتك السينمائية الطويلة..ما أبرز الأعمال المحببة إلى قلبك؟
أعتبر أن فيلم "الشيماء" من أهم الأعمال التي قدمتها طوال حياتي، ثم يأتي بعده "الخرساء"، و"قنديل أم هاشم"، و"أم العروسة"، وأرى أن فيلم الشيماء ترك أثرًا كبيرًا في حياتي الشخصية، وبعض الناس حتى وقتنا هذا عندما يقابلونني يعتقدون أننى من كنت أغنى "إنك لا تهدى الأحبة"، وكنت أقول لهم إنها المطربة العظيمة سعاد محمد والتي غنت بالفيلم أجمل الأغاني الدينية "هو أنا أطول أبقى صوتها".

*وماذا عن أبرز أعمالك الدرامية المحببة بالنسبة لكِ؟
"امرأة من زمن الحب"، و"أميرة في عابدين"، و"ماما في القسم"، من أبرز المسلسلات المهمة في حياتي الدرامية، وفي الإذاعة كان المسلسل الإذاعي " أنف و3 عيون" بالاشتراك مع الفنان الراحل عمر الشريف والفنانة نادية لطفي.

*أنتجتِ العديد من الأفلام المهمة منها "البريء" و"البحث عن سيد مرزوق"..ما السبب وراء قرار تأسيس شركة إنتاج سينمائي؟
حبي للسينما والموضوعات التي تحمل مضمونًا مهمًا، هو ما دفعني للتفكير في إنتاج الأفلام، وأتذكر أنه عندما عُرض فيلم "البريء" تسبب في إغلاق شارع عماد الدين، بسبب تزاحم الجمهور على مشاهدة الفيلم، ودفع القائمين على العرض لزيادة الحفلات.

*ما الذي يعنيه لكِ فيلم "البريء"؟
الدور الذي قدمه الفنان الراحل أحمد زكي في الفيلم لم يمكن بإمكان أي ممثل أن يلعبه، واعتبر نفسى فخورة بمجموعة العمل، التي كانت تضم نجومًا كبارا أعتز بهم ومنهم، جميل راتب، وصلاح قابيل، وممدوح عبدالعليم، محمود عبدالعزيز، وإلهام شاهين، وأعتبرهم فنانين لا يمكن تعويضهم، وأتذكر أن الفيلم "كسر الدنيا" وحقق إيرادات كبيرة تخطت تكاليف الإنتاج الكبيرة أيضًا، وكانت المبيعات في خارج مصر جيدة جدًا.

* كيف كانت علاقتكِ بالفنان الراحل أحمد زكي؟
كان زميلًا عزيزًا على ورجلًا يحترم عمله، ويؤدى شغله كما يجب أن يكون، ومن أوائل الممثلين الذين يحضرون إلى البلاتوه، وكان شخصية سهلة في التعامل معها، وممثلًا رائعًا؛ لذلك اخترته ليكون بطلًا لفيلم "البريء".

*انتقدك المخرج الراحل عاطف لبيب وزوجك المنتج صفوت غطاس، واتهمكما بالتواطؤ مع الأجهزة الأمنية لحجب النهاية الأصلية لفيلم "البريء" على اعتبار أنكما المنتجين..ما حقيقة هذا الأمر؟
الفيلم كان مصرحا به من كافة الأجهزة الرقابية، ولا يمكننا أن ننتج فيلمًا إلا بعد الحصول على كافة التصاريح والموافقات، ولكن بعد الانتهاء من تصوير الفيلم جاءت بعض الأجهزة الأمنية ورفضت عرضه، وتواصلت وقتها مع وزير الثقافة اآنذاك الدكتور أحمد هيكل، حيث إن وقف عرض الفيلم بمثابة مصيبة بالنسبة لنا جميعًا، وبدأ وقتها وزير الثقافة في الاتصال بالقوات المسلحة، وكان وقتها المشير أبوغزالة وزيرا للدفاع، وقرر المشير يومها عرض الفيلم، وأن يحضره بنفسه في الساعة العاشرة صباحا في ستوديو "النحاس"، وحضر وقتها أيضا وزير الداخلية أحمد رشدي، وكافة الأجهزة الرقابية العرض، وجلسنا نشاهد الفيلم، وسمعت أثناء العرض أصواتا تأتينا من الخلف، ولا أعرف مصدرها تردد:"لا..لا..لا..مش كدا..مينفعش..لأ.. ميتعرضش"، وكنت حينها أجلس بجوار المشير أبو غزالة، ولم يكن بإمكاني الرد، وظل قلبي يدق خوفًا من عدم عرض الفيلم، وبعد نهاية العرض نهض المشير وكان مبسوطا جدا، وقال:" ليه ميتعرضش..يتعرض.. وكل الفكرة يتم كتابة تاريخ في مقدمة الفيلم بأن هذه الأحداث تدور في هذا الوقت"، ولم نحذف بعدها أي جزء، ولم نحجب النهاية الأصلية للفيلم أبدًا، وبعد الموافقة على عرض فيلم "البريء" وقفنا على المسرح وفريق العمل و"اتنططنا"، وتبادلنا التهانى، وبدأنا في عمل إعلانات عن الفيلم وتم عرضه في سينما القاهرة.

*جسدتِ شخصية "لعوب" تخطف خطيب الفنانة الراحلة سعاد حسني خلال فيلم "غراميات امرأة" عام 1960..كيف تسبب المشهد الذي جمعكِ بالسندريلا في اعتزال أدوار الإغراء؟
كان الأمر تمثيلا ليس إلا، حيث كنت أقوم بدور فتاة لعوب تخطف خطيب سعاد حسني في الفيلم، ثم تأتي السندريلا لتعاتبني فأقوم بضربها، وبعد عرض الفيلم الناس هاجمتني واتضايقوا منى وأصبحوا يلومونني في الشارع ويقولون:"اخس عليكى..كده برضه تضربى سعاد"، حينها قررت اعتزال هذه الأدوار نهائيًا.. تضحك، وقلت لنفسى:"خلاص بطلتها".

*تتحرجين من "التقبيل" خلال تجسيد بعض الشخصيات في السينما..هل ترفضين أداء النجمات المشاهد الساخنة والمثيرة في الأفلام؟
لا يمكن أن أشارك في تجسيد شخصية "القبلات" جزءًا من دورها في العمل..تصمت قليلًا:"ما بعملهاش"..ودومًا كنت أتخوف من القبلة في الأفلام؛ لأنني أرى أن الجمهور في أحيان كثيرة لا يصدق أن هذا تمثيل، وكنت حريصة على سمعتي للغاية، وفي النهاية القبلة لا تصنع فيلمًا.

*هل ندمتِ على أي دور خلال مسيرتك التمثيلية؟
لم أندم على أي دور اشتركت فيه، سوى دوري في فيلم "غراميات امرأة"؛ بسبب ضربى لسعاد حسني، على الرغم أنه كان في إطار التمثيل، والسندريلا كانت حبيبتى.

*على الرغم من أن المسرح "أبو الفنون".. لم تقدمي طوال مسيرتك الفنية الطويلة أي عمل مسرحي حتى الاآن..ما السبب؟
"أنا مش بتاعت مسرح..ومعرفش أكرر الكلام يوميًا".

*هل عُرض عليكِ أعمال مسرحية مهمة واعتذرتِ عنها؟
بالفعل..عُرض على الكثير من المسرحيات المهمة ورفضتها، وكان أبرزها مسرحية "مدرسة المشاغبين"، وكان المنتج الراحل سمير خفاجي يأتي إلى يدق الباب كل يوم في الساعة الثانية ليلا، وأرفض أن أفتح له الباب، وكان يقول لى:"علشان خاطرى هتعملى الدور ده"- تقصد الدور الذي قدمته الفنانة سهير البابلى، فقلت له: "أنا مش بتاعت مسرح.. معرفش أقول الكلام ده كل يوم"، وفي النهاية قررت الاعتذار عن الدور.

*حصلتِ على عشرات الجوائز وشهادات التقدير، وتم تكريمك في العديد من المهرجانات السينمائية.. ما التكريم الأقرب إلى قلبك وتعتزين به؟
كل الجوائز عزيزة على، إنما تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي لى في احتفالية المرأة المصرية والأم المثالية، أفتخر وأعتز به للغاية، كونه يأتي من الدولة المصرية، واعتبرها جائزة للفن كله، وتقدير الرئيس لى شيء لن أنساه طوال حياتي.

*كيف كانت علاقتكِ بالفنانة الراحلة فاتن حمامة؟
عملت مع سيدة الشاشة خلال فيلم "من عرق جبيني" سنة 1952، وكانت سيدة وفنانة عظيمة، وعندما نتقابل في العديد من المناسبات كنت أشعر بالبهجة والسعادة؛ لأنها كانت دومًا في منتهى اللطافة.

*وماذا عن أبرز المواقف التي جمعتكِ بـ"دنجوان" السينما المصرية الراحل رشدي أباظة؟
كان شخصية عبقرية، وفي نفس الوقت رجل "جنتلمان" يعرف كيف يمكن أن يتعامل مع الناس والنجمة، ولا يمكن أن أنسى الأيام التي كانت فيها تصوير عندما كان يرسل لى وردة حمراء على غرفتي، واشتركنا في العديد من الأفلام ومنها "العقلاء الثلاثة"، و"عالم عيال".

*هل يمكننا أن نعتبركِ شخصية ديكتاتورية؟
تدخل في نوبة ضحك.."والله هما بيقولوا عليا كده..بس أنا مش ديكتاتورية ولا حاجة..أنا متعاونة بس بحب كل الناس تحترم عملها وشغلها، وهو ده اللى بيضايق الناس منى؛ لأن ببقى أول واحدة موجودة في الاستوديو، ولما بلاقى حد يتأخر أقرصه من ودنه".

*ما السبب وراء انتقادك مسلسلات السير الذاتية، وعلى رأسها "أنا قلبى دليلى" و"أبو ضحكة جنان"؟
لم انتقد أو أهاجم أي عملى درامي يتناول السيرة الذاتية لأي فنان، ولكن كان هناك بعض الأمور التي تم مناقشتها لم تحدث مثل التي تناولها مسلسل "أبو ضحكة جنان"؛ لكونى عملت مع الفنان الراحل إسماعيل ياسين وأعرفه عن قرب.

*كيف كانت علاقتكِ بالفنان الراحل إسماعيل ياسين؟
اشتركت معه في العديد من الأفلام، وكان أبرزها أول عمل جمعنا سويًا "إسماعيل يس في الجيش" سنة 1955، وهو ممثل كوميديان قدير، وكان محبوبًا بشكل غير طبيعي، وكان ظريفا في كواليس التصوير.

*وماذا عن علاقتك بالفنانة القديرة نادية لطفى؟
جميلة، وكنت أتمنى أن ترجع لينا كما سأعود أنا بعمل درامي..ودومًا حريصة على الاطمئنان على حالتها الصحية.

*لماذا قررتِ الدخول في الحياة السياسية عام 2010، وخوض الانتخابات البرلمانية حينها عن حزب الوفد في محافظة القاهرة بدائرة باب الشعرية؟
لا أرغب في تذكر هذه الأيام، ولكن كل ما أريد قوله في هذا الصدد أن الدافع كان وطنيا بامتياز وهو حبى لبلدى.

*وما سبب خسارتك تلك الانتخابات؟
من الأول دخلونى دائرة باب الشعرية غلط، وكان فيه تكتل ضدي، وبعدين لما نزلت للدائرة كانوا هيضربونى..وقلت وقتها مش مكملة وروحت بيتنا"..وأرى أنه ليس شرطًا أن يكون للفنان انتماءات سياسية.

*هل قررتِ إنتاج مذكراتك تليفزيونيًا على نفقتك الخاصة؟
لم أقرر بعد كتابة مذكراتي، وكل ما أثير حول هذا الأمر مجرد شائعات ليس لها أساس من الصحة.

*هل قررت اعتزال التمثيل؟
لأ طبعا.. أحضر لعمل درامي جديد "بالحب هنعدى" وتحدثت عنه مع الرئيس عبدالفتاح السيسي عند تكريمى في احتفالية المرأة المصرية، وهو مسلسل اجتماعي أسري، ويحمل كل شيء جميل للبلد، من أحلى ما كتب يوسف معاطى، ومن المتوقع أن يبدأ تصويره بعد شهر رمضان المقبل، وقلت للرئيس السيسي خلال التكريم: "بالحب هنعدى"، وقال لى: "ربنا يخليكِ لينا وأنتِ القيمة بتاعتنا"."مصر هي اللي عملتني".

*هل لعبتِ دورًا في إقناع الفنان يوسف شعبان بالعدول عن قراره باعتزال التمثيل؟
نعم تواصلت معه للعودة من جديد للتمثيل، ويشاركنى مسلسل "بالحب هنعدى"، ودومًا كان بيننا "هارمونى" في كل الأعمال التي جمعتنا.

*من هم الأصدقاء المقربون لكِ من داخل الوسط الفني؟
كانت تربطني علاقة صداقة قوية بالفنانة الراحلة شادية، وأرى أنني فقدتها كصديقة ومطربة وفنانة جميلة، واعتبر شادية وكذلك الفنانة سعاد حسني من الفنانات النادرات اللواتي لا يتكررن أو يعوض أحد غيابهن عن عالمنا، كما أنني صديقة لعدد ليس بالقليل من الفنانين، خاصة الفنانة القديرة نجلاء فتحي، والتي أعتز بصداقتها، ودائمًا على تواصل معها، وقدمت لها التعازي في وفاة زوجها الإعلامي الكبير حمدي قنديل، كما أعتز بصداقة الفنان القدير محمود ياسين، وأسأل الله أن يشفيه ويعافيه.

*8 سنوات من الغياب عن التمثيل..كيف ترين حال الفن الآن؟
أتمنى أن نفكر في كل الأعمال الدرامية والسينمائية التي تُعرض على الشاشة الصغيرة، وفي الوقت الذي يكرم فيه الرئيس السيسي المرأة المصرية والأم المثالية، هناك أعمال كثيرة فيها إهانة للمرأة وهذا الأمر لا أحبه.



Advertisements
الجريدة الرسمية