رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الأحزاب الشعبوية.. العالم في قبضة المجانين.. ترامب يطلق الشرارة الأولى.. والمهاجرون أول ضحايا المتطرفين.. خريطة الكيانات المسيطرة على أوروبا وأمريكا اللاتينية.. وتهديد بحرب عالمية ثالثة

فيتو

بعد حادث نيوزيلندا الأخير، الذي أسفر عن مقتل 50 مسلما خلال صلاة الجمعة، وإعلان منفذ الهجوم أن دوافعه كانت إعلاء شأن القومية البيضاء، والانتقام من المسلمين، وتقليل عدد المهاجرين، ليؤكد أنه من المؤيدين لأفكار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن أمر تفوق القومية البيضاء المتجددة، باتت حياة المسلمين في خطر، وخاصة مع غزو فكر الأحزاب الشعبوية، وسيطرتها على أوروبا وأمريكا آسيا.


ترامب
ترامب بإعلانه صراحة، بأنه يسعى لإعلاء شعار«أمريكا أولا»، ولا يفوت أسبوع بدون مهاجمة المهاجرين، ووصفهم بالمجرمين وتجار المخدرات، وأنهم خطر على البلاد، ويلمح بأن السود أقل منه ومكانهم «الأماكن القذرة» على حد تعبيره، كما دعا لإنشاء تيار شعبوي يتحدث بلسانه في دول أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية، شجع على ظهور الأحزاب المتطرفة على الساحة وسعيها للسيطرة على حكم البلاد وهو ما حدث بالفعل.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن الأزمة العالمية التي حدثت في سبتمبر 2008، وتدفق المهاجرين لأوروبا، وضعا الأساس لإنشاء تلك الأحزاب، مستغلة المشكلات الاقتصادية والهجمات الإرهابية التي تعاني منها الدول، ولكن قدوم ترامب شجعها على السيطرة على العالم وفرض سياستها.

الأحزاب اليمينية
بالنسبة للأحزاب اليمينية المتطرفة، باتت مؤثرة إلى حد كبير على سياسة كل من السويد والنمسا وإيطاليا وفرنسا وهولندا وألمانيا وبريطانيا ونيوزيلندا والمجر والدنمارك وبولندا والبرازيل وكولومبيا وهنجاريا.

ففي السويد، تفوق حزب «ديمقراطيي السويد» اليميني المتطرف في انتخابات سبتمبر الماضي، ونفس الأمر تكرر مع حزب «من أجل الحرية» بهولندا، الذي حصل على عدد من المقاعد بعد إحرازه تفوقا في انتخابات مارس 2016، وبات يسيطر على البرلمان، وذلك مقابل تراجع «الحزب الاشتراكي الديمقراطي» الوسطي.

وحصل ائتلاف حزبي «الحرية» المتطرف مع «الشعب» اليميني الوسطي على شعبية كبيرة بالنمسا، أما في إيطاليا فبات يسيطر الائتلاف الذي تشكل من حركة «الخمس نجوم» و«اليمين الراديكالي» على حكومتها، ويعتبر حزب «الجبهة القومية» من أكبر الأحزاب وأبرزها على الساحة بباريس، وحصل على نسبة كبيرة من الأصوات في الانتخابات الماضية.

كما صعد حزب «البديل من أجل ألمانيا» بشكل كبير في أواخر العام الماضي، وأوائل العام الجاري ببرلين وهو أكبر حزب معارض بها، ولمع نجم حزب «حزب الاستقلال» المعروف بـ«يوكيب» ببريطانيا بعد طرح فكرة «بريكست»، وتمارس حركة «المجر أفضل» التأثير الأكبر على الحقل السياسي بالمجر، وحزب «الشعب الدنماركي» هو ثالث أقوى كتلة سياسية داخل البرلمان بالدنمارك، ويعد حزب «القانون والإنصاف» هو أبرز الأحزاب الشعبوية ببولندا.

أما البرازيل فبات يحكمها رئيس حزب اليمين الشعبوي جايير بولسونارو مثل أمريكا، ونفس الأمر مع كولومبيا التي فاز برئاستها اليميني إيفان دوكى في يونيو الماضي، أما أحزاب اليسار فيتغلغل نفوذها بالبرتغال واليونان وإسبانيا وفنلندا، وحصد حزب تكتل اليسار، المتطرف بالبرتغال على نسبة أصوات غير مسبوقة عام 2015، وحقق حزبي سيريزا باليونان وبوديموس بإسبانيا تقدما لافتا، وهناك «الحزب الشعبوي الفنلندي» الذي يؤثر في القرارات الخارجية لفلنلندا.

سيطرة
وذكرت صحيفة «ذا جارديان» البريطانية في دراسة أجرتها، أن الشعبوية تمكنت من أوروبا خلال الـ20 سنة الماضية، وباتت تجني آثارها اليوم، مبينة أن بين كل 4 أوروبيين هناك فرد يصوت لصالح الشعبوية، وأشارت إلى أن أحزاب اليسار المتطرف تسيطر على 25% من دول أوروبا، بينما يسيطر اليمين على أكثر من 50%، مبينة أن عدد الأوروبيين الذين يسيطر عليهم الأحزاب الشعبوية بلغوا 170 مليونا و224 ألفا و766 شخصا، بحلول نهاية العام الماضي.

وأكدت أن الانتخابات التي ستتم في النصف الأول من 2019 ستتيح مجالا إضافيا لصعود الشعبوية، من أوكرانيا إلى الدنمارك، وفنلندا إلى بلجيكا، وأضافت أن كبار رجال الأعمال لهم دخل كبير في نهوض الشعبوية، مبينة أن الطبقة العليا بالدول تسعى لفرض سياستها عبر دعم الأحزاب الشعبوية للقضاء على المتضررين منهم، المتمثلين في الفقراء والأجانب المقيمين بدولهم، وأكدت أن كل الأحزاب المتطرفة الموجودة بالعالم يمولها رجال الأعمال رغبة في فرض نظام ديكتاتوري يحمي مصالحهم ومكاسبهم، محذرة من أن الفترة المقبلة ستشهد سيطرة الرأسمالية إلى حد كبير على مجريات الأمور بسياسات الدول الخارجية.

مستقبل الشعبوية
المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أكد في تقرير صدر عنه الشهر الماضي، أن المستقبل للأحزاب الشعبوية، موضحا أنها ستسيطر على انتخابات البرلمانات الأوروبية المقبلة، وذكر أنها تمثل تهديدا لانتخابات البرلمان الأوروبي المقرر انعقادها في مايو المقبل، وأن هناك توقعات بحصولها على أكثر من ثلث المقاعد بالاتحاد وهو ما سيسبب خطرا على التعامل مع أزمة الهجرة وتنظيم العلاقة بين دول أوروبا، وذلك بعد دعوة عدد من رؤساء الأحزاب الشعبوية للسيطرة على تلك الانتخابات، ومنهم رئيس الوزراء الهنجاري فيكتور أوربان، الذي أكد أن الأحزاب المعادية للهجرة يجب أن تسيطر على انتخابات مايو المقبل، وكذلك نائب رئيس الوزراء الإيطالي ووزير الداخلية ماتيو سالفيني الذي دعا لربيع أوروبي مقبل.

آسيا
مجلس العلاقات الخارجية، أكد أن الشعبوية بدأت تتنامى بآسيا أيضا، موضحا أن آسيا والصين وتايلاند لديهم حكومات شعبوية ديكتاتورية، وحذر من أن إندونيسيا من المحتمل أن تدار أيضا من قبل أحد الشعبويين بعد انتخابات العام المقبل، ونبه إلى أن الشعبوية الآسيوية ذات خطر كبير، لأنها تقوم على تحفيز الانقسامات الدينية والعرقية، وهو ما يظهر جليا في سياسة الحزب الشعبوي بالصين أو الرئيس الفلبيني رودريجو دوترت.

المهاجرون
سيطرة تلك الأحزاب على أوروبا وآسيا، ستجعل من أمر لجوء المهاجرين إليها مستحيلا، وستجعل الدول العربية تتحملهم مقابل بعض الامتيازات، ومؤخرا طالبت أوروبا المغرب باستقبال بعض المهاجرين، ولكن الأخيرة رفضت، وبين موقع «ديلي مارفيك» الأفريقي، أن خطر العنصرية المتزايد بأوروبا وآسيا يضع حياة المهاجرين في خطر، مبينا أنهم مهددون في أي وقت بالطرد من البلاد التي يقيمون فيها منذ سنين، وحذر من أن الهجمات المتتالية التي يتعرض لها المسلمون بتلك الدول ستتزايد في ظل تجاهل الحكومات المسيطرة، والتي تتعمد ذلك رغبة في القضاء عليهم، لأنهم يمثلون خطرا على قوميتهم.

حرب عالمية
معهد «جلوبال سيرش»، حذر من أن سيطرة الأحزاب الشعبوية على العالم ستسرع بقيام حرب عالمية، نظرا لأن الدبلوماسية لا توجد في قاموسها، موضحا أن الطريقة الوحيدة لإيقاف الفاشية ومنع الحرب الإمبريالية هي تعبئة الطبقة العاملة على نطاق دولي، للإطاحة بالرأسمالية. الأمر لم يتوقف عند ذلك فقط، بل إن هناك خطة للسيطرة على الدول الضعيفة أو التي تعاني من صراعات، وبدأت تتضح مع قرارات ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وكذلك سيادة دولة الاحتلال على مرتفعات الجولان، وفقا لما ذكره المعهد البحثي.

كما أوضح أن هناك تنسيقا بين حكومة ترامب وتلك الأحزاب الشعبوية لفرض سيطرتها على الدول التي لها مصالح بها باستخدام عدة طرق أولها، الضغط المالي عن طريق المساعدات والامتيازات التي تحصل عليها حكومات الدول المحتاجة مقابل الاستثمار ببلادهم، وثانيها هو وضع اليد علنا دون حتى استئذان أصحاب الأرض، وأوضح الموقع أن هناك خططا للسيطرة على أجزاء من ليبيا لصالح إيطاليا وفرنسا بدعوى وجود خطر على أمنهم القومي، وكذلك زعزعة الاستقرار بلبنان لصالح دولة الاحتلال.

"نقلا عن العدد الورقي..."
Advertisements
الجريدة الرسمية